مجاعة غزة مستمرة وإن انتهت الحرب.. تقرير جديد لمشروع حلول للسياسات البديلة يرصد معاناة أهل القطاع
كتب – أحمد سلامة
رصد التقرير الأسبوعي لمشروع حلول للسياسات البديلة التابع للجامعة الأمريكية بالقاهرة (عدسة) معاناة أهل قطاع غزة وتعرضهم فعليا للمجاعة.
وذكر التقرير أن محكمة العدل الدولية أصدرت قرارًا جديد يؤكد أن المجاعة في قطاع غزة قد بدأت بالفعل، والذي يأتي في سياق قضية الإبادة الجماعية المرفوعة من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل حيث يعاني حوالي 50% في الشمال من التجويع الذي توفي بسببه 23 طفلا حتى الآن كما للمجاعة آثار طويلة المدى على صحة الإنسان، خصوصا الأطفال دون سن الخامسة وحديث الولادة، والأجنة.
وأوضح التقرير المعنون بـ”مجاعة غزة مستمرة وإن انتهت الحرب” أن التجويع أدى إلى تعرض 90% من الأطفال دون الـ5 سنوات لمشاكل نتيجة سوء التغذية أو أمراض أخرى تنتشر أوقات المجاعات، مثل: الجفاف والإسهال الذي وصل عدد المصابين به إلى 70% من المواطنين خلال شهور الأزمة السابقة.
وحسب ذات التقرير يساهم في تفشي المرض عدم وجود مياه شرب صالحة، وخدمات صرف صحي كما يمنع استمرار الحرب وصول المساعدات الدولية بشكل مباشر إلى أهل غزة مع انهيار البنية التحتية، ويوقف قدرة منظمات الإغاثة على العمل للحد من آثار المجاعة.
ودمرت إسرائيل ثلث الأراضي الزراعية في القطاع حتى يناير الماضي وكانت دير البلح أكثر المناطق تضررًا كما فقدت غزة خمس الصوب الزراعية وثلث البنية التحتية لأنظمة الري. وقبل الحرب الحالية سيطرت زراعة الفاكهة والخضراوات بنسبة 53٪، وهي منتجات مهمة للنمو الطبيعي للأطفال.
ويزيد من المعضلة وفق التقرير تركز المساعدات على الدقيق والزيوت النباتية التي لن تلبي حاجة الأطفال الضرورية من المغذيات الدقيقة وتضرر عملية نموهم، وتفوت الفرصة الوحيدة لهم للاستفادة مما تحتاجه أجسامهم في هذا العمر. لذا من الضروري تركيز المعونات -حاليًّا وما بعد انتهاء الحرب- في توفير حصص غذائية متوازنة ومساعدات مادية تزيد قدرة الأسر على شراء الغذاء الذي وصلت معدلات ارتفاع أسعاره إلى 1000٪ للقمح على سبيل المثال.
وشدد التقرير في الختام على مراعاة صعوبة تحسن الوضع سريعًا بعد الحرب لمشكلات متعلقة بالتمويل وتحديات استيراد المعدات اللازمة وشروط إسرائيل عدم وصول حماس إلى تلك الموارد، وهي مشكلات تتكرر خلال إعادة البناء بعد كل حرب يشنها جيش الاحتلال على غزة.
تأثيرات المجاعة مستقبلًا
ويؤدي انعدام الأمن الغذائي الحالي إلى زيادة نسب الأطفال ممن يعانون نقصًا في مغذيات النمو على المدى الطويل. حيث يتخلف الأطفال عن أمثالهم الأصحاء في اختبارات الذكاء، وتمتد التأثيرات إلى قدراتهم الاستيعابية ونموهم الإدراكي، ناهيك عن التأثيرات النفسية للحرب. أما حديثي الولادة والأجنة فتزداد احتمالية إصابتهم بأمراض مزمنة، مثل: السكري والأمراض القلبية وتشوهات عضلية وعظمية وضعف السمع حسب تقرير مشروع حلول للسياسات البديلة.