250 خلف القضبان.. الأمم المتحدة تطالب حكومات العالم باطلاق سراح الصحفيين المحتجزين في اليوم العالمي لحرية الصحافة
ديفيد كاي المقرر الخاص بحرية التعبير: الصحفيون يتعرضون لعقوبات منذ تفشي كورونا.. أطلقوا سراح المحتجزين
الأمين العام: الصحفيون يقدمون “الترياق” لـ”جائحة التضليل المحيطة بالفيروس.. شكرا لهم على مواجهة السلطة بالحقيقة
كتب – محمود هاشم
شدد المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير في الأمم المتحدة، ديفيد كاي، على الدور الحاسم للصحافة الحرة، خاصة خلال الأزمة الصحية، مؤكدا أن وسائل الإعلام المستقلة مثلت في الأشهر الأخيرة “أداة أساسية للمعلومات العامة،” حيث كشف الصحفيون عن قصص خداع حكومية، في الوقت الذي يساعدون فيه الناس في كل مكان على فهم طبيعة الوباء ونطاقه.
وقال كاي إن احتجاز الصحفيين بسبب أداء عملهم يتعارض بشكل مباشر مع الالتزام بضمان بيئة مواتية لوسائل الإعلام، ووفقا لبيانات لجنة حماية الصحفيين، يوجد حاليا حوالي 250 صحفيا حول العالم خلف القضبان.
ودعا المقرر الأممي إلى إنهاء تجريم الصحافة، مشيرا إلى أن ذلك يبدأ بإطلاق سراح الصحفيين المحتجزين “على وجه السرعة، وبالإضافة إلى أن الاحتفال باليوم الدولي لحرية الصحافة يعد بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام التزامها بحرية الصحافة، وكما أنه يوم للتأمل بين الإعلاميين حول قضايا حرية الصحافة وأخلاقيات المهنة.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش إلى توفير حماية أكبر للصحفيين، الذين وصفهم بأنهم يقدمون “الترياق” لـ”جائحة التضليل المحيطة بفيروس كورونا – كوفيد 19″.
وفي رسالة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، ناشد الأمين العام الحكومات – وغيرها – ضمان تمكين الصحفيين من أداء عملهم طوال فترة تفشي جائحة كوفيد-19 وما بعدها.
ويجئ الاحتفال باليوم العالمي لحرية هذا العام، الذي يتم إحياؤه في 3 مايو، بعنوان “مزاولة الصحافة دون خوف أو محاباة، قرارات مستنيرة يمكن أن تنقذ حياة الناس”، بحسب بيان للأمم المتحدة.
وأشار الأمين العام إلى أن الصحفيين والعاملين في وسائل الإعلام يطلعون بدور بالغ الأهمية في المساعدة على اتخاذ قرارات مستنيرة، وفي الوقت الذي يكافح فيه العالم جائحة كوفيد- 19، فإن تلك القرارات يمكن أن تنقذ حياة الناس من الموت.”
وقال إن تفشي هذه الجائحة اقترن أيضا “بجائحة ثانية تتمثل في تضليل الناس سواء عن طريق نشر نصائح صحية مضرة أو بالترويج لنظريات المؤامرة بطريقة لا تعرف حدا تقف عنده.”
وشدد على أن الصحافة تكافح هذه الجائحة بما تقدمه من أنباء وتحليلات علمية مؤكدة ومدعومة بالوقائع، لكنه أشار إلى أنه منذ بدء تفشي هذه الجائحة يتعرض العديد من الصحفيين للمزيد من القيود والعقوبات “لا لشيء سوى أنهم يؤدون عملهم.”
ولئن كانت القيود المؤقتة المفروضة على حرية التنقل ضرورية للتغلب على جائحة كوفيد-19، دعا جوتيريش إلى عدم إساءة استعمالها كذريعة لإضعاف قدرة الصحفيين على القيام بعملهم.
وأعرب جوتيريش بمناسبة هذا اليوم، عن شكره لوسائل الإعلام على تقديم الحقائق والتحليلات؛ “وعلى مساءلة القادة – في جميع القطاعات؛ وعلى مواجهة السلطة بالحقيقة،” معربا عن تقديره، بوجه خاص، لأولئك الذين يساهمون في إنقاذ حياة الناس بفضل ما يقدمون من تقارير عن قضايا الصحة العامة.
واختتم الأمين العام رسالته مناشدا الحكومات أن تحمي العاملين في وسائل الإعلام، وتعزز حرية الصحافة وتحافظ عليها، فذلك أمر أساسي لمستقبل يسوده السلام وينعم فيه الجميع بالعدالة وحقوق الإنسان.”