شريك العدو الصهيوني في الإبادة.. وقفات واعتصامات أمام مقرات الصليب الأحمر في عواصم عربية تنديدا بـ”ازدواجية المعايير”
الوقفات شملت فلسطين والأردن وتونس ولبنان.. والمحتجون مستنكرين “سياسة التمييز والعنصرية لفرق الصليب الأحمر”: لم تقدم مساعدات لمستشفيات غزة وتأخر علاج الجرحى فاقم آلامهم
نظم عدد من أهالي الأسرى الفلسطينيين والنشطاء والمنظمات والأحزاب، اليوم الثلاثاء، 5 ديسمبر 2023، وقفات واعتصامات أمام مقرات الصليب الأحمر في عدد من العواصم والمدن العربية والعالمية، احتجاجا على ما وصفوه بـ”تواطؤ الصليب الأحمر مع جيش الاحتلال في غزة، وتقاعسه عن حماية المدنيين، خاصة الإطار الطبي والمستشفيات والجرحى، بما في ذلك الرضع الخدج، خلال جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال ضد القطاع، بالإضافة إلى جرائمه في المدن الفلسطينية كافة، وازدواجية المعايير في التعامل مع الضحايا”.
ونظمت القوى الوطنية ونادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية الأسرى المحررين، في محافظة بيت لحم، اليوم الثلاثاء، وقفة دعم وإسناد للمعتقلين الذين يتعرضون للتعذيب والتنكيل في سجون الاحتلال، ولأهالي قطاع غزة في ظل الإبادة التي يرتكبها الاحتلال بحقهم منذ السابع من أكتوبر الماضي.
واحتشد المشاركون من أهالي المعتقلين ومواطنون وممثلون عن القوى الوطنية أمام مقر الصليب الأحمر الدولي على شارع القدس الخليل في مدينة بيت لحم، رافعين صورا للمعتقلين ويافطات منددة بالجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الأبرياء في غزة.
وقال رئيس نادي الأسير عبد الله الزغاري إن المعتقلين والمعتقلات يعيشون ظروفا كارثية، وتحولت المعتقلات إلى معازل مقطوعة عن العالم الخارجي، وهناك اعتداءات يومية، مشيرا إلى أن المئات من المعتقلين أصيبوا بكسور ورضوض جراء الاعتداء عليهم، إضافة إلى أن المحامين ما زالوا يُمنعون من زيارة المعتقلين والقيام بدورهم، وأشار إلى أن الاحتلال اعتقل منذ السابع من أكتوبر الماضي مع بدء العدوان على غزة قرابة 3550 بينهم 880 طفلا و145 فتاة وامرأة.
كما شاركت فعاليات محافظتي جنين وطولكرم، اليوم الثلاثاء، في الوقفة الأسبوعية لإسناد المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بدعوة من أهالي المعتقلين في المحافظتين، أمام مقر الصليب الأحمر، بمشاركة فصائل العمل الوطني، ونادي الأسير، وذوي المعتقلين، والأطر النسوية، ومعتقلين محررين.
وفي جنين، طالب منسق فصائل العمل الوطني راغب أبو دياك، الصليب الأحمر وكل أحرار العالم بتحمل المسؤولية والضغط على سلطات الاحتلال من أجل زيارة أبنائهم ومعرفة مصيرهم.
ودعا أبو دياك كل الفعاليات والمؤسسات إلى بذل المزيد من الحراك والتضامن مع المعتقلين، الذين يعانون أوضاعا مأساوية منذ بدء العدوان على قطاع غزة.
ومن ناحية أخرى، أكد أهالي المعتقلين أن أبناءهم يتعرضون لأبشع أنواع الظلم والاضطهاد والتنكيل من وحدات القمع الإسرائيلية، مطالبين بالضغط على سلطات الاحتلال لمعرفة مصير أبنائهم.
وأوضحت مؤسسات الأسرى اليوم الثلاثاء، أن إجمالي أعداد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بلغ 7800 أسير، منهم 33 أسيرة، و166 طفلًا، بينما بلغ عدد الأسرى الإداريين 2873.
