عبد الله السناوي: الوضع الاقتصادي مأزوم والسياسي محتقن والرأي العام ضجر وكل الاحتمالات ممكنة.. ولا يوجد عاقل يتمنى أن تنفلت الأمور
الكاتب الصحفي: المعارضة الاجتماعية الأخطر على نظام السيسي.. وإذا لم يعترف بأنه أمام تدهور سياسي فهو أمام كارثة ستحل فوق رأسه
أي محاولة لـ”هندسة الانتخابات” ستكون سحب على المكشوف من الشرعية وقد تذهب بالبلد إلى حافة المجهول
كتبت: ليلى فريد
قال الكاتب الصحفي عبد الله السناوي، إن مصر تعاني “جفافاً سياسياً وضجراً اقتصادياً واجتماعياً”.
وتابع في حوار لـ(اندبندنت غربية): “الضجر الاقتصادي والاجتماعي يمكن تسميته بالمعارضة الاجتماعية، وهي أقوى بكثير من المعارضة السياسية، وأقوى من طاقة النظام على التحمل، وهنا أتحدث عن الغالبية الساحقة من الشعب المصري التي ترزح تحت وطأة الأزمات الاقتصادية، وانهيار قيمة الجنيه، وغياب سلع رئيسة، وغلاء أسعار سلع أخرى بصورة مفاجئة وكبيرة، وكذلك التضخم، كل هذه المشكلات الاقتصادية حلت مرة واحدة وكما لم يحدث من قبل على رأس الشعب، وعليه هناك معارضة اجتماعية هي الأكبر لنظام الرئيس السيسي حالياً”.
وأضاف: “الخطر الحقيقي يكمن في المعارضة الاجتماعية التي تمثل صُلب الشعب، وليست المعارضة السياسية. الأحزاب والقوى السياسية والمدنية في وضع متهالك، وانشقاقاتها (القوى المدنية) وخلافاتها كثيرة، وليس لديها خطاب واضح ومحدد تخاطب به الرأي العام، ولديها خلط في قضايا كثيرة. بالتالي حيوية ومصداقية القوى المدنية لا تمثل تهديداً حقيقياً للنظام، إذ إن وضعها حرج ومأزوم”.
وواصل: “أي نظام حاكم يحتاج إلى سند مدني سياسي، إضافة إلى السند الاجتماعي، فحينما يفتقد النظام السندين، وتكون أحزاب الموالاة حالتها يرثى لها، ذات طبيعة أمنية هشة بلا جذر، يكمن الخطر الحقيقي”.
وقال إن “معدل شعبية النظام الحاكم وصل إلى منحدر خطير جداً، يستحق الالتفات إليه، وأن إنكار الأزمة هو تعميق للأزمة ذاتها، إذا لم نعترف أن لدينا أزمة اقتصادية طاحنة، وتصرفنا على نحو يخفف من وطأتها، وإذا لم نعترف بأن الجفاف والتدهور السياسي والإعلامي في مصر نذرهما خطيرة، فأنت هنا كمن ينتظر كارثة تحل فوق رأسه”.
وتابع: “نحن في لحظة مواجهة الحقيقة، لا يوجد أحد عاقل يتمنى أن تنفلت الأمور في مصر، البلد بظروفها الاقتصادية الحالية وهي على شفا الإفلاس، لا بد أن يكون بها تماسك اجتماعي وأفق أمل في المستقبل، مصر لا تحتمل أي اضطرابات اجتماعية، وأتصور أن المسؤولية العامة في مصر هي مهمة إنقاذ، إذا لم يكن هناك إدراك لحقائق الأمور أعتقد أننا ذاهبون إلى منزلق خطير”.
وأضاف: “الوضع الاقتصادي مأزوم للغاية، والوضع السياسي محتقن، حتى ولو بصورة شبه صامتة، والرأي العام ضجر، وعليه كل الاحتمالات ممكنة، سيناريو انفجار اجتماعي مفاجئ محتمل، وسيناريو عنف اجتماعي وجنائي نتيجة الفقر والجوع وارد مع ارتفاع معدلات الجريمة الجنائية”، معتبراً على حد وصفه أننا “في عام الغيوم”.
وأكد أن أي محاولة لـ”هندسة الانتخابات” ستكون “سحب على المكشوف من الشرعية وخطير جداً، وقد تذهب بالبلد إلى حافة المجهول”، موضحاً “العالم سيتابع وسينظر إلى الانتخابات.