يا مهزلة فرعون.. موسى الشوارع عاد| تجمع المهنيين يشيد بـ”مليونية 13 نوفمبر”: الانتقال للدولة المدنية هو المدخل الوحيد للغد المأمول
البيان: جرائم المجلس الانقلابي بحق الثوار السلميين والمستمرة إلى اليوم تؤكد أن لا مكان لزبانيته إلا في قاع الجحيم
كتب – أحمد سلامة
حيّا تجمع المهنيين السودانيين، الاحتجاجات السودانية التي خرجت اليوم تلبية لدعوة المشاركة في “المليونية” للاحتجاج على الانقلاب العسكري وخطواته التي اتخذها خلال الفترة الأخيرة والتي كان آخرها إصدار مرسوم بتشكيل مجلس سيادة جديد.
وقال البيان “التحية لجماهير شعبنا الباسلة وهي تلقن الانقلابيين اليوم درسًا باهرًا في معاني الشرف والكرامة التي تجرّد منها الانقلابيون وهم يواجهون المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والعنف البدني، يجهل الانقلابيون مراس وشكيمة من يواجهون، ثائرات وثوار لا راد لهم عن غاياتهم وحقهم المشروع في سودان ديمقراطي مدني حر، دفعوا وما بخلوا في سبيله أطهر الدماء وأغلى الأثمان وإلى اليوم”.
وأضاف “التحية الخالصة للجان المقاومة وتنسيقياتها، غرسًا أينع بامتداد حارات وأحياء وفرقان السودان، جيلًا جاي حلو الشهد، لقد أكدوا بمليونيات اليوم أن ثورة ديسمبر قد تفتحت أملًا ووعدًا وأنها حقًا ثورة شعب، لهم الإعزاز والإجلال وهم يعلنون انبلاج فجرٍ جديد يتحدث فيه الشعب فترجف كلماته الطغاة، تقدموا بعزيمة وعبقرية لقيادة المقاومة الظافرة لتحرير السودان من عهود القهر والنهب وتزييف الإرادة، وأعلنوها بهتافات صدعت بها جنبات الأرض، أن شعبنا لن يكون كمًا سائبًا في معادلات النخب والمحاور والانقلابيين”.
وتابع “جرائم المجلس الانقلابي بحق الثوار السلميين والمستمرة إلى اليوم، تؤكد أن لا مكان لزبانيته إلا في قاع الجحيم، وأن الانتقال للدولة المدنية الخالصة والملتزمة بأهداف التغيير الجذري هو المدخل الوحيد الممكن للغد المأمول، سيكمل شعبنا المشوار رغم وحشية وقمع قوات العمالة والاحتلال، وستنتصر إرادته بفعاليات مقاومته السلمية المستمرة التي تنتقل من نصر إلى نصر، ومن خطوة إلى أخرى، بمواصلة تشبيك وتكامل قواه الثورية حول تالي الخطوات، لننعم وأجيالنا القادمة بالعيش في وطن الحرية والكرامة وسيادة القانون.. يا مهزلة فرعون، موسى الشوارع عاد”.
من جانبها، أعربت الولايات المتحدة عن “أسفها العميق” لسقوط قتلى خلال احتجاجات اليوم السبت في السودان ضد استيلاء الجيش على السلطة، مؤكدة إدانتها “للاستخدام المفرط للقوة”.
وقالت السفارة الأمريكية في السودان، في تغريدة عبر “تويتر”، مساء اليوم السبت: “تعرب سفارة الولايات المتحدة عن أسفها العميق للخسائر في الأرواح وإصابة عشرات المتظاهرين اليوم الذين خرجوا من أجل الحرية والديمقراطية، وتدين الاستخدام المفرط للقوة”.
وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن مقتل 5 متظاهرين على الأقل برصاص عناصر الجيش خلال الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد السبت ضد استيلاء العسكريين على الحكم.
وقبل قليل، أكد تجمع المهنيين السودانيين ارتفاع أعداد الشهداء الذين سقطوا جراء المواجهات مع قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي انطلقت اليوم اعتراضا على الانقلاب العسكري إلى خمسة شهداء.
وقال التجمع في بيان نشره منذ قليل “أوردت التقارير الطبية ارتقاء خمسة شهداء برصاص المجلس الانقلابي اليوم، لهم الرحمة وعالي الجنان، كما تتواتر أنباء حول إصابات متعددة بالرصاص في عدة مواقع من مواكب العاصمة”.
وأضاف “تقوم قوات (الاحتلال) كذلك باقتحام مستشفى الأربعين بأم درمان ويحاصر مستشفيات أخرى لمنع علاج المصابين في مسلك يكشف مدى الخسة والوضاعة المتأصلة فيهم”.
وأردف البيان “نناشد جميع الثائرات والثوار في المواكب وفي الشوارع الرئيسية بالذات الانتباه لتوجيهات القيادة الميدانية وفرق الرصد لتجنب المواقع التي يشتبه فيها بوجود قناصين من مرتزقة الانقلابيين.. سيهزم الانقلابيون مهما تعالوا أو طغوا”.
ويمر السودان بانقلاب عسكري جديد حيث أعلن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، حل مجلس السيادة والحكومة وفرض حالة الطوارئ في البلاد، بعدما تم إيقاف معظم الوزراء والمسؤولين المدنيين في السلطة، فيما تتصاعد الضغوط الدولية من أجل عودة المدنيين الى السلطة.
وحاول الجيش استيعاب الانتقاد الدولي عبر إعادة رئيس الوزراء المقال، عبد الله حمدوك، الذي كان بين الموقوفين، إلى منزله، بعد تشديد دول غربية والأمم المتحدة على ضرورة الإفراج عنه، لكن مكتبه قال إنه لا يزال “تحت حراسة مشددة”، مشيرا الى أن عددا من الوزراء والقادة السياسيين لا يزالون قيد الاعتقال في أماكن مجهولة.