مأساة إنسانية جديدة| العثور على 27 جثة لمهاجرين قضوا في صحراء ليبيا على الحدود مع تونس
أعلنت وزارة الداخلية الليبية العثور على 27 جثة في الصحراء على الحدود مع تونس، ومن المرجح أن هذه الجثث تعود لمهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء، دفعتهم السلطات التونسية إلى الحدود.
وقالت السلطات الليبية إن ما لا يقل عن 27 مهاجرا من أفريقيا جنوب الصحراء لقوا حتفهم في الأيام الأخيرة في الصحراء غرب البلاد، بالقرب من الحدود مع تونس.
ونشرت وزارة الداخلية الليبية بياناً على فيسبوك، في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، جاء فيه أنه تم العثور على الجثث مؤخرا بالقرب من الحدود، وأنه تم إرسال فريق للطب الشرعي إلى المنطقة. وشاركت الوزارة في المنشور نفسه صورا لمهاجرين أفارقة يتلقون العلاج من الفرق الطبية الليبية.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الليبية، محمد حمودة، أمس الأربعاء 9 آب/أغسطس، اكتشاف الجثث لكنه امتنع عن الإدلاء بأي تفاصيل أخرى، وفق وكالة “اسوشييتد برس”.
خلال الأشهر الأخيرة، بدأت قوات الأمن التونسية بإبعاد بعض المهاجرين من المناطق الساحلية، ولا سيما صفاقس، ونقلهم إلى أماكن أخرى. ووفقاً لشهادات المهاجرين، يتم نقلهم إلى الصحراء، وتركهم فيها دون أي طعام أو ماء أو مساعدة.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، اعترف وزير الداخلية التونسي بأن مجموعات صغيرة من المهاجرين من جنوب الصحراء الذين يحاولون دخول البلاد، تتم إعادتهم إلى المناطق الحدودية الصحراوية مع ليبيا والجزائر.
وقالت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في ليبيا، وهي منظمة حقوقية محلية تعمل مع السلطات الليبية، إنها تعتقد أن قوات الأمن التونسية طردت المهاجرين بالقوة، وتركتهم في الصحراء دون ماء أو طعام.
وقال رئيس اللجنة، أحمد حمزة، لوكالة “أسوشيتد برس”، إن حرس الحدود الليبي اكتشف الجثث يوم الثلاثاء 8 أغسطس.
وأضاف حمزة إنه تم انتشال 35 جثة على الأقل من الحدود التونسية الليبية منذ بدء عمليات طرد المهاجرين في يوليو. وبحسب إحصائيات اللجنة التي يرأسها، تم طرد أكثر من 750 مهاجرا أفريقيا قسراً من تونس إلى ليبيا منذ يوليو.
وبات الساحل الشرقي لتونس نقطة الانطلاق الرئيسية لقوارب المهاجرين الراغبين في عبور طريق وسط البحر المتوسط، باتجاه السواحل الإيطالية، حالاً محل الساحل الليبي، الذي كان المصدر الرئيسي لهذه القوارب، لسنوات.
وشهدت الأسابيع الأخيرة ارتفاعاً ملحوظاً في أعداد حوادث الغرق قبالة صفاقس، بسبب سوء حالة الطقس، والقوارب المعدنية التي يستخدمها المهربون بدلاً من القوارب الخشببية، بالإضافة إلى تعرض قوارب المهاجرين للسرقة، حيث يقوم المهربون بسرقة محركات القوارب بعد وصولها عرض البحر بغرض إعادة استخدامها، ما يترك قوارب المهاجرين عرضة للغرق والضياع في البحر.
يواجه المهاجرون المتحدرون من أفريقيا جنوب الصحراء، حملة من العنف والتمييز في تونس، وذلك في أعقاب تصريحات الرئيس التونسي قيس سعيد في فبراير الماضي، والذي اعتبر فيها أن المهاجرين من جنوب الصحراء جزء من مؤامرة لمحو هوية البلاد.