وفي طولكرم، رفع المشاركون صور المعتقلين، ورددوا الهتافات الوطنية المنددة بجرائم الاحتلال بحق المعتقلين، وطالبوا بإنقاذ حياتهم وتحقيق حريتهم، وبوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
ومن ناحيته، حذر مدير مكتب نادي الأسير في طولكرم إبراهيم النمر، من سياسة الاعتقالات المتواصلة بشكل يومي في الضفة، والتي وصل فيها عدد المعتقلين إلى نحو 10 آلاف يقبعون في سجون الاحتلال بظروف صعبة يتعرضون فيها للتعذيب والتنكيل، ويمارس بحقهم جرائم يومية أعادت الحركة الأسيرة إلى 70 عاما إلى الوراء، وشدد على ضرورة أن تخرج المؤسسات الدولية من حقوقية وإنسانية عن صمتها، وإنقاذ ما تبقى من المعتقلين وشعبنا في قطاع غزة.
كما وجهت عائلات الأسرى رسائل “قاسية” للصليب الأحمر خلال وقفة أمام مقر المنظمة، في مدينة البيرة، اليوم، وقالت العائلات خلال وقفة، اليوم، إن الصليب الأحمر “لم يقدم شيئاً” للأسرى الذين يتعرضون لهجمة وحشية من قبل إدارة سجون الاحتلال، كما أكد أسرى تحرروا مؤخراً.
واعتبرت عائلات الأسرى أن الصليب الأحمر “يمارس ازدواجية معايير في التعامل مع الأسرى الفلسطينيين والمحتجزين الإسرائيليين لدى المقاومة”، وأشارت إلى فارق التعامل بين المقاومة والاحتلال مع الأسرى.
وذكرت أن الصور التي نشرتها وسائل الإعلام لموظفي الصليب الأحمر خلال استقبال الأسرى الإسرائيليين، في غزة، وفي المقابل نقل الأسرى الفلسطينيين من سجن “عوفر” تؤكد على “ازدواجية المعايير”.
وأكدوا أن الصليب الأحمر “لم يقدم شيئاً” للأسرى في مواجهة حملة القمع التي أدت لاستشهاد عدد منهم، بفعل التعذيب والضرب من قبل قوات القمع، كما أكدت تقارير المؤسسات الحقوقية الفلسطينية، ووجهت العائلات تساؤلات لممثل الصليب الأحمر الذي حضر إلى الوقفة حول سبب “عدم إصدار بيان لإدانة الاحتلال”.
كما نظم عدد من التونسيين وقفة أمام مقر الصليب الأحمر، تنديدا بسوء معاملة الجرحى الفلسطينيين الذين أصيبوا جراء القصف “الإسرائيلي” على قطاع غزة وخاصة الأطفال الرضع، رافعين العلم الفلسطيني وصورا لأطفال فلسطينيين وشعارات مساندة للمقاومة الفلسطينية.
وعبر المحتجون عن غضبهم وسخطهم من سياسة التمييز والعنصرية لفرق الصليب الأحمر التي لم تقدم مساعدات إنسانية لمستشفيات قطاع غزة، إلى جانب تأخر خروج الجرحى للعلاج في الخارج ما يفاقم آلامهم، رافعين لافتات من بينها “الصليب الأحمر شريك في قتل الأطفال”، و”حقوق الإنسان شعارات لحماية الرجل الأبيض فقط”،
وقال منسق العمل المشترك لأجل دعم فلسطين غسان بن خليفة: “نحن نحتج هنا رفضا وتنديدا بممارسات النفاق للصليب الأحمر وعدم تقديمه مساعدات للمستشفيات بالقطاع”.
واعتبر بن خليفة في تصريح صحفي: “الصليب الأحمر أظهر انحيازا واضحا ومفضوحا للاحتلال مقابل لا مبالاة للأطفال والرضع الفلسطينيين وكأنهم ليسوا بشرا”.
وأكد بن خليفة: “الاحتجاج هنا في تونس وفي عدة عواصم عربية وهذه رسالة واضحة للتعبير عن الغضب من انحياز الصليب الأحمر للصهاينة”.
كما نظم عدد من النشطاء وقفة أخرى أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العاصمة الأردنية عمان، رافعين أعلام فلسطين ولافتات من بينها “الصليب الأحمر للرجل الأبيض”.
وفي العاصمة اللبنانية بيروت، نظم نشطاء آخرون وقفة أمام مقر الصليب الأحمر، تنديدا بتقاعس المنظمة الدولية عن القيام بمهامها في تقديم الدعم للفلسطينيين، رافعين لافتات مكتوب عليها “فكوا الحصار عن غزة”، و”موحدون في الساحات ضد الاحتلال والأنظمة العربية المطبعة”.