ماذا يحدث في سوق الدواجن؟.. محلات تعلن غلق أبوابها بسبب ارتفاع الأسعار.. ومواطنون يشتكون الغلاء: حتى “الرجول” غليت
مواطنون: المحلات تخطرنا بغلق أبوابها بسبب نار الأسعار.. وتاجر: الاستمرار في البيع مع قلة الشراء خسارة
رئيس شعبة الدواجن: مشكلة ارتفاع الأسعار سببها تفاوت كميات الأعلاف التي تم الإفراج عنها وعدم كفايتها لاحتياجات السوق
مواطنون: حتى العفشة مش قادرين عليها.. وربة منزل: الأسعار تزيد يوميا.. كل يوم نسمع سعر.. مش عارفين نجاري الزيادة ومرتباتنا ضعيفة
كتب- درب
فوجئ مواطنون خلال الأيام القليلة الماضية، بتوقف بعض محلات بيع الدواجن عن البيع، مع الارتفاع الكبير في أسعار الدواجن وبيض الطعام منذ التعويم الأخير للجنيه وانخفاضه أمام الدولار.
وبدأت يوم الأربعاء الماضي جولة جديدة من تعويم الجنيه المصري، بعد انخفاضه أمام الدولار الأمريكي ليسجل 27.60 جنيها بعدما توقف لأسابيع عند متوسط 24 جنيها.
وقال حسن أحمد، أحد سكان منطقة حدائق القبة، إنه فوجئ بلافتة معلقة على باب أحد محال بيع الدواجن، يخطر فيها العملاء بغلق المحل لفترة بسبب ارتفاع الأسعار بشكل كبير وانخفاض نسبة المبيعات.
وأشار حسن، في تصريحات لـ”درب”، أن الأيام التي سبقت هذا القرار شهدت ارتفاع متواصل لأسعار الدواجن سواء البيضاء أو البلدي، حيث قفزت البيضاء من 46 جنيها إلى 56 جنيها، والبلدي من 63 جنيها إلى 72 جنيها خلال أيام.
يأتي بذلك بالتزامن مع دعوات مواطنين للتوقف عن شراء الدواجن بسبب ارتفاع أسعارها بشكل كبير مقارنة بنفس الأسعار خلال فترات سابقة، وأيضا للمطالبة بتخفيض أسعارها.
تزايد الأسعار لم يقتصر فقط على الدواجن أو البانيه، ولكن وصل إلى هياكل الفراخ، التي سجلت متوسط سعر 20 جنيه للكيلو، بعدما كانت تباع بـ8 و10 جنيهات، وزادت مع أرجل الفراخ التي وصلت إلى 25 جنيها و30 جنيها في بعض الأماكن مؤخرا.
وظهرت على صفحات الأسعار والسلع الغذائية دعوات من مستخدمين للتوقف عن شراء الدواجن من أجل المطالبة بتخفيض أسعارها، فيما قال تجار إن الأزمة “تتجاوز قرارهم بالاستمرار في البيع من عدمه”.
أحد تجار الدواجن ممكن قرروا التوقف عن البيع، قال في تصريحات لـ”درب” إن قرار وقف البيع أو غلق المحال نابع من شقين، الأول بسبب ارتفاع الأسعار الكبير والذي يعتبر حمل على المواطنين الراغبين في شراء فراخ بديلة للحوم مرتفعة الثمن هي الأخرى”.
وأضاف التاجر: “الشق الأخر مرتبط بعدم تعرض التجار للخسارة أيضا، خاصة وأن تراكم الدواجن لدى التاجر مع قلة حركة البيع يعني تحمل تكلفتها أكثر من حيث الأعلاف والتدفئة، وبالتالي مزيد من المصاريف، مع مخاوف من ارتفاع عدد نفوقهم”.
وقالت السيدة “فاطمة شعبان”، ربة منزل في منطقة شبرا: “الأسعار تزيد يوم بيوم، كان زمان الأسعار ممكن تزيد كل فترة، الآن يوميا نسمع سعر جديد، لدينا أطفال لازم أكل لحوم وفراخ، مش عارفين نجاري الأسعار”.
وأضافت السيدة: “زوجي عامل أمن صناعي في شركة، راتبه حوالي 4300 جنيه، ندفع منهم حوالي 1200 جنيه إيجار ومرافق، والباقي لا نستطيع العيش به، كان بالكاد يكفي قبل سنة أو سنة ونصف، ولكن الآن لا نستطيع”.
في سياق متصل، اعتذر أحد أصحاب محلات الدواجن في منطقة المقطم، في حساب للمحل على “فيسبوك”، عن وقف البيع خلال الفترة المقبلة ولحين استقرار الأسعار أكثر وتراجعها”.
من جانبه، علق عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرف التجارية، على قرارات بعض المحال بالتوقف عن البيع أو الغلق، قائلا إنها “قرارات غير مبررة خاصة وأن التاجر الصغير هو أقل الخاسرين مقارنة ببقي عناصر المنظومة”.
وأضاف السيد، في تصريحات له، أن ارتفاع الأسعار الأخير بسبب وجود فجوة بين ما تم الإفراج عنه من أعلاف وصويا وبين ما يحتاجه السوق بشكل حقيقي، إلى جانب انسحاب عدد من منتجي الدواجن خلال الفترة الماضية.
وقال السيد: “السوق يحتاج إلى مليون و40 ألف طن ذرة شهري، و500 ألف طن صويا شهريا، بينما تم الإفراج عن مليون طن فقط، ووجود فجوة بين الافراجات والاحتياجات تصل إلى حوالي 750 ألف طن أعلاف، ما تسبب في مشكلة الأسعار”.
وشهد قطاع الدواجن تراجعا كبيرا في الإقبال على شراء الكتاكيت، خلال الفترة الماضية، بسبب أزمة نقص وارتفاع أسعار خامات الأعلاف، مما جعل المنتجين تعزف عن تفريخ البيض وبيعه بالأسواق.
ودفعت أزمة نقص الأعلاف خلال الفترة الماضية، بسبب مشكلة تكدس البضائع بالموانئ مع نقص الدولار وتطبيق نظام الاعتمادات المستندية، بعض مزارع الدواجن إلى إعدام كميات من الكتاكيت، وهو ما أثار جدلا واسعا دفع الحكومة للسعي لتوفير حلول سريعة للأزمة.