أكثر من 100 منظمة تدعو الأمم المتحدة لعدم تبني تعريف “تحالف الهولوكوست” لمعاداة السامية: أيديولوجية خبيثة لتبرير الفصل العنصري وقمع الفلسطينيين
طالبت أكثر من 100 منظمة مجتمع مدني، الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بعدم تبني تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية، والذي تم استخدامه لقمع انتقاد نظام الفصل العنصري الإسرائيلي والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وبحسب بيان صحفي، اليوم الخميس 20 أبريل 2023، عبرت المنظمات عن دعمها القوي لالتزام الأمم المتحدة بمكافحة معاداة السامية، بما يتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
وقالت إن معاداة السامية هي أيديولوجية خبيثة تتسبب في أضرار حقيقية بالمجتمعات اليهودية في جميع أنحاء العالم، وتتطلب عملًا هادفًا لمكافحتها، داعية قادة العالم لإدانة معاداة السامية، واتخاذ خطوات فعالة لحماية المجتمعات اليهودية، بما في ذلك محاسبة مرتكبي جرائم الكراهية.
وأضافت الرسالة أنه “بينما تضع الأمم المتحدة خطة العمل الخاصة بها من أجل تحقيق استجابة منسقة ومعززة لمعاداة السامية تستند إلى حقوق الإنسان، فإننا ندرك أن عددًا من حكومات الدول الأعضاء والمنظمات المتوافقة مع بعض تلك الحكومات، إلى جانب مقرر الأمم المتحدة السابق المعني بحرية الدين أو المعتقد أحمد شهيد، يدعو الأمم المتحدة لتبني واستخدام التعريف العملي لمعاداة السامية الذي وضعه «التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست» (التحالف). ونحث الأمم المتحدة على مخالفة ذلك”.
وشددت على أن التعريف الذي يعتمده التحالف وضع بالأساس لتوجيه الباحثين، وعملية التحقق من صحة بيانات إنفاذ القانون قبل استخدامها من جانب التحالف في عمله، بما يتضمن التثقيف حول الهولوكوست ومعاداة السامية. ورغم أنه غالبًا ما يتم النظر لتبني الحكومات والمؤسسات لتعريف التحالف باعتباره خطوة أساسية في سياق الجهود المبذولة لمكافحة معاداة السامية من جانب هذه الحكومات والمؤسسات؛ إلا أنه في واقع الأمر، في بعض الأحيان يتم استخدام تعريف التحالف بشكل خاطئ، لوصف انتقاد إسرائيل، وكذا الاحتجاجات السلمية، والأنشطة والخطابات، المناهضة للسياسات الإسرائيلية أو للصهيونية باعتبارها معاداةً للسامية، بما في ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا. وهو ما يحبط هذه الأنشطة، بل ويقمعها أحيانًا.
مؤخرًا، وفي ضوء اقتراح إدراج التعريف في مشروع قرار «نقابة المحامين الأمريكيين» بشأن معاداة السامية، كرر كين ستيرن، المسئول الرئيسي عن صياغة تعريف التحالف، مخاوفه بشأن التبني المؤسسي للتعريف. وينبع قلق ستيرن من الاستخدام المتكرر لتعريف التحالف باعتباره «أداة غليظة لتصنيف أي شخص بأنه معادٍ للسامية». في النهاية، تبنى أعضاء نقابة المحامين الأمريكيين قرارًا بشأن معاداة السامية لم يُشِر لتعريف التحالف. إن رسالة ستيرن الموجهة إلى نقابة المحامين الأمريكيين تنطبق أيضًا على الأمم المتحدة.
وبشكل عام، يعتمد أولئك الذين يستخدمون تعريف التحالف بهذه الطريقة على مجموعة من «11 مثالًا معاصرًا لمعاداة السامية» أُلحِقت بالتعريف في 2016، من بينها سبعة تُشير إلى دولة إسرائيل. هذه الأمثلة، التي يتم تقديمها باعتبارها أمثلة توضيحية ومؤشرات محتملة «لتوجيه التحالف في عمله»، تتضمن:
«حرمان الشعب اليهودي من حقه في تقرير المصير. على سبيل المثال من خلال الادعاء بأن وجود دولة إسرائيل هو مسعى عنصري»؛ و«تطبيق معايير مزدوجة من خلال مطالبة [إسرائيل] بسلوك غير متوقع أو مطلوب من أي دولة ديمقراطية أخرى».
