تقرير لـ”مراسلون بلا حدود” عن الحملات الإعلامية ضد الصحفيين خلال سنوات: تشويه سمعة واتهامات بالخيانة وزرع الفوضى
تقرير: الصحفيون مجبرون على التواري عن الأنظار لتجنب الزج بهم في السجن.. ومناخ ممارسة المهنة “شبه مستحيل”
كشفت مؤسسة “مراسلون بلا حدود” في تقرير من 27 صفحة بعنوان “دمى الرئيس” عن مساعدة عدد من الشخصيات البارزة الموالية للسلطات الحاكمة في مصر ووسائل الإعلام الخاضعة لسيطرة الدولة في إطلاق حملات تشهير ضد من تبقى في البلاد من صحفيين ناقدين للسلطة.
وأوضح التقرير أن حملات التشهير ضد الصحفيين اتخذت بعدًا جديدًا تمامًا منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي زمام الأمور في عام 2013، ووصلت الحملات إلى ذروة جديدة منذ عام 2019 بعد سيطرة أجهزة المخابرات على وسائل الإعلام، وفقا للتقرير.
وقالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، إن “التقرير يركز على الجانب الخفي للانتهاكات المرتكبة ضد الصحفيين في مصر، حيث بيئة العمل التي لا تُطاق بسبب حملات الكراهية والتنمر والتشهير”، مضيفة أن “هذه الهجمات تتم تحت إشراف أجهزة الدولة المصرية بتواطؤ مع مذيعين يُعدون من نجوم المشهد الإعلامي في البلاد”.
وجمعت “مراسلون بلا حدود” عشرات العناوين التهجمية والزائفة التي تستهدف الصحفيين المستقلين في الجرائد والمواقع المصرية، ومن بين هذه الأوصاف “عميل لجهات أجنبية” و”بوق الإخوان” “شخص ذو أخلاق سيئة”، ناهيك عن الاتهام بـ”خيانة الوطن” تارة و”زرع الفوضى” تارة أخرى، حيث يتم اللجوء لكل الأساليب والطرق لتشويه سمعتهم المهنية أو حياتهم الشخصية.
وبالإضافة إلى الانتهاكات التي عادة ما تقوم مراسلون بلا حدود برصدها وتوثيقها، يعرب العديد من المراسلين المصريين عن استيائهم من الحملات الإعلامية الموجهة ضدهم، حيث تخلق هذه المنشورات بيئة لا تُطاق بالنسبة لهم مما يجبرهم على التواري عن الأنظار لتجنب الزج بهم في السجن، علماً أن أربعة منهم يشيرون في التقرير إلى العواقب الوخيمة التي يتركها هذا المناخ على عملهم وحياتهم اليومية، ما يجعل ممارسة مهنتهم أمراً شبه مستحيل.
وسلطت “مراسلون بلا حدود” الضوء على ما يصاحب هذه الحملات الإعلامية من تنسيق وعمل ممنهج، موضحة أن هذا النوع من الهجمات يتبع نفس النمط، حيث يقف وراءها مذيعون مشهورون يشوهون سمعة الصحفيين المستقلين في قنوات تحظى بشعبية واسعة، وهي في الأصل محطات تلفزيونية خاضعة لسيطرة أجهزة استخبارات الدولة.
ويجسد أحمد موسى بامتياز نموذج المذيع المشهور المدافع بشراسة عن الحكومة التي يكاد يصبح متحدثاً باسمها وناطقاً بلسانها، وهو الذي وضع كل ما في جعبته من تأثير في خدمة السلطة، علماً أن برنامجه “على مسؤوليتي”، الذي يُبث على قناة صدى البلد، يحظى بمتابعة ملايين المصريين. وقد هاجم بحدة العديد من الصحفيين الذين لا يتبعون الخط الرسمي، مثل صحفي الجزيرة السابق، يسري فودة، الذي قال عنه “إنه رجل يكره الدولة المصرية ومؤسساتها، لدرجة جعلت الشعب المصري يكرهه”.
ففي غضون ساعات قليلة، تنتشر هذه التصريحات انتشار النار في الهشيم عبر جميع المنابر الإعلامية ويجد الصحفيون المستهدَفون أنفسهم غارقين وسط مقالات تتناقل تلك الاتهامات والشتائم بالحرف.
يُذكر أن مصر تحتل المرتبة 168 (من أصل 180 بلداً) على جدول التصنيف العالمي لحرية الصحافة، الذي نشرته مراسلون بلا حدود في 2022.