يميني متطرف.. رئيس الأرجنتين الجديد يحذر حركات المقاومة الاجتماعية بعد ساعات من انتخابه: اليوم تبدأ نهاية الانحطاط
وكالات
حذر الرئيس الأرجنتيني اليميني المتطرف خافيير ميلي، في خطاب ألقاه مساء الأحد 19 نوفمبر 2023 بعد ساعات من إعلان فوزه برئاسة البلاد، من حركات مقاومة اجتماعية محتملة لإصلاحاته، قائلا: “اليوم تبدأ نهاية الانحطاط” وتنطلق “إعادة إعمار الأرجنتين”، محذرا من أنه لن تكون هناك “أنصاف حلول”.
ومتوجها إلى الآلاف من أنصاره، شدد ميلي من مقر حملته في بوينس آيرس بعد فوزه على وزير الاقتصاد الوسطي سيرخيو ماسا، على أن “هذه ليلة تاريخية للأرجنتين”، وتابع “اليوم تنتهي طريقة مورِسَت بها السياسة، وتبدأ طريقة أخرى”.
وأضاف: “نحن نواجه مشاكل هائلة: التضخم والركود ونقص الوظائف الحقيقية وانعدام الأمن والفقر والبؤس، هذه مشاكل لن تحل إلا إذا تبنينا أفكار الحرية مرة أخرى”.
وحذر ميلي الذي يدعو منذ عامين إلى العلاج بالصدمة لاقتصاد أنهكه تضخم مزمن يبلغ حاليا 143% على مدى عام واحد، قائلا “لا يوجد مجال للتدرج ولا مجال للفتور أو لأنصاف الحلول”، مستكملا: “نعلم أن هناك أشخاصا سيقاومون ويريدون الحفاظ على نظام الامتيازات (الذي يستفيد منه) البعض ولكنه يفقر الغالبية. أقول لهم: كل ما هو في القانون جائز، ولكن ليس ما هو خارج القانون”.
ومن المقرر أن يتولى الاقتصادي اليميني المتطرف رئاسة الأرجنتين رسميا في 10 ديسمبر 2023، خلفا للرئيس البيروني (يسار وسط) ألبرتو فرنانديز.
وحقق ميلي مفاجأة كبيرة بحصوله على 55,95% من الأصوات، وفق ما أظهرت نتائج جزئية رسمية، فيما حصل منافسه وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا على 44,04% بعد فرز 86% من الأصوات.
وقال ماسا: “واضح أن النتائج لم تكن ما أملنا به، وتحدثت مع خافيير ميلي لتهنئته، وأتمنى له التوفيق، لأنه الرئيس الذي انتخبته غالبية الأرجنتينيين للسنوات الأربع المقبلة”.
وصوت الأرجنتينيون الأحد في دورة ثانية من الانتخابات الرئاسية تنافس فيها الليبرالي ميلي والوسطي ماسا، وسط توترات نادرا ما عرفت البلاد لها مثيلا منذ عودة الحكم الديمقراطي قبل أربعين عاما.
وحدد التضخم وهو من أعلى المعدلات في العالم (143% خلال عام) والفقر الذي طال 40% من السكان رغم برامج الرعاية الاجتماعية، والديون المستعصية، وتراجع قيمة العملة، معالم دورة الاقتراع التي يأمل الأرجنتينيون بأن تخرجهم من الأزمة الاقتصادية.
وبدت خطط إنعاش ثالث أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية متضاربة جدا، حيث تشهد البلاد ارتفاعا في الأسعار من شهر لآخر، وحتى من أسبوع لآخر، في حين انخفضت الأجور، بما في ذلك الحد الأدنى للرواتب، إلى 146 ألف بيزو (400 دولار).
ووصلت الإيجارات إلى مستويات باتت بعيدة عن متناول كثيرين، وتلجأ ربات الأسر إلى المقايضة للحصول على ما يحتجن إليه، على غرار ما حدث بعد الأزمة الاقتصادية الحادة عام 2001.
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة بوينوس آيرس في وقت سابق هذا العام، أن 68% من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما مستعدون للهجرة إذا سنحت لهم الفرصة.
وتتعرض البلاد لضغوط من أجل ضبط الإنفاق وسداد قرض بقيمة 44 مليار دولار حصلت عليه عام 2018 من صندوق النقد الدولي، بسبب التراجع الحاد في احتياطات النقد الأجنبي.
وما زاد توتر الوضع، تلميح معسكر ميلي في الأسابيع الأخيرة إلى محاولات تزوير، من دون تقديم شكوى رسمية، ولقي ميلي ترحيبا في مركز الاقتراع، حيث هتف ناخبون “الحرية، الحرية”، مؤكدا أن معسكره “بخير، هادئ جدا، رغم حملة التخويف”.
في سياق متصل، هنأت الولايات المتحدة الأحد الرئيس الأرجنتيني المنتخب خافيير ميلي على فوزه في الانتخابات، مشيدة بـ”الإقبال الكبير والسير السلمي لعملية التصويت”.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إن هذه الانتخابات هي “شهادة للمؤسسات الانتخابية والديمقراطية في الأرجنتين”، مضيفا أن الولايات المتحدة “تتطلع إلى العمل مع الرئيس المنتخب ميلي وحكومته بشأن أولويات مشتركة”.
من جهته هنأ الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري دونالد ترامب الأحد، ميلي على انتخابه رئيسا للأرجنتين، معتبرا عبر شبكته الاجتماعية تروث سوشال أنه سيعمل على “تغيير” بلاده، وكتب متوجها إلى ميلي “أنا فخور جدا بك. ستغير بلدك وتجعل الأرجنتين عظيمة مرة أخرى”.
ومن البرازيل، هنأ الرئيس السابق اليميني المتطرف جايير بولسونارو (2019-2022) ميلي، قائلا إن “الأمل يشرق مجددا” في المنطقة.
وكتب بولسونارو على منصة إكس (تويتر سابقا) “تهانينا للشعب الأرجنتيني على فوز خافيير ميلي. الأمل يشرق مرة أخرى في أمريكا الجنوبية”، وأضاف أنه يأمل بأن “تهب الرياح الجيدة على الولايات المتحدة والبرازيل” حتى “يعود الصدق والتقدم والحرية”.