بعد استشهاد 3 علماء فلسطينيين.. «العربية للعلوم» تدعو لإدانة جرائم الاغتيال والهجوم على الهيئات الأكاديمية والعلمية في غزة
الاحتلال الإسرائيلي اغتال خلال عدوانه على غزة العلماء الفلسطينيين إبراهيم الأسطل ومحمد عيد شبير وسفيان تايه واستهدف مراكز البحث العلمي والجامعات في القطاع
المؤسسة تؤكد فقدانها الاتصال بالعديد من المنتسبين لها بالقطاع.. وتطالب الدول العربية بوضع الخطط والاستراتيجيات لتوفير الحماية اللازمة للمؤسسات العلمية والتكنولوجية في غزة
كتب- درب
نددت المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، بالعدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، ودعت الهيئات العلمية العالمية إلى إدانة جرائم الاغتيال البشعة والهجوم البربري على الهيئات الأكاديمية والعلمية وأعضائها في القطاع. كما طالبت الدول العربية بوضع الخطط والاستراتيجيات لتوفير الحماية اللازمة للمؤسسات العلمية والتكنولوجية في غزة بمختلف أشكالها وأعضائها والعاملين فيها.
جاء هذا في “رسالة نعي وتعزية من المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا في حق عدد من العلماء العرب من رواد العلوم والتكنولوجيا العالمية الذين اغتيلوا مؤخرا في غزة” وذلك بعد استشهاد عضو المؤسسة الأستاذ الدكتور سفيان عبد الرحمن عثمان تايه، رئيس الجامعة الإسلامية في غزة، وعائلته في غارة جوية للاحتلال على منزله في 2 ديسمبر الجاري.
وأشارت المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا – في رسالتها – إلى استشهاد ثلاثة علماء وعائلاتهم بضربات جوية إسرائيلية على قطاع غزة.
ووفق الرسالة، استشهد عضو المؤسسة الأستاذ الدكتور سفيان عبد الرحمن عثمان تايه (أبو أسامة؛ 20 أغسطس 1971–2 ديسمبر 2023) وعائلته في غارة جوية على منزله، فهو أكاديمي ورئيس الجامعة الإسلامية في غزة، وكان أحد الباحثين الرواد على مستوى العالم بمجالي الفيزياء والرياضيات التطبيقية.
كما سبق ونالت يد الإثم من العالم الأستاذ الدكتور محمد عيد شبير (أبا مالك؛ 28 مارس 1946-14 نوفمبر 2023) أستاذ علم المناعة والفيروسات والأحياء الدقيقة، وعدد من أفراد أسرته.
وكذلك استشهد الأستاذ الدكتور إبراهيم حامد الأسطل (أبو أمجد؛ 20 يناير 1961-23 أكتوبر 2023) الباحث والأستاذ في مناهج وطرق تدريس الرياضيات والمختص في التعليم التكنولوجي في جامعات وكليات قطاع غزة، والذي استشهد مع زوجته وأفراد من أسرته.
وأكدت المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، أنها لا تستغرب ما يقوم به الكيان الاسرائيلي من ضرب مراكز البحث العلمي والجامعات في قطاع غزة الصامد، واستهداف العلماء والأطباء والمهندسين الفلسطينيين واغتيالهم، واستهداف نظرائهم في أماكن أخرى من العالم، لافتة إلى أن الاحتلال “يعلم أهميتهم ودورهم الأساسي في تنمية المجتمع واستقراره”.
وقالت المؤسسة التي لفتت إلى أنها فقدت الاتصال بالعديد من المنتسبين للمؤسسة من أعضاء المجتمع العلمي العربي في غزة، إنها تدين بأشد العبارات هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة الذي يوصف بالإبادة الجماعية التي تحرّمها كل المواثيق الدولية والدينية والحضارية، وهذه الرغبة المريضة في إحداث كل أشكال الدمار والتجويع والتشريد والحصار بمنطقة تعيش منذ ثلاثة عقود حصارا شاملا.
ودعت المؤسسة العربية للعلوم والتكنولوجيا، الهيئات العلمية العالمية وخاصة منظمة “اليونسكو” و”المجلس الدولي للعلوم” (ICSU)، إلى إدانة جرائم الاغتيال البشعة والهجوم البربري على الهيئات الأكاديمية والعلمية واعضائها، في غزة وغيرها من مناطق النزاع حول العالم، وتوفير الأطر القانونية والعملية لحمايتهم في أماكن النزاعات والحروب.
كما دعت المؤسسة، الدول العربية لإدراك أهمية حماية المؤسسات العلمية والتكنولوجية بمختلف أشكالها سواء كانت مستشفيات، أو جامعات، أو مراكز بحثية، أو مكتبات ومراكز توثيق، وأعضائها والعاملين فيها، في أوقات النزاعات والحروب والكوارث، ووضع الخطط والاستراتيجيات لتوفير الحماية اللازمة لهم، كونهم مورد استراتيجي لبناء المجتمع وتنميته بعد الحروب والأزمات، وأخذ زمام المبادرة لتمكينها من أداء دورها الحضاري المتميز، إذ أن فيها يتم تطوير المعرفة وتسخيرها لخدمة المجتمع وتنميته ليؤدي دوره ووضع دولنا في مكانها اللائق كمنتجين للمعرفة الإنسانية أمام دول العالم.
ودخلت الحرب على غزة يومها الـ64، حيث واصل الاحتلال الإسرائيلي، يوم السبت، قصفه العنيف على مناطق متفرقة في قطاع غزة ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، استشهد أكثر من 17 ألف فلسطيني، أكثر من 70% منهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 47 ألف جريح.
وما زال الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في عداد المفقودين، يرجّح أن يكون غالبيتهم قد استشهدوا تحت أنقاض منازلهم، ولم تستطع طواقم الإسعاف والإنقاذ من انتشالهم حتى اللحظة.