لقد مسّنا الحلم مرة| قيادات بحزب التحالف يتحدثون لـ”درب” عن أسباب ثورة يناير: بعد 13 عامًا.. هل تلاشت المُسببات أم تفاقمت؟
مدحت الزاهد: في ٢٥ يناير يلزم تحية اللواء محمد البطران الذي استشهد وهو يقاوم فتح السجون لهروب السجناء بكامل سلاح السجن لتخريب الثورة
محمد صالح: في الذكرى الثالثة عشرة للثورة تثبت تطورات الظروف الموضوعية حتمية استردادها.. ويتأكد بعمق أن الثورة مستمرة رغم الهدوء الخادع
إلهامي الميرغني: كل أسباب الغضب قائمة وتتفاقم.. المصريون تتحمل مثل الجمال ولكن عندما يثورون لا يقدر على كبح جماحهم أحد.. وليعلم الجميع أن للصبر حدود
وائل توفيق: ما يعيشه المجتمع المصري الآن يفوق بمراحل ما كان وقت اندلاع الثورة.. فالحريات في تراجع مستمر والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أكتر تدهورًا
كتب – أحمد سلامة
تحل الذكرى الثالثة عشر لثورة يناير في ظل محاولات مستميتة لاستغلال “يناير” في التفرقة بين الاحتفالات الرسمية والاحتفالات الشعبية، احتفالات رسمية تتجاهل -إن لم تهاجم- ثورة يناير وتحتفي بعيد الشرطة فحسب، واحتفالات شعبية تُذكّر دومًا بما حققه الشعب من إنجاز لم يُستكمل.
لذلك يعمد عددٌ من الشخصيات العامة إلى التأكيد على أن خروج الجماهير الغفيرة في يناير لم يكن ضد جهاز بعينه ولا يعبر عن عداء لجهة ما وأشخاص معينون، وإنما كان تعبيرًا عن رغبة عارمة في تغيير الأوضاع بشكل عام، وهو ما يؤكده مدحت الزاهد رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي الذي يقول إنه “في ٢٥ يناير يلزم تحية اللواء محمد البطران الذي استشهد وهو يقاوم فتح السجون لهروب السجناء بكامل سلاح السجن لتخريب الثورة وتحية لكل الضباط الشرفاء الذين استشهدوا دفاعا عن الوطن وسلامته وأمنه.. المجد للشهداء”.
الهجوم الإعلامي المستمر من المحسوبين على النظام الحالي ضد يناير والحالمين بها يبرره البعض بالتخوف من تكرارها بشكل أو بآخر، متجاهلين المسببات التي دفعت الشعب إلى الخروج ضد نظام مبارك.. وهذا ما يؤكده محمد صالح أمين عام حزب التحالف الذي يقول لـ”درب” إنه “في الذكرى الثالثة عشرة لإنطلاق ثورة يناير، تتجلى بوضوح شديد الوجوه القبيحة لأعدائها، وتثبت تطورات الظروف الموضوعية، متعددة الاتجاهات والمستويات حتمية استرداد واستكمال الثورة، ويتأكد بعمق أن (الثورة مستمرة)، رغم الهدوء الخادع، فالبركان سينفجر لا محالة”.
أما نائب رئيس الحزب، الباحث الاقتصادي، إلهامي الميرغني فيقول “ثار الشعب ضد الفساد ولكن فساد مبارك لا يقارن بالفساد الذي نعيشه الآن، ثار الشعب ضد الديون والتبعية وقد تضاعفت الديون وأصبحت مصر من أكبر الدول المدينة في العالم، ثار الشعب ضد الخصخصة وبيع أصول الدولة وهو لا يساوي شئ مقارنة بما يتم بيعه الآن، ثار الشعب ضد الاستبداد والقهر في أقسام الشرطة وهو ما يزال مستمرًا بل لدينا الآلاف من سجناء الرأي الذين قضوا سنوات في الحبس الاحتياطي، ثار الشعب ضد توريث أسرة مبارك وفي 30 يونيو ثار ضد توريث الجماعة ولكن توريث أهل الثقة وتقسيم الشعب كارثة لم نعيشها في عصر مبارك”.
ويضيف الميرغني “لقد ثار الشعب على الغلاء وتدني الأجور والآن نعاني أضعاف الغلاء الذي تتآكل معه قيمة الأجور والمعاشات، ثار الشعب من أجل التنمية العادلة ومن أجل نظام ضريبي يعيد توزيع الدخول لتحقيق العدالة ومازلنا نعاني بل ارتفعت معدلات الفقر ووصلت لأكثر من 33% من السكان فكل مسببات يناير لازالت قائمة بل وازدادت الأوضاع سوءا، بل كانت هناك حرية حركة وحرية اعلام تمت مصادرتهم لصالح الصوت الواحد والحزب الواحد”.
