نجونا من الموت بأعجوبة.. مصريون عالقون في غزة يبحثون عن طريق العودة بعد الهدنة
وكالات
يواجه مصريون عالقون في قطاع غزة، والذين لم يتمكنوا من العودة إلى وطنهم، من ويلات الحرب، فيما لا يزالون يمنون النفس بأن يعبروا معبر رفح الحدودي، دون أن تلوح أي بارقة أمل بشأن ذلك حتى الآن.
ومع توقف حركة العبور، يتساءل مصريون عن آلية المغادرة، وإلى متى سينتظرون عند الجانب الفلسطيني من بوابة معبر رفح الحدودي، قبل إخراجهم من القطاع الذي شهد قصفا مكثفا وعمليات برية للجيش الإسرائيلي، منذ أن شنت حركة حماس هجمات في السابع من أكتوبر.
ومن الذين يعانون آلام الانتظار، الفلسطينية التي تحمل الجنسية المصرية، غادة زكي، التي كانت قد دخلت إلى قطاع غزة قبل الحرب بأيام، لتواجه مصيرا غامضا رفقة ابنتها عند معبر رفح.
وقالت زكي لمراسلة الحرة: “جئت إلى غزة يوم 24 سبتمبر في زيارة لأهلي كان من المفترض أن تمتد لأسبوع، لكنهم قالوا لي إنه على إصدار بطاقة تعريف لابنتي المصرية، وفور صدورها حجزت عبر صالة أبو خضرة (صالة تسجيل المسافرين العابرين لمعبر رفح)، وعلمت أن موعد السفر سيكون يوم 12 أكتوبر، لكن قبل يوم عودتي بدأت الحرب، في 7 أكتوبر”.
وتابعت: “كل ما كان قبل الحرب تم إلغاؤه، وتعرضت للقصف في البيت الذي كنت فيه، لكني والحمد لله نجوت من الموت أنا وابنتي”.
وزادت: “ابنتي طالبة في جامعة عين شمس بالقاهرة، ومستقبلها يضيع أمام عيني.. إخوانها وأخواتها في مصر.. ونحن وحدنا هنا”.
وناشدت زكي “الجهات المسؤولة النظر إلينا بعين الرحمة، من أجل الذهاب لأولادنا.. أنا لا أطلب أكثر من هذا”.
وفيما إذا كانت قد تواصلت مع الجهات المسؤولة، أكدت المتحدثة أن “أبناءها تواصلوا مع وزارة الهجرة في مصر ووزارة الخارجية، وكان الرد أن أعداد العالقين كبيرة”.
وتابعت: “والد ابنتي المتوفي كان مصريا، وابنتي لا علاقة لها بفلسطين.. بالنسبة لي فقد جئت لزيارة أهلي في القطاع لمدة قصيرة، وليس لابنتي أي ذنب أنني من أصول فلسطينية”.
وتابعت بأسى: “لو كنت أعلم أن مصيرنا سيكون بهذا الشكل، لم أكن لآتي إلى هنا. أشعر أن مستقبل أبنائي ينهار”.
وبشأن عدد الأشخاص الذي يعيشون نفس أوضاع زكي، قالت المتحدثة: “التقيت في المدارس بعدد كبير من الأشخاص الذي لديهم نفس وضعي، فهناك عدد كبير من حملة الجنسية المصرية الذين يقيمون في غزة ويريدون المغادرة”.
وختمت بالقول: “بالنسبة لي فإن وضعي مختلف لأنني مقيمة في مصر وحياتي كلها هناك، وابنتي طالبة جامعية هناك، وكل زملائها سيجرون الامتحانات باستثنائها”.
يذكر أنه تم التوصل لاتفاق بين حركة حماس وحكومة الاحتلال لوقف إطلاق النار لمدة 4 أيام، تم تمديده ليومين إضافيين، في مقابل الإفراج عن رهائن مختطفين في القطاع، وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين في الأراضي المحتلة.
ورغم الهدنة، التي تم تمديدها يومي الثلاثاء والأربعاء، فإن مراسلة الحرة ذكرت أن إطلاق نار وقع، الثلاثاء، في قطاع غزة، يشتبه في أنه ناتج عن اشتباكات بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وفلسطينيين.
وقالت المراسلة إنه “في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء، وبالتحديد بحلول الخامسة فجرا، كان هناك إطلاق نار في حي الشيخ رضوان ومخيم الشاطئ شمالي قطاع غزة”، مضيفة أن ما حدث كان “على ما يبدو اشتباكات” انتقلت فيما بعد إلى مناطق جنوبي القطاع، وتحديدا في رفح وخان يونس.
وأشارت إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن أي إصابات أو وفيات من السلطات الفلسطينية، فيما لا يتضح سبب تلك الاشتباكات حتى الآن.
من جانبها، قالت الفصائل الفلسطينية المسلحة، في بيان الثلاثاء: “نتابع هذا الخرق للهدنة، ونطالب بإلزام إسرائيل بتلك الهدنة”.