ورغم أن بعض الانتقادات الموجهة لإسرائيل قد توصف بأنها معادية للسامية؛ فإن صياغة المثال الأول المذكور أعلاه بأن «المسعى العنصري» تفتح الباب لتصنيف المزاعم بأن سياسات الحكومة الإسرائيلية وممارساتها تنتهك «الاتفاقية الدولية للقضاء على التمييز العنصري» تعد معاداة للسامية.
والأمر نفسه فيما يتعلق بنتائج منظمات حقوق الإنسان الإسرائيلية والفلسطينية والعالمية الرئيسية التي خلصت لارتكاب السلطات الإسرائيلية جريمة ضد الإنسانية، والمتمثلة في الفصل العنصري بحق الفلسطينيين.
ويمكن استخدام هذا المثال ليضم أيضًا الوثائق التي توضح أن تأسيس إسرائيل تضمن نزع ملكية العديد من الفلسطينيين ووصفها بأنها معادية للسامية؛ أو الحجج التي قدّمها بعض أعضاء «الكنيست» الإسرائيلي، لتحويل إسرائيل من دولة يهودية إلى دولة متعددة الإثنيات تكون مِلكًا لجميع مواطنيها بالتساوي –أي أن تكون الدولة قائمة بناء على الهوية المدنية، وليس الهوية الإثنية.
في السياق نفسه، فإن مثال «تطبيق المعايير المزدوجة» يفتح الباب أمام تصنيف أي شخص يركز على الانتهاكات الإسرائيلية على أنه معاد للسامية، طالما أن هناك انتهاكات أسوأ في مكان آخر. بهذا المنطق، يمكن اتهام شخص متفانٍ للدفاع عن حقوق التبتيّين بالعنصرية المعادية للصين، أو يمكن اتهام مجموعة متفانية لتعزيز الديمقراطية وحقوق الأقليات في السعودية بكراهية الإسلام (الإسلاموفوبيا). هذا المثال يشير أيضًا إلى أن اعتبار إسرائيل أي شيء غير كونها دولة ديمقراطية هو معاداة للسامية ، حتى عند تقييم أفعالها في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث تحكم منذ أكثر من نصف قرن ملايين الفلسطينيين، الذين لا يمتلكون رأيًا في القضايا الأكثر تأثيرًا على حياتهم، والمحرومون من حقوقهم المدنية الأساسية.
ورغم أن التحالف هذه الأمثلة بالإشارة إلى أن «انتقاد إسرائيل على غرار ما يتم توجيهه ضد أي دولة أخرى لا يمكن اعتباره معادٍ للسامية»، وأن أي اكتشاف لمعاداة السامية يجب أن «[يضع] في الاعتبار السياق العام»؛ إلا أن واقع الأمر يثبت أن هذه التنويهات لم تمنع استخدام تعريف التحالف لتكميم خطاب منتقدي سجل إسرائيل الحقوقي أو المدافعين عن الحقوق الفلسطينية ونشاطهم.
وتضمنت قائمة المتهمين بمعاداة السامية، استنادًا إلى تعريف التحالف، طلابًا وأساتذة جامعات، ومنظمي المجموعات الشعبية، ومنظمات حقوق الإنسان والحقوق المدنية، والمنظمات الإنسانية، وأعضاء الكونجرس الأمريكي الذين يوثقون السياسات الإسرائيلية أو ينتقدونها ويدافعون عن الحقوق الإنسانية للفلسطينيين. إن الأمم المتحدة إذا ما تبنّت تعريف التحالف –بأي شكل أو صيغة– قد تجد مسئوليها العاملين في القضايا المتعلقة بإسرائيل وفلسطين متهمين ظلمًا بمعاداة السامية بناءً على تعريف التحالف. الأمر نفسه ينطبق على العديد من وكالات، وإدارات، ولجان، وفرق، و/ أو مؤتمرات الأمم المتحدة التي يتطرق عملها للقضايا المتعلقة بإسرائيل وفلسطين، وكذلك على الجهات الفاعلة في المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان الذين يتعاملون مع منظومة الأمم المتحدة.
بعدما تبنّت الحكومة البريطانية تعريف التحالف لمعاداة السامية على المستوى الوطني، حظرت جامعتان بريطانيتان على الأقل في 2017 بعض الأنشطة المخطط لها ضمن «أسبوع الفصل العنصري في إسرائيل». إذ حظرت جامعة «سنترال لانكشاير» حلقة نقاش خطط لها «أصدقاء فلسطين» بشأن مقاطعة إسرائيل. وصرّح متحدث باسم الجامعة «نعتقد أن النقاش المقترح يتعارض مع تعريف التحالف» لمعاداة السامية «المعتمد رسميًا» من جانب الحكومة.
يذكر أنه في فبراير 2020، تحدّت مجموعات مناصرة إسرائيلية في الولايات المتحدة دعم «كلية بيتزر وبومونا» لعرض فيلم عن الاحتجاجات الفلسطينية في غزة ضد القمع الإسرائيلي، وحلقة نقاش حول «وجهات نظر حول الجامعات والنزاع الإسرائيلي/الفلسطيني»، والتي ضمت الشخصية اليهودية/الأمريكية البارزة بيتر بينارت، والفلسطيني/الأمريكي يوسف منيّر، والتي نظمّتها جمعية «طلاب من أجل العدالة في فلسطين». زعمت مجموعات المناصرة الإسرائيلية أن مواقف طلاب من أجل العدالة في فلسطين، كدعمهم لـ «حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها»، هي «مؤشرات واضحة على معاداة السامية بموجب الأمثلة المدرجة من جانب التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست». في يناير 2020، دعت مجموعات المناصرة الإسرائيلية «جامعة ميتشيغن» لمراجعة جدول أعمال مؤتمر «الشباب من أجل فلسطين» الذي يركز على النشاط الطلابي وتنظيم المجتمع بشأن فلسطين، و«مقارنته بتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست»، والنظر في إلغائه بسبب القلق من كون ذلك سيغذي معاداة السامية.
ورغم أن بعض المدافعين عن تعريف التحالف قدموه باعتباره «مُجمَع عليه» ولا يثير الجدل؛ إلا أن عددًا من أبرز خبراء معاداة السامية، وعلماء الدراسات اليهودية والهولوكوست، وخبراء حرية التعبير ومناهضة العنصرية طعنوا في التعريف زاعمين تقييده الانتقاد المشروع لإسرائيل، وإضراره بمكافحة معاداة السامية. ومنذ 2021، طُرِح تعريفان بديلان على الأقل –«إعلان القدس حول معاداة السامية» من جانب «مجموعة من العلماء في مجالات معاداة السامية وتاريخ الهولوكوست والدراسات اليهودية ودراسات الشرق الأوسط»، و«وثيقة نيكسوس» من جانب فرقة عمل معنية بإسرائيل ومعاداة السامية تابعة لبرنامج في «كلية بارد» و«جامعة جنوب كاليفورنيا». ورغم اعتراف هذه التعريفات البديلة بأن انتقاد إسرائيل يمكن أن يكون معادٍ للسامية، إلا أنها تحدد بشكل أكثر وضوحًا ما قد يشكل معاداة للسامية، وتقدم إرشادات حول ملامح الخطاب والأفعال المشروعة حول إسرائيل وفلسطين.
وأكدت المنظمات أن الأمم المتحدة، باعتبارها منظمة دولية ملتزمة بتعزيز سيادة القانون وحقوق الإنسان، يتعيّن عليها ضمان أن جهودها الهامة لمكافحة معاداة السامية لا تشجع أو تؤيد عن غير قصد السياسات والقوانين التي تقوّض حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك الحق في التحدث والتنظيم لصالح حقوق الفلسطينيين وانتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية.
وضمت قائمة المنظمات الموقّعة كل من:
Addameer Prisoner Support and Human Rights Association
Al-Haq, Law in the Service of Mankind
Al Mezan Center for Human Rights
American Civil Liberties Union (ACLU)
B’Tselem
Defense for Children International – Palestine
Gisha – Legal Center for Freedom of Movement
Human Rights Watch
International Federation for Human Rights (FIDH)
Ligue des droits de l’Homme (LDH)
Palestinian Centre for Human Rights (PCHR)
Physicians for Human Rights – Israel
Joined by:
11.11
7amleh – The Arab Center for Social Media Advancement
Africa4Palestine
American Friends Service Committee
Association des Universitaires pour le Respect du Droit International en Palestine
Association France Palestine Solidarité (AFPS)
Association “Pour Jérusalem”
Belgian Academics & Artists for Palestine (BAA4P)
BDS Netherlands
Broederlijk Delen
Canadians for Justice and Peace in the Middle East
CCFD-Terre Solidaire
CIDSE
CNCD-11.11.11
Collectif Judéo Arabe et Citoyen pour la Palestine (CJACP)
Combatants for Peace
Comhlamh Justice for Palestine
Le Comité de Vigilance pour une Paix Réelle au Proche-Orient (CVPR PO)
Democracy for the Arab World Now (DAWN)
European Jews for a Just Peace
European Middle East Project (EuMEP)
European Legal Support Center (ELSC)
Finnish-Arab Friendship Society
Global Ministries of the Christian Church (Disciples of Christ) and United Church of Christ
Global Ministries of the United Methodist Church
Independent Jewish Voices Canada
Israeli Committee Against House Demolitions (Finland)
Israeli Committee Against House Demolitions (UK)
Jewish Network for Palestine (UK)
Jewish Voice for a Just Peace in the Middle East (Germany)
Jews for Palestine-Ireland
Kairos Ireland
La Cimade (France)
Ligue des droits humains (LDH)
Medico
Mouvement de la paix France
Nederlands Palestina Komitee
One Justice
Palestinian NGOs Network (PNGO)
Parents Against Child Detention
Pax Christi USA
Plateforme des ONG françaises pour la Palestine
Presbyterian Church (USA)
The Rights Forum
Une Autre Voix Juive (France)
Union Juive Française pour la Paix (UJFP)
United Jewish People’s Order of Canada
University Network for Human Rights
Women in Black (Vienna)
A Different Jewish Voice (Netherlands)
Academia for Equality*
Adalah: The Legal Center for Arab Minority Rights in Israel*
American Humanist Association*
American Muslims for Palestine (AMP)*
Americans for Peace Now*
Amnesty International*
Arab Canadian Lawyers Association*
Bisan Center for Research and Development*
Breaking the Silence*
British Society for Middle Eastern Studies (BRISMES)*
Cairo Institute for Human Rights Studies (CIHRS)*
Canadian Friends Service Committee (Quakers)*
Catholics for Justice and Peace in the Holy Land (CJPHL)*
Charity & Security Network*
Defending Rights & Dissent*
EuroMed Rights*
European Coordination of Committees and Associations for Palestine (ECCP)*
Foundation for Middle East Peace (FMEP)*
Friends of Sabeel North America (FOSNA)*
gate48 – critical Israelis in the Netherlands*
Human Rights Defenders Fund (HRDF)*
IfNotNow*
Independent Australian Jewish Voices (IAJV)*
Ireland-Palestine Solidarity Campaign (IPSC)*
International Service for Human Rights (ISHR)*
Jahalin Solidarity*
Jewish Voice for Labour (JVL)*
Jewish Voice for Peace – Twin Cities*
Jewish Voice for Peace (JVP)*
Jews against the Occupation Australia*
Just Peace Advocates/Mouvement Pour Une Paix Juste*
Law for Palestine*
Mennonite Church Canada Palestine-Israel Network*
Middle East Peace Now*
Minnesota BDS Community*
Palestine Solidarity Campaign UK*
Project South*
Promise Institute for Human Rights*
Sadaka – The Ireland-Palestine Alliance*
Trinity College Dublin BDS*
Tzedek Collective*
United Network for Justice and Peace in Palestine and Israel (UNJPPI)*
Women Against Military Madness (WAMM)*