5 مشاهد من سيطرة “طالبان” على المفاصل الأفغانية| جيش وأمراء حرب مستسلمون ومستقبل غامض للمرأة وملصقات ممسوحة خوفا من غضب الحركة
تمكن مقاتلو حركة طالبان من تطويق العاصمة الأفغانية، كابول، اليوم الأحد، وسط مفاوضات مع الرئيس أشرف غني والحكومة المحلية لتسليم المدينة دون قتال وإجراء انتقال سلمي للسلطة، بينما كشفت 5 مشاهد عن مستقبل البلاد المحتمل في ظل سيطرة الحركة على جميع مفاصلها.
مركبات الجيش تنسحب
مع سيطرة حركة طالبان، الجمعة، على قندهار ثاني أكبر مدينة في البلاد ومعقلها السابق، انتشرت مقاطع فيديو توثق ماذا حدث في المدينة الاستراتيجية.
وفي المشهد الأول، الذي بدأ صباحا، وثقت الكاميرات لحظات فرار القوات الحكومية من مركز المدينة بصورة طغت عليها الاضطراب وانعدام التنظيم، ووثق الفيديو، الذي يبدو أنه التقط من علو مركبات الجيش الأفغاني وهي تغادر وسط المدينة.
ونقلت “فرانس برس” عن أحد سكان المدينة أن القوات الحكومية انسحبت بصورة جماعية إلى منشأة عسكرية خارج المدينة.
أكل وشرب في قصر حاكم نيمروز
ورصد فيديو ثالث عناصر من حركة طالبان يستمتعون بوقتهم داخل قصر حاكم ولاية نيمروز في جنوبي أفغانستان، بعد أن سيطروا على الولاية قبل أيام.
ويقع القصر في مدينة زرنغ، عاصمة الولاية، وهي أول مركز ولاية يسقط في قبضة طالبان خلال العملية العسكرية المتسارعة التي أطلقتها أخيرا.
وكان عناصر طالبان يجلسون على كراسي صالون فاخر في القصر، فيما افترش آحرون الأرض.
ولهذه الولاية أهمية استراتيجية، إذ إنها تقع على الحدود مع باكستان وإيران.
أمراء الحرب.. استسلام مثير للريبة
رغم الشجاعة التي كانوا يتميزون بها في السابق، إلا إن أمراء الحرب في أفغانستان، على غرار عطا محمد نور، الرجل القوي في مدينة مزار الشريف شمال البلاد، والأوزبكي عبد الرشيد دوستم لم يتمكنا هذه المرة من الصمود أمام زحف طالبان ومساعدة الرئيس أشرف غني الذي حاول أن يستنجد بهما. فالرجلان أكدا أنهما “وقعا ضحيتين لخيانة متأصلة” وأن مقاومة الميليشيات انتهت “نتيجة لمؤامرة كبيرة منظمة وجبانة”. فهل انتهى عهد أمراء الحرب في أفغانستان؟
في مدينة مزار شريف في شمال البلاد، طلب غني مساعدة الرجل القوي عطا محمد نور وأمير الحرب الأوزبكي عبد الرشيد دوستم، إذ إنهما معروفين بقتالهما المستميت ضد طالبان خلال تسعينات القرن الماضي، كما أنهما بقيا شخصيتين مؤثرتين خلال العقدين الماضيين من الحرب.
في الأيام التي سبقت هزيمتهما، بدا القائدان الأشيبان كأنهما المحاربين القديمين اللذين كانا عليهما خلال سنوات الشباب، وصرح دوستم للصحافيين الأسبوع الماضي بعد عودته إلى مزار شريف أن “طالبان لم تتعلم إطلاقا من الماضي”، مشيرا إلى مجزرة نفذها مقاتلوه ضد عناصر في الحركة في 2001. وأضاف “أتى مقاتلو طالبان إلى الشمال مرات عدة لكنهم كانوا دائما محاصرين. ليس من السهل عليهم الخروج”.
أما نور فلجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لإصدار تحذيراته ونشر صورا لمقاتلين من طالبان قتلتهم قواته فيما توعّد بالقتال حتى الموت. وكتب على تويتر “أفضّل الموت بكرامة على الموت من اليأس” إلى جانب منشورات أخرى تنطوي على تحد تتعهد “الدفاع عن الوطن”.
وفي مقطع فيديو نشر على فيس بوك السبت، تحدث نور ببزته العسكرية، بهدوء فيما كانت تسمع طلقات نارية من مكان قريب، في نهاية المطاف، لم تنجح الشجاعة في هزيمة المتمردين.
ومساء السبت، هُزمت مليشيات المحاربَين المخضرمَين بعد استسلام الوحدات العسكرية الأفغانية التي كانت تدعمها. وفر كل من دوستم ونور عبر الحدود الأوزبكية القريبة.
وكتب نور على تويتر أنهما كانا ضحيتين لخيانة متأصلة، مضيفا أن مقاومة الميليشيات انتهت “نتيجة لمؤامرة كبيرة منظمة وجبانة”.. لم يقدّم أي تفاصيل إضافية.
في الوقت نفسه، أظهر مقطع فيديو نُشر على حسابات في وسائل التواصل الاجتماعي مناصرة لطالبان، مجموعة من مقاتلين شباب تابعين لطالبان وهم يمشطون مسكن دوستم المتخم بالأثاث ويبحثون في الخزائن.
وجاءت هزيمة نور ودوستم بعد أيام من أسر مقاتلي طالبان في مدينة هرات (غرب) الرجل القوي إسماعيل خان، وكان خان قبيل هزيمته، يبدو كأنه الشخص القوي الذي حكم بقبضة من حديد لعقود، لدرجة أنه لقب بـ”أسد هرات”، وقال خان الشهر الماضي “نطالب كل القوات الأمنية المتبقية بالمقاومة بشجاعة”.
لكن خان أجبر الجمعة على التقاط صور مع مقاتلي طالبان وإجراء مقابلة مع وسيلة إعلامية تابعة للمتمردين. وبعد كل الوعود الضخمة، كانت النهاية مذلّة.
المرأة.. عمل “مشروط بالحجاب” ورجم “بيد الحاكم”
مع إعلان حركة طالبان وصول مقاتلي الحركة العاصمة واحتشادهم حول كابل من جميع الاتجاهات، أعلن متحدث باسم الحركة المتشددة “ننتظر تسليم السلطة سلمياً، ونريدها في أسرع وقت ممكن”، مؤكداً أن قيادات الحركة أصدرت أوامرها للقوات بالبقاء عند مدخل كابل وعدم دخول المدينة بانتظار انتقال سلمي للسلطة.
وقال في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي): “نسعى لتشكيل حكومة يشارك فيها جميع الأفغان”، مضيفاً “سنحترم حقوق المرأة، وسنسمح لها بالتعليم والعمل على أن ترتدي الحجاب” مبيناً أن العقوبات المتعلقة بالإعدام والرجم ستكون بيد المحاكم.
الملاهي تحت سيطرة عناصر الحركة
أظهرت صورة تداولتها وسائل إعلام عناصر من حركة طالبان وهم يلهون داخل إحدى مدن الألعاب بعد سيطرتهم على ولاية هرات.
ويوما بعد يوم، تواصل حركة طالبان توسعها في أفغانستان، حيث سيطرت، الجمعة، على لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب البلاد، وأقرت وقفا لإطلاق النار لـ 48 ساعة لإخلاء المدينة من المسؤولين السياسيين والإداريين والجيش الأفغاني.
كما استولت في نفس اليوم على مدينة بولي علم عاصمة ولاية لوغار على بعد 50 كلم من كابل، وموازاة مع ذلك أعلن الناطق باسم حاكم غور استيلاء طالبان على شغشران عاصمة هذه الولاية بدون مقاومة في وسط البلاد.
ملصقات “نساء” ممسوحة خوفا من غضب الحركة
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة لصاحب محل في العاصمة الأفغانية كابول، يعمد إلى مسح ملصقات عليها صور نساء أمام محله، خوفا من غضب عناصر “طالبان” الذين بسطوا سيطرتهم على جميع أنحاء البلاد.
الصورة أثارت جدلا واسعا بشأن مستقبل البلاد المحتمل تحت ظل عناصر الحركة، والذي كشف قيادات “طالبان” عن ملامحه بالسعي نحو إلزامية التقيد بالحجاب للنساء وتحريم الملصقات، والتفكير في إعادة عقوبات الرجم.