من «معندكيش ضمير» لـ«حديث الأب لابنته» وصولا لاستقبال وزير الصحة.. القصة الكاملة لأزمة تعنيف محافظ سوهاج لطبيبة المراغة  

كتب: عبدالرحمن بدر  

من “معندكيش ضمير مفيش إحساس”، إلى “حديث الأب لابنته”، وصولا إلى استقبال مساعد رئيس الوزراء ووزير الصحة لـ د. . سمر أنور التي عنفها محافظ سوهاج. 

واقعة تعنيف اللواء عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج، لطبيبة العديد من ردود الفعل الغاضبة بين الأطباء، وخلال جولة مفاجئة طبيبة بمستشفى المراغة، لرفضها الكشف على طفل مريض لعدم حمل والده تذكرة دخول.  

المحافظ وجه حديثه للطبيبة قائلا: “أنتي قاعدة على مكتبك تعملي إيه، معندكيش ضمير مفيش إحساس، مش بتكشفي عليهم ليه”، وردت الطبيبة أن والد الطفل ليس معه تذكرة دخول، ليوجه المحافظ على الفور بدخول الأطفال الذي حضروا مع أسرهم للكشف عليهم، وحول الطبيبة ومدير المستشفى والمدير المناوب للتحقيق.  

وأقال اللواء دكتور عبدالفتاح سراج، محافظ سوهاج، مدير مستشفى المراغة والمدير المناوب؛ لتردي الأوضاع بالمستشفى وعدم وجود أطباء وسوء مستوى النظافة، وذلك خلال جولة مفاجئة لمركز ومدينة المراغة، رافقها خلالها الدكتور محمد عبدالهادي، نائب المحافظ.  

وأحال المحافظ جميع العاملين بالنوبتجية المسائية بالمستشفى للتحقيق؛ للتقاعس في أداء مهام عملهم، وعدم تقديم الخدمة الطبية اللازمة للمواطنين المترددين على المكان، والتقى المحافظ خلال جولته عددًا من المواطنين واستمع إلى مطالبهم وشكواهم.  

ووجه بنقل مستشفى المراغة المركزي من مقرها الحالي بالوحدة الصحية بأولاد إسماعيل إلى مقر الإدارة الصحية بمدينة المراغة تيسيرًا على المواطنين، وكلف الوحدة المحلية لمركز ومدينة المراغة بتوفير كافة التجهيزات المطلوبة لتشغيل المستشفى بمقرها الجديد بالإدارة الصحية، وتجهيز مكان بديل للعاملين بالإدارة الصحية.  

وشملت جولة المحافظ ونائبه بالمستشفى تفقد قسم الاستقبال، وقسم الغسيل الكلوي، والصيدلية، والعيادات، وأبدى استياءه من سوء مستوى الخدمات الطبية المقدمة بالمستشفى، وسوء مستوى النظافة، وعدم التزام الأطقم الطبية بالتواجد بمقر العمل. 

وبعد ردود الفعل الغاضبة استقبل محافظ سوهاج الطبيبة في مكتبه، و قال للطبيبة، إن حديثه معها خلال الجولة التفقدية للمستشفى كان حديث الأب لابنته، وأن هدفنا جميعا هو تحقيق الصالح العام وتلبية احتياجات المواطن، متمنيا لها التوفيق في حياتها العملية، مؤكدا اعتزازه بجميع أبنائه من العاملين بالقطاع الصحي. 

عقب الواقعة قال الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام نقابة الأطباء الأسبق: “محافظ سوهاج يزور مستشفى المراغة، ويقيل مدير المستشفى ويهين إحدى الطبيبات أمام كاميرات التصوير لأنها طلبت من والد الطفل المريض إحضار تذكرة دخول، كما طلب السيد المحافظ (وهو ليس طبيبا) إعطاء المريض محاليل”.  

وتابع: “بصفة عامة من حق أى مسؤول إحالة أى طبيب للتحقيق (إذا كان مقصرا فى عمله) ولكن بالطبع ليس من حقه ابدا توجيه أى إهانة له يعاقب عليها القانون”.  

وأضاف: “لقد بُح صوتنا ونحن ننادى بتشديد عقوبة التعدى على الأطباء أثناء تأدية عملهم، فتأتى الإهانة والتعدى من أكبر مسئول بالمحافظة، وتستمر محاولات تشويه الأطباء وتحميلهم أعباء أى عجز بالمنظومة الصحية، وهذا أمور لا يمكن قبولها على الإطلاق”.   

وواصل: عقوبات التعدى على الموظف العام طبقا لقانون العقوبات كالتالى:   

المادة 133:   

“من أهان بالإشارة أو القول أو التهديد موظفاً عمومياً أو أحد رجال الضبط أو أي إنسان مكلف بخدمة عمومية أثناء تأدية وظيفته أو بسبب تأديتها يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة أشهر أو بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه مصري”.   

