الحرب على غزة.. الاحتلال يواصل جرائمه ضد الفلسطينيين ويُوقع عشرات الشهداء وينسحب من مفاوضات العودة للهدنة
فيما يواصل الاحتلال الإسرائيلي جرائمه ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة، تواصلت الفعاليات التضامنية مع القضية الفلسطينية في عدة مدن حول العالم والمطالبة بوقف الحرب على غزة.
ودخلت الحرب على غزة يومها الـ57، حيث يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ صباح يوم الجمعة الماضي عدوانه على القطاع بعد هدنة إنسانية مؤقتة تخللت الحرب ودامت 7 أيام فقط.
وفي اليوم الثاني بعد انتهاء الهدنة، قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي، برا وبحرا وجوا، مناطق متفرقة شرق ووسط وغرب محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والمصابين.
أفادت وسائل إعلام فلسطينية وعربية بأن أكثر من مئة فلسطيني استشهدوا في مجزرة جديدة للاحتلال الإسرائيلي في مخيم جباليا وسط قطاع غزة.
وقالت قناة “الجزيرة” إن أكثر من 100 شهيد سقطوا في قصف طائرات الاحتلال منزلا يؤوي عائلات ونازحين في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، فيما لفتت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن المنزل يعود لعائلة عبيد، مشيرة إلى استشهاد نحو 100 فلسطيني وإصابة العشرات، ولا يزال هناك مفقودون تحت الأنقاض.
وذكر المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة في تصريحات عبر قناة “الجزيرة” أن أكثر من 60 شهيدا سقطوا في قصف إسرائيلي على حي الشجاعية شرق غزة.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، إن طائرات الاحتلال دمرت أكثر من 50 عمارة سكنية ومنزلا في حي الشجاعية.
واستهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي طواقم الدفاع المدني خلال انتشالها جثامين شهداء وجرحى من منزل بمخيم المغازي وسط قطاع غزة.
وقال المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر روبرت مارديني يوم السبت إن القتال المتجدد في غزة يدور بصورة كثيفة، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل شن ضربات جوية ومدفعية على القطاع بعد يوم من انهيار هدنة استمرت أسبوعا مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال مارديني في تصريحات لوكالة “رويترز” خلال مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28) في دبي “ليس لدينا تقارير دقيقة لكن ما يمكنني قوله هو أن استئناف القتال كان كثيفا مرة أخرى”.
وأضاف أن هذا “طبقة جديدة من الاضطراب تأتي على رأس الدمار الهائل الذي لا مثيل له للبنية التحتية الحيوية ولمنازل المدنيين وللأحياء السكنية”، محذرا من أن العنف سيجعل من الصعب إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ومع مواصلتها ارتكاب الجرائم في قطاع غزة، استدعت إسرائيل فريقا من الموساد من قطر، التي تستضيف مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس لبحث استئناف الهدنة في غزة.
وأفاد ديوان رئاسة وزراء الاحتلال الإسرائيلي بأن المفاوضات بشأن العودة للتهدئة وصلت طريقا مسدودا. ووفق بيان صادر عن حكومة الاحتلال، فإن القرار جاء بعد تعثر المفاوضات، حيث وجه نتنياهو رئيس الموساد بإبلاغ فريقه الموجود في الدوحة بالعودة إلى تل أبيب
وكانت وكالة “رويترز” للأنباء قد نقلت في وقت سابق عن “مصدر مطلع” بأن فريقا من الموساد الإسرائيلي موجود بالدوحة يوم السبت لبحث استئناف الهدنة في غزة مع الوسطاء القطريين. وذكر المصدر أن محادثات الموساد بوساطة قطر تركز على احتمال إطلاق سراح فئات جديدة من الرهائن الإسرائيليين ومعايير هدنة جديدة.
وعلى صعيد الضفة الغربية، أٌصيب طفل برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، خلال اقتحامها بلدة جبع، جنوب جنين، السبت.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” عن مصادر أمنية ومحلية قولها إن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة جبع وسط إطلاق الرصاص تجاه المواطنين الفلسطينيين. وأشارت – المصادر ذاتها – إلى أن قوات الاحتلال طاردت طفلا بين كروم الزيتون في البلدة وأطلقت النار عليه واصابته في قدمه ويده.
وأُصيب سبعة فلسطينيين، السبت، بالرصاص الحي، وآخرون بالاختناق، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال جنوب نابلس، حيث أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، بأن سبعة مواطنين فلسطينيين أصيبوا بالرصاص الحي، أحدهم بالصدر، فيما أصيب 27 آخرون بالاختناق، جراء استنشاقهم الغاز السام المسيل للدموع، بينهم طفلان (5 أشهر، وعامان)، وجرى نقلهما إلى المستشفى، لتلقي للعلاج.
أيضا، اقتحمت قوات الاحتلال، السبت، بلدات وقرى يعبد وعرابة ومركة والطرم ونزلة زيد وصانور والجربة وفحمة، ونصبت حواجز عسكرية على مداخلها.
وتنديدا بجرائم الاحتلال، تظاهر داعمون لفلسطين خارج مقر المؤتمر العالمي لإسرائيل في دنفر الأمريكية تنديدا بجرائم الاحتلال في قطاع غزة، ورفعوا لافتات عدة أبرزها كُتب عليه “كم من طفل قتلتم اليوم؟”.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس تظاهرة للتنديد باستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وللمطالبة بوقف القتال.
وتداول مستخدمون على موقع “تويتر” فيديو لعدد من المحتجين في ولاية بوسطن الأمريكية يقاطعون اجتماع مجلس المدينة للتنديد بتواطئه في الإبادة الجماعية بغزة، والمطالبة بوقف الحرب.
يذكر أنه منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، استشهد أكثر من 15 ألف فلسطيني، بينهم 6150 طفلا، وأكثر من 4 آلاف إمرأة، إضافة إلى أكثر من 37 ألف جريح، في حصيلة غير نهائية.
وما زال الآلاف من المواطنين الفلسطينيين في عداد المفقودين، يرجّح أن يكون غالبيتهم قد استشهدوا تحت أنقاض منازلهم، ولم تستطع طواقم الإسعاف والإنقاذ من انتشالهم حتى اللحظة.