ليالي غزة الدموية| بعد واقعة المستشفى المعمداني.. قصف مكثف على القطاع وتهديدات إسرائيلية بتدمير المستشفيات
وكالات
في ليلة هي إحدى أعنف الليالي في قطاع غزة، واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفها المكثف للقطاع، وسط مخاوف من تكرار مجزرة مستشفى المعمداني، حيث تلقت جميع مستشفيات غزة إنذاراً من إسرائيل يهددها بالقصف إذا لم يتم إخلاؤها دون تحديد سقف زمني، وفق ما أفاد المركز الفلسطيني للإعلام في ساعة متأخرة من مساء الأحد.
وتعرض محيط مستشفى القدس الذي يضم المئات من الجرحى والمرضى ويتواجد في ساحاته نحو 12 ألف نازح، قصفا إسرائيليا بعد تلقيه 3 إنذارات بالإخلاء خلال أقل من ساعة.
كما تعرض محيط مجمع الشفاء الطبي وسط غزة، الذي يضم أكبر عدد من الجرحى والطواقم الطبية بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية، لقصف إسرائيلي أيضًا.. وهو المجمع الذي يضم نحو 35 ألف نازح.
من جهتها قالت مسؤولة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني نيبال فرسخ، في تصريحات إعلامية، إن 25 مستشفى في غزة طلب منها الجيش الإسرائيلي الإخلاء.
وفي وقت سابق من ليل الأحد قال المركز الفلسطيني للإعلام إن القصف الإسرائيلي على غزة وشمال القطاع متواصل دون توقف.
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت الأحد ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية على غزة إلى 4651 قتيلا و14245 مصابا.
وقال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة عبر فيسبوك إن من بين القتلى 1873 طفلا و1023 امرأة و187 مسنا، موضحا أن “40% .. هم من الأطفال و70% من الضحايا هم من الأطفال والنساء والمسنين”.
ويرى محللون أن القصف المكثف للقطاع، هو تمهيد لعملية الاجتياح البري التي تعتزم إسرائيل القيام بها للقضاء على حماس، فقد أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن حكومة الطوارئ ناقشت الهجوم العسكري البري على قطاع غزة مع قادة سابقين في المؤسسة العسكرية، وتحدث بعضهم عن استحالة وصول إسرائيل إلى أهدافها من خلال الردع العسكري فقط، في حين أشار آخرون إلى فقدان الهجوم المرتقب عنصر المفاجأة، وفقاً للقناة الـ12 الإسرائيلية نقلا عن تسريبات سرية.
وتحضّر إسرائيل الأرضية لعملية برية قد تكون مماثلة لعملية عام 2009 التي حملت اسم “الرصاص المصبوب”، وذلك عبر القصف الكثيف لمحاور الهجوم المرتقب، والتي تتوزع على 5 محاور كالآتي: من الشمال، عبر بيت لاهيا ومعبر اريتز، ومن الشرق، عبر جباليا ومدينة غزّة، أما من أقصى الجنوب، فعبر معبر رفح.
في حين ستكون جبهة الجنوب اللبناني، التي تسبب أرقًا للاحتلال، بلا عملية برية على غرار حرب 2006، بل استيعاب قصف “حزب الله” عبر الرد بالمثل ليس فقط على مراكزه بل على كل لبنان أيضاً.
كل ذلك يأتي، في حين تتسرب معلومات عن “ضغوطات أمريكية” على تل أبيب لتأجيل الغزو، بغية حل مسألة الرهائن المتواجدين لدى الفصائل الفلسطينية في غزة، والذين يقدر عددهم بـ 212 بينهم عشرات الأجانب أو مزدوجي الجنسية.
ويتوقع العديد من الخبراء والمحللين ألا تكون العملية البرية في القطاع “نزهة”، مرجحين أن يتكبد الإسرائيليون خسائر كبيرة، لاسيما أن هناك ما يشبه مدينة تحت المدينة في إشارة إلى الأنفاق الممتدة لكيلومترات عدة، بنتها حماس على مدى سنوات.
كما أن أي حرب شوارع، وفق المتخصصين، ستكون كلفتها عالية لاسيما على الجهة المهاجمة، والتي لا تعرف تفاصيل المناطق والأحياء.
ولهذا، كدست إسرائيل ترسانة كبيرة من الأسلحة على أطراف غزة مع تصاعد حربها مع حركة حماس، بما في ذلك 35 كتيبة تحتوي على 300 ألف جندي ستقودهم إلى المعركة 100 جرافة محصنة من طراز D9R و300 دبابة وعشرات من ناقلات الجند المدرعة.