أجبروهم على البقاء في جوف القارب.. شهادات مروعة لناجين من كارثة مركب المهاجرين الغارق قبالة اليونان
وكالات
قالت صحيفة الأوبزرفر البريطانية، نقلا عن شهادات ناجين من كارثة القارب الذي غرق قبالة سواحل اليونان، الأربعاء الماضي، إن الباكستانيين أجبروا على البقاء في جوف القارب المتهالك مما أضعف قدرتهم على النجاة.
ووفقا للشهادات المسربة التي رواها الناجون لخفر السواحل، أُجبر الباكستانيون على الهبوط من سطح القارب، مع السماح لجنسيات أخرى بالتواجد على السطح العلوي، مما سمح للمجموعة الأخيرة بالحصول على فرصة أكبر للنجاة من انقلاب القارب قبالة شبه جزيرة بيلوبونيز اليونانية.
وعلمت الأوبزرفر أن طاقم السفينة أساء معاملة الباكستانيين عندما حاولوا البحث عن المياه العذبة أو الفرار.
وتشير الشهادات إلى أن النساء والأطفال قد أُجبروا على البقاء في جوف القارب.
ولا يُعتقد أن من بين الناجين نساء أو أطفال.
ولا تملك السلطات في أوروبا حتى الآن فكرة واضحة عن عدد الأشخاص الذين كانوا على متن القارب الغارق، وتتراوح التقديرات بين 400 وأكثر من 700 مهاجر، ويحتمل أن غالبيتهم من باكستان ومن القسم التابع لها من كشمير، وفق فرانس برس.
وتحدثت وسائل إعلامية محلية عن مصرع 300 باكستاني.
ويُعتقد أن عدد القتلى جراء الكارثة يصل إلى عدة مئات نظرا للعدد الكبير الذي كان على القارب، وفق رويترز
وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية السبت نجاة 12 باكستانيا مشيرة في المقابل إلى أنها لا تملك أي معلومات حول عدد الباكستانيين على متن القارب.
غير أن مسؤولا في الهجرة قال لفرانس برس طالبا عدم كشف اسمه إن العدد قد يتخطى المئتين.
وينطلق آلاف الباكستانيين الشبان كل سنة في رحلات محفوفة بالمخاطر على أمل الوصول بصورة غير قانونية إلى أوروبا، بحثا عن حياة أفضل.
وبعد الكارثة الأخيرة، أوقفت السلطات الباكستانية 10 أشخاص للاشتباه بأنهم مهربو مهاجرين.
وتشير الصحيفة إلى ظروف “قاتمة” على متن القارب لدرجة أنه حتى قبل أن يغرق، كان هناك بالفعل ستة وفيات بعد نفاد المياه العذبة.
ونقلت عن الناشطة المغربية الإيطالية، نوال صوفي، أن الركاب كانوا يطلبون المساعدة قبل يوم من غرق القارب، مضيفة: “كانوا يطلبون الخلاص بواسطة أي سلطة”. وتتناقض روايتها مع رواية الحكومة اليونانية، التي قالت إن الركاب أبلغوا خفر السواحل بعدم تقديم أي طلب للمساعدة لأنهم أرادوا الذهاب إلى إيطاليا.
وتشير شهادة أخرى أيضا إلى أن محرك القارب تعطل قبل أيام من غرقه.
وتثير شهادات الناجين تساؤلات أيضا عما إذا كان ينبغي لخفر السواحل اليوناني التدخل في وقت مبكر لمرافقة القارب إلى بر الأمان.
وهناك أيضا اتهامات بأن ربط خفر السواحل القارب بحبل هو ما أدى لانقلابه، وهي اتهامات رفضها المسؤولون اليونانيون.