في قضية مرتبطة بمصر وقطر.. النائب الأمريكي مينينديز يقرر الاستقالة بعد إدانته بالفساد والعمالة لحكومة أجنبية
قرر النائب الأمريكي الديمقراطي النافذ روبرت مينينديز الذي أدين في منتصف يوليو إثر محاكمته بتهم فساد، الاستقالة بعد أشهر قاوم خلالها الدعوات إلى ترك مقعده، وفق ما أعلن حاكم ولاية نيوجيرسي.
وشدد السيناتور منذ اعتقاله في أكتوبر الماضي على أنه “غير مذنب” في الاتهامات الموجهة إليه باستخدام نفوذه لمساعدة ثلاثة من رجال أعمال، وتقديم خدمات لصالح حكومتي مصر وقطر.
ويحاكم مينينديز مع فريد دعيبس، المطور العقاري المقيم في نيوجيرسي وهو من أصول لبنانية، ورجل الأعمال الأمريكي المصري وائل حنا. ودفع الجميع ببراءتهم من أي اتهامات.
وأبلغ النائب البالغ 70 عاما فريقه بنيّته الاستقالة رسميا في 20 أغسطس. كما أبلغ فيل ميرفي، الحاكم الديمقراطي لنيوجيرسي، الولاية التي ينتمي إليها مينينديز والمجاورة لنيويورك.
وكتب الحاكم على منصة إكس “تلقّيتُ اليوم رسالة من النائب بوب مينينديز يبلغني فيها نيّته الاستقالة بتاريخ 20 أغسطس 2024″، مضيفا “سأؤدي واجبي عبر إجراء تعيين موقت في مجلس الشيوخ الأمريكي لضمان حصول شعب نيوجيرسي على التمثيل الذي يستحقّه”.
والقرار الذي اتخذه مينينديز بترك مقعده قبل بضعة أشهر من نهاية ولايته سيُجنّب الحزب الديمقراطي الاضطرار إلى بدء إجراء طرد مُحتمل مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية في نوفمبر.
ولا يتمتع الديمقراطيون سوى بغالبية ضئيلة جدا في مجلس الشيوخ، ويُتوقع أن يعيّن حاكم نيوجيرسي بديلا من مينينديز إلى حين نهاية ولاية المجلس التشريعي في يناير المقبل، ولم يحدد مينينديز إذا كان لا يزال ينوي الترشح بصفته مستقلا للحفاظ على مقعده في مجلس الشيوخ كما أعلن سابقا، وسيصدر الحكم في حق النائب في 29 أكتوبر، قبل انتخابات 5 نوفمبر.
وفي 16 يوليو، أدانته هيئة محلفين في محكمة اتحادية في نيويورك بكل التهم الـ16، خصوصا التآمر لارتكاب أعمال فساد، والتآمر للعمل بصفته عميلا لحكومة أجنبية، وعرقلة سير العدالة. كما اتُهم بقبول رشى لتقديم خدمات لرجال أعمال لهم صلات بمصر وقطر. وهو كان قد استأنف الحكم.
وخلال تفتيش لمنزله في يونيو 2022 عثرت الشرطة خصوصا على 13 سبيكة ذهب وعلى مبلغ 480 ألف دولار نقدا، ومينينديز سياسي محنك كان يتولى رئاسة لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
وجاء في لائحة الاتهام أنه في أوائل عام 2018 قالت نادين ارسلانيان لصديقها وائل حنا أنها على علاقة بعضو مجلس الشيوخ بوب مينينديز وخلال الأشهر والسنوات اللاحقة لعبا دور الوسيط بين مينينديز ومسؤولين أمنيين وعسكريين مصريين بهدف تعزيز وتقوية اتفاقهم الجنائي بمساعدة فريد دعيبس وخوسيه اوريبي المتهمان ايضاً في هذه القضية، حيث قام حنا بالتعاون مع الأخرين بتقديم رشاوى بقيمة مئات آلاف الدولارات لبوب مينينديز وزوجته نادين مقابل قيام مينينديز بأعمال تتنافى مع واجباته لصالح الحكومة المصرية ولمصلحة وائل حنا والتي شملت من بين أمور أخرى المبيعات العسكرية الأمريكية للخارج والمساعدات العسكرية الخارجية.
وبدأت اللقاءات بين مينينديز والمسؤولين الأمنيين والعسكريين المصريين في شهر مارس 2018 بحضور نادين التي كانت صديقة مينينديز ولم تكن قد تزوجته حينها ووائل حنا في مكتب مينينديز في مجلس الشيوخ في العاصمة واشنطن وجرى خلال اللقاءات مناقشة المساعدات العسكرية لمصر وغيرها من القضايا بغياب موظفي مكتب مينينديز في المجلس أو مسؤولين من لجنة العلاقات الخارجية التابعة للكونجرس.
والتقى مينيندير ونادين ووائل حنا في شهر مايو أيضا في نفس العام. وبعد ساعات من اللقاء طلب مينينديز من وزارة الخارجية الأمريكية لائحة باسم وجنسيات العاملين في السفارة الأمريكية في القاهرة. ورغم أن هذه المعلومات لا تعتبر سرية لكنها تعتبر حساسة للغاية لأنها مصدر قلق كبير في حال وصولها للحكومات الأجنبية أو الكشف عنها. ومن دون علم الموظفين الرسميين في لجنة العلاقات الخارجية في الكونجرس أو وزارة الخارجية الأمريكية مرر مينينديز المعلومات التي وصلته من وزارة الخارجية إلى صديقته نادين التي بدورها نقلت المعلومات الى وائل حنا الذي نقلها بدوره إلى مسؤول مصري.
وتوالت لقاءات مينينديز بالمسؤولين العسكريين والأمنيين المصرين في الولايات بحضور وائل حنا ونادين ارسلانيان واستمر تدفق المساعدات والشحنات العسكرية الأمريكية على مصر رغم رفع العديد من أعضاء مجلس الشيوخ أصواتهم مطالبين بحجب أو تعليق جزء من هذه المساعدات بسبب سجل مصر في مجال حقوق الإنسان.
وتخلف وائل حنا عن الوفاء بما تعهد به من مدفوعات لنادين ومن بينها دفعات عن عملها في شركته (أي أس إي جي حلال) التي تصدر شهادات صحية لصادرات اللحوم الأمريكية إلى مصر تؤكد أنها لحوم حلال.وكان حنا قد أسس هذه الشركة قبل فترة بمساعدة صديقه المتهم في هذه القضية فريد دعيبس. لم تحقق الشركة خلال عام 2018 وأوائل عام 2019 أي إيرادات وعجز حنا عن دفع ما اتفق عليه إلى نادين.