نائبُ الأمين العام للجبهة الشعبية الفلسطينية يلتقي مسؤولين صينيّين بارزين في مدينة شنجهاي: المشروع المسمى بـ”السلام” فشل فشلا ذريعا
كتب – أحمد سلامة
التقى نائبُ الأمين العام للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، جميل مزهر، ووفدٌ من الأحزاب العربيّة مسؤولين صينيّين بارزين في مدينة شنجهاي الصينيّة على هامش مؤتمر الحوار بين الحزب الشيوعي الصيني وأحزاب الدول العربيّة، بحضور نائب المدير العام لإدارة التبادل الدولي بدائرة العلاقات الخارجية الصينية.
وأشار نائب الأمين العام إلى أن الصين تسير بسرعة لأنْ تصبحَ خلال السنوات القادمة على رأس النظام الدولي، بما يضع العالم أمام تغيرٍ شاملٍ في النظام الدولي لصالح عالم متعدد الأقطاب تحكمه سياسات أكثر عدالةً وإنصافًا للشعوب، وضمان تحكمها الكامل بثرواتها بديلًا عن السياسات الإمبريالية المتوحّشة التي أصابت العالم، وأسهمت في نشر الحرائق في دول العالم.
واستعرض نائب الأمين العام أمام المسؤولين الصينيين الأوضاع الفلسطينية الراهنة، وأوضح أن الاحتلال الصهيوني كيان يتغذى على الاستيطان، وقائم على اغتصاب الحق الفلسطيني وطرد الشعب من أرضه وبيوته، وأن المجتمع الصهيوني ينحو لمزيد من الفاشية والعنصرية، وهو ما أنتج مؤخرًا الحكومة الأكثر فاشية وعنصرية وعدوانية في تاريخ الكيان، التي يقوم برنامجها على حسم الصراع بضم الضفة وتوسيع الاستيطان وتهويد القدس وشن الحروب المسعورة على الوجود الفلسطيني.
وأكّد نائب الأمين العام للمسؤولين الصينيين أن مشاريع ما يُسمى بالسلام، فشلت فشلًا ذريعًا، وشكّلت ربحًا صافيًا للاحتلال، مشدّدًا أنه لا خيار أمام شعبنا إلا بالتمسك بالمقاومة للدفاع عن نفسه ووجوده، وهي مقاومة أقرتها القوانين الدولية.
وأضاف نائب الأمين العام أن رؤية الجبهة منذ تأسيسها، وحتى اليوم، واضحة بخصوص هذا الكيان الصهيوني، فهي ترى فيه جسمًا غريبًا لا يمكن أن يقبل بالوجود الفلسطيني، وأن هذا الكيان لا يختلف عن الكيانات الاستعمارية التي استعمرت واحتلّت بعض بلدان العالم بما فيها الصين.
ونبّه نائب الأمين العام أن ما يميز الكيان الصهيوني عن غيره أنه أكثر سفكًا للدماء وارتكابًا للمجازر، ومحاولة تأصيل احتلاله على الأرض بمحاولة نفي الإنسان الفلسطيني، صاحب الأرض الأصلية، مستهدفًا الوجود والرواية الفلسطينية، والمقدسات.
أما بخصوص إعلان السلطة وقف التنسيق الأمني مع الجانب “الإسرائيلي”، أكد نائب الأمين العام أن الحكم على مصداقيته بتنفيذ القيادة قرارات الإجماع الوطني التي تم التوافق عليها وطنيًّا في أكثر من جولة حوار في القاهرة وبيروت ورام الله. وأبرزها قرارات المجلسين المركزي والوطني بسحب الاعتراف بالاحتلال ووقف التعامل مع أوسلو والتزاماته الأمنية والاقتصادية والسياسية، وتشكيل القيادة الوطنية الموحدة لقيادة المقاومة الشعبية للدفاع عن شعبنا والتصدي للاحتلال، باعتبارها وسيلةً للضغط على الاحتلال للرضوخ لحقوقنا.
وشدّد نائب الأمين العام على أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ستظلُّ متفجّرةً في ظل مواصلة الاحتلال عدوانه الشامل على شعبنا، والانحياز الأمريكي والصمت الدولي.
ودعا نائب الأمين العام إلى ضرورة حدوث تغيير كبير في المواقف الدولية ودخول بعض الأطراف على الخط لإحداث حالة توازن تضغط على الاحتلال للاستجابة للحقوق الوطنية حسب القرارات الدولية، وعلى رأسها الصين التي يمكن أن تؤدي دورًا مهمًّا في ذلك.
وحول المواقف الأمريكية، أكّد نائب الأمين العام أن أمريكا ليست وسيطًا نزيهًا، بل منحازٌ بالكامل للكيان، وشريكٌ معه في العدوان على شعبنا.
وعدّ نائب الأمين العام أن النقاط الثلاثة التي طرحها الرئيس الصيني لحل القضية الفلسطينية، يمكن أن تُشكّل مدخلًا مهمًّا تجاه إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، مشدّدًا أن مقياس مدى نجاح تنفيذ هذه المبادرة على أرض الواقع، مرتبط بالاحتلال “الإسرائيلي” فهو المعطل الأساسي والدائم لأي مبادرة أو حل.
وفي ختام مداخلته أمام المسؤولين الصينيين، عَبّر نائب الأمين العام عن ثقته بقدرة الصين على تأدية دور أساسي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وتسويق الرواية والمظلومية الفلسطينية إلى العالم أجمع، على طريق استعادة حقوقنا الوطنية المشروعة.