تضليل إعلامي عالمي: نشر فيديو لهجوم مشجعين إسرائيليين على مؤيدين لفلسطين بهولندا على أنه “مطاردة لليهود”
وكالات
شهدت مدينة أمستردام أعمال شغب على هامش مباراة بين أياكس أمستردام الهولندي ومكابي تل أبيب الصهيوني ضمن منافسات الدوري الأوروبي. وقد تم تفسير فيديو يظهر هذه الفوضى بشكل خاطئ من العديد من وسائل الإعلام العالمية.
بعد ثلاثة أيام من أعمال الشغب التي وقعت على هامش مباراة كرة قدم بين أياكس أمستردام ومكابي تل أبيب، تعرضت التغطية الإعلامية الدولية لها لانتقادات شديدة.
فقد استخدم العديد من وسائل الإعلام العالمية مقطع فيديو نشرته مصورة هولندية على منصة X (تويتر سابقا)، ولكن تم تصنيفه بشكل خاطئ.
في ليلة الخميس إلى الجمعة (السابع إلى الثامن من نوفمبر 2024)، وقعت أعمال شغب كبيرة حول مباراة ضمن منافسات الدوري الأوروبي بين فريق أياكس أمستردام الهولندي وفريق مكابي تل أبيب الصهيوني، حيث نشبت مواجهات عنيفة بين مشجعي الفريق الصهيوني من جهة، ومشجعين محليين ومؤيدين للفلسطينيين من جهة أخرى.
ووفقًا للشرطة الهولندية، حدثت اضطرابات في عدة مناطق في وسط أمستردام، وتم اعتقال 62 شخصًا، بينما تم نقل خمسة أشخاص إلى المستشفى.
أثارت الهجمات على مشجعين إسرائيليين في أمستردام غضبا دوليا. ومع ذلك، وفقًا للشرطة، كان مشجعو مكابي تل أبيب قد قاموا أيضًا بأعمال شغب واستفزازات قبل ذلك. ومن بين هذه الأعمال، قاموا بحرق علم فلسطيني.
ولتوضيح هذا الأمر، تم استخدام فيديو للمصورة الهولندية أنيت دي غراف عدة مرات، والذي يُفترض أنه يظهر أعمال العنف من قِبَل المشجعين الإسرائيليين. ومع ذلك، تم تفسيره بشكل خاطئ من قِبَل العديد من وسائل الإعلام الكبيرة أثناء التغطية. وقد تم تداول ونشر المشاركات التي تحتوي على الادعاءات الخاطئة من قبل العديد من المستخدمين (كمثال).
على سبيل المثال نشرت وسائل إعلام عديدة لقطات أو صورا من الفيديو المشار إليه، منها موقع “تاغسشاو” للقناة الألمانية الأولى (ARD) وصحيفتا بيلد وفرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ الألمانيتان، وصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، وموقع بي بي سي البريطاني.
وجاء الادعاء بأنه “تمت ملاحقة المشجعين الإسرائيليين وضربهم، وهو ما أشار إليه ساسة إسرائيليون وهولنديون بأنه هجوم معاد للسامية”، حسب ما جاء في عنوان صحيفة وول ستريت جورنال.
كما استخدمت صحيفة “بيلد” الشعبية الألمانية الواسعة الانتشار لقطة من الفيديو تحت عنوان عريض: “مطاردة اليهود عادت من جديد: حشد عربي يطارد مشجعي كرة القدم في أمستردام”.
وبحسب DW، يظهر فيديو المصورة الهولندية أنيت دي غراف مشجعي نادي مكابي تل أبيب وهم يهاجمون مشجعين محليين في محطة القطارات الرئيسية في أمستردام. إذن، فالفيديو لا يظهر مؤيدين للفلسطينيين يطاردون مشجعين إسرائيليين، حسب ما ادعته العديد من وسائل الإعلام بشكل خاطئ، وإنما في الحقيقة مشجعون إسرائيليون يهاجمون مشجعين محليين ومؤيدين للفلسطينيين.
فيديو آخر لمراسل هولندي شاب يدعى أومي بيندر يدعم رواية أنيت دي غراف، لأنه يظهرمشاهد العنف من زاوية أخرى.
وأشار العديد من المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي عدة مرات إلى الاستخدام الخاطئ للصور، وكذلك المصورة دي غراف نفسها. وأوضحوا بأن المعتدين هم من مشجعي كرة القدم الإسرائيليين وليسوا من المؤيدين للفلسطينيين.
وطلبت دي غراف في منشور لها من وسائل الإعلام تصنيف وتقديم الفيديو بشكل صحيح وتقديم الاعتذار لها، وقد استجاب أحد صحفيي موقع تاغسشاو التابع للقناة الأولى للتلفزة الألمانية (ARD) لهذا الطلب بالفعل. كما قام الموقع نفسه بتعديل الفيديو ونشر نسخة جديدة على الإنترنت.
دويتشه فيله- DW أيضا صنفت الصور في البداية بشكل خاطئ، لكن في الأثناء تم تصحيح الخطأ ونشر توضيح تحت المنشور، جاء فيه: “المقاطع الموسومة بـ X/iAnnet تم تصنيفها بشكل خاطئ. صاحبة المقاطع قالت إنها صورت مشجعي مكابي، الذين هاجموا سكان أمستردام أمام محطة القطارات الرئيسية”.
وسائل إعلام أخرى أيضا قامت في الأثناء بتبديل أو حذف مقاطع الفيديو أو نشر توضيح وتصحيح.
ولا تزال الهوية الدقيقة للرجال غير واضحة. وذكرت متحدثة باسم شرطة أمستردام في حديث مع دويتشه فيله (DW) أن فيديو المصورة الهولندية هو جزء من التحقيقات الجارية. حاليًا، لا تستطيع الشرطة تقديم معلومات حول هوية المعتدين الظاهرين في الفيديو.