المادة 137 مكرر (أ):  

يعاقب بالسجن مدة لا تزيد على خمس سنين كل من استعمل القوة أو العنف أو التهديد مع موظف عام أو شخص مكلف بخدمة عامة ليحمله بغير حق على أداء عمل من أعمال وظيفته أو على الامتناع عنه ولم يبلغ بذلك مقصده، فإذا بلغ الجاني مقصده تكون العقوبة السجن مدة لا تزيد على عشر سنين.  

واختتم: “طبعا من حق الطبيبة تقديم بلاغ للنيابة العامة ضد المحافظ، وبالطبع فهنا دور هام جدا للنقابة في اتخاذ جميع الإجراءات القانونية والنقابية المتاحة للتصدى لمحاولات إهانة الأطباء وتشويه صورتهم على مرأى ومسمع من الجميع”.  

 وبعد أيام من اتصاله بها، استقبل الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، اليوم الإثنين، الدكتورة سمر أنور، التي تعمل طبيبة في مستشفى المراغة المركزي وأسرتها، تقديرا لأهمية دور الأطباء في منظومة الصحية.  

وخلال اللقاء، أكد الدكتور خالد عبدالغفار، تقديره التام لأطباء مصر على تقديره التام لأطباء وطبيبات مصر والفريق الطبي كافة، والعمل على توفير كافة السبل التي تكفل لهم أداء مهام عملهم على الوجه الأكمل، وفقا للمعايير العالمية المتعارف عليها، وما يستحقونه من تقدير واحترام، مختتما حديثه بالتأكيد على أن مكتبه مفتوح لجميع أبناءه من الفرق الطبية في جميع محافظات الجمهورية.  

كان نقيب الأطباء د. أسامة عبد الحي، استقبل بمقر النقابة العامة، د. سمر أنور، الطبيبة بمستشفى المراغة المركزي بمحافظة سوهاج، وزوجها د. أحمد عبد المحسن، على خلفية واقعة تعنيف ومشادة محافظ سوهاج معها.   

جاء ذلك بحضور وكيل النقابة العامة للأطباء د. جمال عميرة، والأمين العام د. محمد فريد حمدي، وأمين الصندوق د. أبو بكر القاضي، والأمين العام المساعد د. خالد أمين زارع، ومقرر اللجنة الاجتماعية د. شادي صفوت.   

وأكد نقيب الأطباء وقوف النقابة التام مع أعضائها في وجه أي اعتداء يتعرضون له، مشدداً على أن أطباء مصر خط أحمر، ولن تتهاون النقابة في الدفاع عن حقوقهم ومصالحهم.   

وخلال اللقاء، شرح د. أسامة عبد الحي، الاجراءات والتحركات التي اتخذتها النقابة لدعم الطبيبة منذ بداية الأزمة، نهاية باعتذار رئيس الوزراء، ونائب رئيس الوزراء ووزير الصحة، ولقاء محافظ سوهاج مع الطبيبة، واعتذاره لها.   

وشدد نقيب الأطباء، على أنه لا يمكن التغاضي عن أي اعتداء على أي طبيب، مؤكداً أن الأطباء يواجهون تحديات يومية هائلة في سبيل إنقاذ الأرواح ومساعدة المرضى، ويجب توفير بيئة العمل الآمنة لهم، وليس الاعتداء عليهم.   

وأكد نقيب الأطباء، أن هناك طريقة حديثة ومنضبطة لتقييم الأداء تتعامل بها كافة الدول المتقدمة، من أجل التطوير والإصلاح وتحسين الأداء، والتعرف على المشكلات التي تواجه المنشآت الصحية، بهدف تحسين بيئة العمل وتوفير المستلزمات الطبية، وليس دخول المستشفيات والتفتيش عليها بهذه الطريقة.   

وطالب أمين عام نقابة الأطباء د. محمد فريد حمدي، بالتشديد على ضرورة عدم تكرار هذه الوقائع المؤسفة مرة أخرى، وتوفير بيئة عمل آمنة للأطباء.   

وأكد أن موقف النقابة الداعم للطبيبة، نابع من واجبها تجاه أعضائها، مشددا على أن النقابة لن تتوان أبدا عن تقديم كامل الدعم لأعضائها.   

من جانبها، وجهت د. سمر أنور، الشكر والتقدير إلى نقيب الأطباء، وأعضاء مجلس النقابة العامة وأعضاء مجلس نقابة أطباء سوهاج، وجميع الأطباء، على دعمهم لها، مؤكدة أنها ستواصل العمل بكل جهد لتأدية واجبها في علاج المرضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *