وزير السياحة يشارك في اجتماع الدورة الـ 27 للمجلس الوزاري العربي للسياحة

كتب – أحمد سلامة

شارك وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، اليوم الأربعاء، في اجتماع الدورة السابعة والعشرين للمجلس الوزاري العربي للسياحة، الذي انعقد في القاهرة بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
وكان الوزير قد ترأس اجتماع المكتب التنفيذي للمجلس في اليوم السابق، حيث ناقش مجموعة من الموضوعات التي تخص القطاع السياحي في العالم العربي.
في الجلسة الافتتاحية، عبر الوزير عن شكره لدولة قطر على رئاستها الناجحة للدورة السابقة للمجلس، متمنياً التوفيق لسلطنة عمان في تولي رئاسة الدورة المقبلة. كما أشار إلى المناقشات المهمة التي تمت في اجتماع المكتب التنفيذي، مثمناً الجهود التي بذلها المشاركون في مناقشة التحديات التي تواجه السياحة في المنطقة العربية، إلى جانب التوصل إلى توصيات ستتم مناقشتها في هذا الاجتماع.
أوضح الوزير أن اجتماع المكتب التنفيذي كان فرصة لمناقشة العديد من المواضيع التي تهم صناعة السياحة، بما في ذلك التحديات البيئية والسياسية التي تواجه المنطقة، التي قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على السياحة. كما أشار إلى أهمية مواجهة هذه التحديات بشكل جماعي وبالتعاون بين الدول العربية.
من أهم المواضيع التي تم تسليط الضوء عليها كانت التحديات التي تطرحها التكنولوجيا الحديثة، ولا سيما الذكاء الاصطناعي. فقد شدد الوزير على ضرورة أن تكون هذه القضية ضمن أولويات الدول العربية في مجال السياحة، خصوصاً في ظل التفاوت بين الدول في كيفية التعامل مع هذه التكنولوجيا. واعتبر أن التحدي الأكبر يتمثل في حوكمة استخدام الذكاء الاصطناعي ووضع قواعد وقوانين تحكم التعامل معه في سياق السياحة.
وأضاف الوزير أن التعاون المشترك بين الدول العربية أمر بالغ الأهمية لبحث كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع السياحة. وأوضح أن الاستراتيجية العربية للسياحة هي إطار عمل أساسي لعدد من المبادرات المشتركة، ويجب أن تكون إدارة هذه المبادرات قائمة على تحديد أهداف دقيقة وتوقيتات واضحة.
كما تحدث عن أهمية التعاون البيئي بين الدول العربية، مشيراً إلى ضرورة تحويل مذكرات التفاهم إلى اتفاقيات رسمية، لتكون أكثر قوة وفاعلية في تنفيذ المشاريع البيئية المرتبطة بالسياحة. وتطرق إلى موضوع اختيار عاصمة السياحة العربية لعام 2025، مهنئاً مدينة بغداد على فوزها بهذا اللقب. ولفت إلى أن المعايير التي تحكم اختيار العواصم هي معايير واضحة ومحددة، وأن الشفافية ستكون جزءاً أساسياً من هذه العملية، حيث تقرر أن يشارك عضو من الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في عملية الاختيار.
وتم خلال الاجتماع أيضاً مناقشة عدد من المواضيع البارزة التي من شأنها دعم وتطوير السياحة العربية، مثل دعم الاقتصاد الفلسطيني في المجال السياحي، وتطوير منتج سياحي إقليمي مشترك، وكذلك تحسين قدرة الدول العربية على التكيف مع التغيرات المناخية التي تؤثر على القطاع السياحي. كما تم التطرق إلى مفهوم السياحة الذكية والابتكار السياحي، وأهمية العمل المشترك بين الدول العربية لتعزيز هذه المجالات.
واستعرض المجلس توصيات المكتب التنفيذي بشأن الموضوعات المطروحة، حيث تم إقرار دعم السياحة في فلسطين، تعزيز السياحة المستدامة، والتأكيد على أهمية التفاعل مع السياحة الرقمية والذكاء الاصطناعي. كما تم التأكيد على دور السياحة في دعم التراث الثقافي والحضاري العربي، بالإضافة إلى تطوير مؤشرات وإحصاءات سياحية دقيقة تعكس واقع القطاع السياحي في الدول العربية.
ورحب المجلس في نهاية الاجتماع بمشاركة مصر في تنظيم مؤتمر دولي في مدينة شرم الشيخ في فبراير المقبل، حيث سيجمع بين وزارة السياحة والآثار المصرية والمنظمة العربية للسياحة واتحاد المصارف العربية. سيركز المؤتمر على دور المصارف العربية في تنمية السياحة في المنطقة، وقد تمت دعوة الدول الأعضاء للمشاركة في هذا الحدث الهام.
كما تم تحديد موعد الدورة القادمة للمجلس الوزاري العربي للسياحة، التي ستعقد في ديسمبر 2025 في مدينة بغداد، حيث سيتم خلالها مناقشة العديد من القضايا المتعلقة بتطوير القطاع السياحي في المنطقة.
وبالعودة إلى اجتماعات المكتب التنفيذي التي سبق هذا الاجتماع، فقد كانت هناك فرص كبيرة للنقاش بين الدول العربية حول كيفية تعزيز التعاون في مجال السياحة، مع التركيز على تقديم حلول للمشاكل المشتركة التي تواجه قطاع السياحة في المنطقة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *