وسط تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية.. الاحتلال يواصل غاراته المكثفة على محيط مجمع الشفاء الطبي في غزة
واصل طيران الاحتلال الحربي ومدفعيته، القصف العنيف لمحيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، ما خلف عشرات الشهداء والجرحى، في ظل تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية حقيقية، بفعل غياب الخدمات الأساسية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” بأن عشرات جثامين الشهداء ملقاة في ساحة المجمع وفي محيطه، ولم تتمكن طواقم الإسعاف من الوصول إليها لإخلائها، بسبب كثافة النيران والاستهداف المباشر من قبل آليات الاحتلال.
وأشارت “وفا” إلى أن القصف المدفعي طال قسم العناية المكثفة في المستشفى ما أدى إلى استشهاد مواطن وإصابة عدد آخر، إضافة إلى استشهاد ثلاثة مواطنين كانوا موصولين على أجهزة التنفس الاصطناعي داخل القسم المستهدف.
ولفت مراسل الوكالة الفلسطينية المحاصر في مجمع الشفاء الطبي، إلى إصابة عدد من المواطنين جراء القصف الذي استهدف الطابق الأخير من مبنى القدس داخل المجمع.
ولفت كذلك إلى أن دبابات الاحتلال تتمركز على بعد 200 متر من الجهتين الشمالية والجنوبية لمجمع الشفاء، مؤكدا أنه منذ الساعة التاسعة من مساء أمس الجمعة، لم تصل مركبة اسعاف إلى المجمع، نظرا لكثافة النيران.
ونوه إلى أنه لا يمكن للطواقم الطبية في مجمع الشفاء التنقل من مبنى إلى اخر داخل المجمع، بما يشمل إخلاء الشهداء والجرحى في محيطه، نظرا لأن دبابات الاحتلال المتوغلة غرب مدينة غزة والطائرات المسيرة تستهدف كل جسم متحرك في المنطقة.
ويحاصر الاحتلال مجمع الشفاء الطبي منذ فجر السبت، حيث قصف معظم البنايات المجاورة له وعددا من المباني داخله، بينما يتواجد الآلاف من الجرحى والنازحين داخله، دون كهرباء، ولا طعام، ولا ماء، ولا وقود، فيما تتكدس عشرات الجثامين في ساحاته، لعدم تمكن المواطنين من دفنها.
وحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فهناك صعوبة لإخلاء مجمع الشفاء الطبي، لأن هناك أكثر من 60 مريضا بالعناية المكثفة، وأكثر من 40 رضيعا في قسم الخدج والحضانة، وأكثر من 500 مريض في أقسام غسيل الكلى.
وفي السياق، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أن دبابات الاحتلال تتمركز حاليا على بعد 20 مترا من مستشفى القدس التابع لها، والكائن في مدينة غزة.
وأفادت الجمعية في بيان صحافي، أن الاحتلال يطلق النار بشكل مباشر على المستشفى، ما خلق حالة من الهلع بين النازحين الذين لجأوا إلى المستشفى.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، السبت، عدوانه على قطاع غزة المحاصر، لليوم الـ36 منذ بداية الهجمات، موقعا آلاف الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتدمير في الأبراج والمنازل والبنايات السكنية، والممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية.
وشنت حركة حماس عملية عسكرية مباغتة في السابع من أكتوبر الماضي أطلقت عليها “طوفان الأقصى” وتسلل مقاتليها إلى داخل الأراضي المحتلة، في إطار حق الفلسطينيين المشروع في الدفاع عن حقوقهم المشروعة وأراضيهم المحتلة، وفي ظل صمت عالمي على انتهاكات التي يقوم بها الاحتلال على مدار ستة عقود من الاحتلال العسكري العدائي على مجموع السكان المدنيين.
وبلغ عدد القتلى الإسرائيليين أكثر من 1400 والجرحى إلى 3 آلاف جراء عمليات التوغل المباغت الذي نفذته حماس. وتوقفت سلطات الاحتلال منذ أيام عدة عن إعلان الحصيلة الكلية للقتلى الإسرائيليين.
في المقابل، وصلت حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي تجاوز 11 ألف شهيد، من بينهم 4500 طفل و3 آلاف امرأة و700 مسن، في حين بلغ عدد الجرحى، أكثر من 27 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال.