“سبل مناهضة ختان الإناث” في ويبينار لمؤسسة القاهرة للتنمية والقانون
نظمت مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون ويبينار تحت عنوان “سبل مناهضة ختان الإناث” بمشاركة عدد كبير من القيادات النسوية، الحزبية، الطبيبات، الإعلاميات، أساتذة الجامعات، في إطار فعاليات اليوم العالمي لعدم التسامح إزاء تشويه الأعضاء التناسلية للإناث.
أدارت الوبينار انتصار السعيد المحامية ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون، حيث تحدثت مديرة دار هن للنشر هند سالم، عن أهمية التركيز على المنظور النسوي في مسألة جسد النساء لأن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث مرتبط بأجساد النساء حيث يعطي للسيدات أول درس، وهو أن أجسادهن مصدر للألم وموضع للعار، ومن هنا يبدأ الضغط والتحكم، ويستمر على مدار حياتهن، بالإضافة لطريقة الملبس الخاصة بهن، والحرية وما إلى ذلك.
وأوضحت سالم: “نتخوف من تحويل الأسرة من مصدر الأمان لمصدر السيطرة والألم والأزمات النفسية، حيث يحدث الختان أيضا بدعوى الحب والخوف، وهو ما لاحظته خلال عملي في أنشطة مناهضة الختان في عدد كبير من المحافظات، حيث تحولت الضغوط من خارج الأسرة والمجتمع لداخل الأسرة نفسها”.
وأضافت أن هناك نضال طويل للحركة النسوية المصرية بشأن مناهضة الختان، حيث طرحته خلال فترة السبعينات ماري أسعد، وعزيزة حسين وهن من أوائل النسويات، اللاتى عملن عبر مجموعة العمل لمناهضة الختان لطرح القضية وتناولها بشكل مكثف كأحد أشكال انتهاك حقوق الإناث.
وتابعت مديرة دار هن: “تم طرح القضية بشكل موسع خلال مؤتمر السكان عام 1994، وهو ما شكل انتصارا كبيرا للحركة النسوية، لكن على الرغم من وجود قانون يمنع الختان، ما تزال النسبة مرتفعة حيث وصلت إلى 84% في عام 2021”.
وشددت على أهمية تفعيل القوانين في سبيل مواجهة الانتهاكات ضد المرأة، مع ضرورة تغيير الثقافة والسياسات التي تدعم مناهضة الختان، وإلا ستظل النساء عرضة لهذا الانتهاك.
من جهتها، تحدثت الصحفية هاجر عثمان عن مشكلة طرح قضايا النساء في الإعلام، قائلة إن المساحات الخاصة بالنشر غير متاحة حول قضايا المرأة، كما يتم التعامل مع الملف بشكل موسمي، مؤكدة ضرورة طرح القضية بشكل مستمر على أجندة الصحافة وكذلك منصات ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشارت هاجر عثمان إلى وجود ميزة حققتها المنظمات النسوية، حيث ساعد نقل وسائل الإعلام تجارب لنساء تعرضن للعنف، في أن يصبحن قدوة لغيرهن، عبر شرح تجاربهن القاسية وتوعية غيرهن لإيقاف تلك الجريمة، لافتة إلى ضرورة تحديث الأرقام والإحصائيات الخاصة بالظاهرة.
كما نبهت إلى أهمية دور الفن والدراما في معالجة القضية، فضلا عن العنف الجنسي والتحرش وغيرها، عن طريق تناولها بشكل واقعي ومكثف، استغلالا للدور الكبير للفن في التأثير والتوعية”.
وأكدت الدكتورة كريمة الحفناوي القيادية بالحزب الاشتراكي المصري، على ضرورة تنفيذ ندوات وإعلانات لكي نصل للناس في القري والنجوع فليست هناك ضرورة لعمل إعلانات على لكباري، فتنفيذ برنامج توعوي بشكل دوري سيكون مفيدا أما العمل بشكل موسمي فلا يصلح.
وأضافت الحفناوي أنه لكي نقضي على ظاهرة الختان بحلول عام 2030 يجب أن تتكاتف جميع مؤسسات الدولة مع منظمات المجتمع المدني وتقليل الفجوة الطبقية وعدم المساواة بين الرجل والمرأة فهناك المدارس والاوقاف والكنائس يجب العمل وفق خطة زمنية محددة واستثمار موارد الدولة.
وتابعت: “دور التعليم هام جدا، وكذلك توعية الأطباء بخطورة الختان وتغليط العقوبة وقيام المجلس القومي للمرأة بالمتابعة ومناشدة البرلمان بضرورة إصدار القانون الموحد لمناهضة العنف ضد النساء”.
وتحدثت المحامية انتصار السعيد رئيسة مجلس أمناء مؤسسة القاهرة للتنمية والقانون عن أهمية تشجيع النساء البالغات للتقدم ببلاغات ضد جريمة ختان البنات إعمالاً لنص المادة 99 من قانون العقوبات، والتي ترسخ أن الحق في التقاضي في الجرائم المرتبطة بالاعتداء على حرمة الجسد لا يسقط بالتقادم.
وشرحت السعيد جهود المؤسسة لمناهضة ختان الإناث من خلال برنامج الحقوق الصحية للنساء، بناء قدرات مقدمي الرعاية الطبية سواء الأطباء أو أطقم التمريض والاختصاصيين النفسيين.
وأضافت السعيد أن المؤسسة خصصت مجلة ناجية (عدد فبراير) للحديث عن جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، ونشر عدد من شهادات للناجيات.
وأكدت المحامية انتصار السعيد أن وزير الصحة أصدر قرار وزاري عام 2007 لتجريم قرارًا وزاريًا (٢٧١) بمنع الجميع، بمن فيهم العاملين في مجال الصحة، من ممارسة ختان الإناث في المستشفيات/العيادات الحكومية أو غير الحكومية.
وفى كلمته، أكدت مني عبدالراضي الصحفية وأمينة المرأة بالحزب المصري الديمقراطي، أن ختان الاناث جريمة تؤدي إلى عاهة مستديمة، وتستحق أقصي عقاب، فالأمر لا يتعلق بقطع جزء من الجسد فقط بل إباحة جسد النساء أمام الرجال في مشهد لن تمحوه ذاكرة الإناث.
وتابعت أن بعض النساء يرفضن العلاقة الزوجية بسبب الأزمة النفسية التي لحقت بهن، فالسيدات لا يمكن أن يتناسين حلاق القرية الذي نفذ تلك الجريمة.
وقالت الدكتورة نهي الزيدي اختصاصية النساء والتوليد، إنها صدمت عند علمها بوجود أطباء يقومون بعملية ختان الإناث خلال زيارتها وعملها في بعض الأماك.
ومن جانبها أكدت الدكتورة أنوار عثمان عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر إن الرسول محمد عليه الصلاة والسلام لم يرد أنه ختن بناته، وكل ماورد في ذلك هو من الأحاديث الضعيفة، فقد كرَّم الإسلام النساء ففي الحديث “من ولدت له أنثى فلم يئدها، ولم يهنها، ولم يؤثر ولده عليها -يعني الذكر عليها- أدخله الله بها الجنة: وكذلك للأسرة والحفاظ عليها مكانة كبرى في الإسلام وقدس العلاقة الزوجية، والشريعة كلها إما تدرأ مفاسد أو لجلب مصلحة العباد، فالشريعة وضعت للمحافظة على الضروريات الخمس :الدين والنفس والنسل والمال والعقل، وفي الحديث الشريف “« لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ »، فكيف به وقد تحقق الأطباء بخطورتها على الفتاة من جراء التشويه التناسلي للأنثى.
وقالت دكتورة ألفت علام استشاري العلاج النفسي والإدمان إن هناك مفاهيم مغلوطة يجب تصحيحها بأن ختان الاناث يجعلها أكثر شرفا وطهارة وتصدير فكرة الحفاظ علي شرف الأسرة فالعنف النفسي للنساء مشهد لا يمكن أن ينسي من الذاكرة.
وقالت نرمين ميشيل أمينة قطاع شمال القاهرة بحزب العدل إن هناك دور لبيت العائلة المصرية والكنيسة في القضاء علي الظواهر السلبية والتي من بينها ختان الإناث.
وطالبت ميشيل وزارة التربية والتعليم ووزارة الشباب والرياضة بضرورة عمل حملات توعوية داخل المدارس ومراكز الشباب.
وطالبت نهي سيد مؤسسة مبادرة صوت لدعم النساء بضرورة تعميم وحدة مناهضة العنف ضد النساء في الوزارة المعنية مثل وزارة الداخلية
وقالت رشا أمين إعلامية إن وسائل التواصل الاجتماعي أداة مهمة جداً لدعم القضايا المجتمعية ومن الممكن تنظيم حملات ضد ختان الإناث عبر الفيس بوك وننشرها مع الأصدقاء والجيران لأن السوشيال ميديا أصبحت الأكثر انتشاراً.