ويشدد الميرغني على أن “كل أسباب الغضب قائمة وتتفاقم يوماً بعد الآخر والشعب المصري مثل الجمال يتحمل ولكن عندما يثور لا يقدر على كبح جماحه أي قوة على الأرض. وليعلم الجميع أن للصبر حدود”.
أما الدكتور زهدي الشامي، رئيس مجلس الأمناء بالحزب فيقول “في مثل تلك الأيام عشنا وشاهدنا وشاركنا في ثورة تاريخية للشعب المصري، رفعت شعارات سامية عن العيش و الحرية و العدالة الجتماعية و الكرامة الإنسانية، وانتهت بهزيمة مشروع التوريث وعزل الرئيس الذي استمر في الحكم 30 سنة. بلادنا والمنطقة لازالت تمر بصراع كبير، تقدم للأمام ورجوع للخلف، انتصارات وهزائم، وعموما ولأسباب متعددة هيمنت على الساحة موجة الثورة المضادة. ولكن ذلك لا يمكنه أن يدعونا أبدًا لليأس ولا الإحباط. فنحن نعرف أن مثل تلك الظواهر حدثت فى الثورات العالمية الكبرى. وفي أشهرها وهي الثورة الفرنسية هيمنت الثورة المضادة لفترة غير قصيرة، بل عادت الملكية من جديد لعدد من السنوات. ولكن ما تبقى لفرنسا و للتاريخ العالمي، ليس الملكية و الرجعية، بل الثورة الفرنسية العظيمة. وسيذهب في النهاية كل الزَبَد الذي تشهده أرض الكنانة، ويبقى ميراث الثورة المصرية المجيدة بمبادئها السامية. أنا واحد من ملايين موقنين بذلك. تحية إجلال لكل شهداء الثورة المصرية وكل عام و شعبنا المصرى بخير”.
وائل توفيق، أمين العمل الجماهيري بالحزب، يقول إن ثورة يناير اندلعت لعدة أسباب “حيث كان النظام السابق يتميز بالقمع السياسي والتضييق على الحريات الأساسية للمواطنين، مما أثار غضب الكثير من الناس ودفعهم إلى المطالبة بالتغيير، كذلك كان هناك انتشار واسع للفساد في الحكومة والمؤسسات العامة، وتراكمت الثروة في يد القلة القليلة، بينما تفاقمت حالة الفقر والبطالة بين الشعب.. إضافة إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، فقد كانت هناك زيادة في أسعار المواد الغذائية وارتفاع معدلات البطالة والفقر، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الاقتصادية للمواطنين وزاد من حدة الاحتقان الاجتماعي”.
ويشير توفيق إلى أن العمال لعبوا دورًا هامًا في ثورة يناير في مصر.. “شاركت النقابات العمالية والعمال في الاحتجاجات والاعتصامات التي شهدتها البلاد خلال تلك الفترة. وكان للعمال دور محوري في تنظيم الاحتجاجات ورفع مطالبهم والمطالبة بحقوقهم”.
وينبه أمين العمل الجماهيري إلى أنه كانت هناك عدة أسباب دفعت العمال للمشاركة في الثورة منها ظروف العمل السيئة، وارتفاع في معدلات البطالة في مصر، خاصة بين الشباب، الفساد الإداري وتراكم الثروة.
ويضيف: بات تأثر العمال في مصر حاليًا بالتحولات السياسية والاقتصادية التي تشهدها البلاد أكثر وأوسع، حيث تواجه العمال تحديات مستمرة مثل ارتفاع معدلات البطالة وتدهور ظروف العمل في بعض القطاعات، ناهيك عن ما حدث للطبقة العاملة المصرية كنتيجة لتصفية وبيع العديد من القلاع الصناعية الهامة، مما تسبب في تسريح الآلاف من العمال أصحاب الخبرات، وفقدانهم لمصدر رزقهم، أيضآ تواجه الطبقة العاملة السيل من التشريعات الجحفة، والمنحازة لأصحاب العمل على حسب مكتسبات العمال التي بات إهدارها فعل شبه يومي. الخلاصة ما تمر به البلاد وما يعاني منه الشعب المصري فاق تخيلاته، وتعدى حدود تصورات الجميع حتى في ظل حكم مبارك ورجالاته.
ويشدد توفيق، في ختام حديثه، على أن “ما يعيشه المجتمع المصري الآن يفوق بمراحل ما كان وقت اندلاع الثورة، فالحريات في تراجع مستمر، والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية أكتر تدهورًا، حيث أصبح الاقتصاد في تراجع مستمر، والمجتمع بات في حالة تفكك غير مسبوقة. كنتيجة لتراجع إمكانية حصول الأسر على أبسط إحتياجاته الاساسية للحياة”.