في أكبر المستوطنات الإسرائيلية منذ النكبة.. شركة “إنتل” توافق من حيث المبدأ على بناء مصنع جديد جنوب تل أبيب
كتب – يحيى الجعفري
وافقت شركة إنتل من حيث المبدأ على بناء مصنع جديد في إسرائيل في أحدث خطوة من قبل شركة أشباه الموصلات الأمريكية العملاقة لتنويع مصادر إنتاجها، على الرغم من أن هذه الخطوة تأتي في ظل انتقادات حادة تتعلق بمنتجات “المستوطنات”.
ويقام مشروع “إنتل” في منطقة (كريات جات)، هي أكبر المستوطنات الإسرائيلية التي أقامتها عقب نكبة 1948 مباشرة، والتي أقيمت على أنقاض بلدتي عراق المنشية والفالوجة الفلسطينيتيّن، شمالي قطاع غزة. وبدأت كريات جات كمستوطنة إسرائيلية منذ الاحتلال البريطاني بين عراق المنشية والفالوجة، لكنها استمرت في التوسع وتهجير وتشريد أهالي القرى المجاورة، ثم ما لبث أن أنمحى الوجود العربي فيها تقريبا.
وأعلنت وزارة المالية الإسرائيلية ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن الصفقة، بينما أكدت شركة إنتل إسرائيل “عزم الشركة على توسيع قدرة التصنيع في إسرائيل”، لكنها لم تحدد الشروط أو تفصح عن تفاصيل أخرى.. ومن المقرر أن تكون المنشأة مخصصة لتصنيع الرقائق.
وقدر نتنياهو قيمة الصفقة بـ 25 مليار دولار، والتي قال إنها أكبر استثمار أجنبي في إسرائيل و “تعبيرا عن الثقة” في اقتصاد الدولة، فيما قال مصدر مطلع إن مجموع الاستثمار يشمل استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار أعلن عنها في عام 2021.
وفقًا لمسؤولين إسرائيليين، سيضيف المشروع آلاف الوظائف لما يقرب من 12000 عامل توظفهم شركة إنتل حاليًا في البلاد. وقالت الوزارة إن المصنع الجديد سينضم إلى مصنع قائم في كريات جات، جنوب تل أبيب، من المقرر أن يبدأ عملياته بحلول عام 2027 وأن يظل نشطًا حتى عام 2035 على الأقل. كجزء من الاتفاق، ستدفع إنتل معدل ضرائب قدره 7.5% في إسرائيل بدلاً من 5% التي تدفعها الآن.
وتعمل إنتل في إسرائيل منذ عام 1974، ولديها مراكز للبحث والتطوير في حيفا والقدس وياكوم وبيتاح تكفا، بالإضافة إلى مصنع قائم في كريات جات، والذي تسميه الشركة “منشأة التصنيع الأكثر تقدمًا”.
وتعد منشأة إنتل في القدس هي مركز التطوير العالمي لـ موبايل أي، وهي وحدة القيادة المستقلة التابعة لها.
قالت شركة Intel ومقرها سانتا كلارا بكاليفورنيا إن نيتها في التوسع مدفوعة بالتزامنا بتلبية احتياجات التصنيع المستقبلية ودعم إستراتيجية انتل أي دي أم 2، وفي ذلك الإطار فهم يقدرون الدعم المستمر من الحكومة الإسرائيلية.
تم الإعلان عن تلك الاستراتيجية، في عام 2021، على أنها “تطوير لنموذج تصنيع الأجهزة المتكاملة من إنتل” والذي من شأنه أن يجعل الشركة مزودًا لقدرة مسبك في الولايات المتحدة وأوروبا، بالإضافة إلى استخدام موسع للمسابك الخارجية لبعض من منتجات.