وزير الري لوفد الحكومة الأمريكية: إثيوبيا لا تحتاج مياه ورفضت الربط الكهربائي.. والملء الأحادي لسد النهضة أدى لجفاف في السودان
عبد العاطي: الماشية في إثيوبيا تستهلك ما يعادل حصتي مصر والسودان من مياه النيل سنويا.. ونصيب الفرد فيها من المياه 7500 متر مكعب
مصر لديها ندرة في المياه ونصيب الفرد لا يتعدى 650 مترا.. وأي نقص في الموارد المائية يؤثر على العمالة الزراعية ويزيد الهجرة غير الشرعية
وزير الري: المل الأحادي للسد أدى لجفاف في السودان وزيادة العكارة بمحطات المياه.. وإثيوبيا تقدم معلومات مغلوطة
إثيوبيا رفضت الربط الكهربائي بين الدول الثلاث وحتى الآن لم تشغل التوربينات لتوليد الكهرباء من سد النهضة
كتب – فارس فكري
قارن الدكتور محمد عبد العاطي وزير الري مع وفد أمريكي المواد المائية المصرية والإثيوبية ومخاطر بناء سد النهضة على دولتي المصب وادعاءات إثيبوبيا حول توليد الكهرباء من السد.
وقال عبد العاطي إن الملء الأحادي أدي إلى جفاف وعكارة للمياه في السودان، مشيرا إلى أن إثيوبيا رفضت الربط الكهربائي بين لادول الثلاث كما أنها لم تولد الكهرباء حتى الآن من السد بلإضافة إلى التعنت أثناء التفاوض، مؤكدا أن مصر أبدت مرونة كبيرة استمرت أكثر من عقد.
وقال الدكتور محمد عبدالعاطي، وزير الموارد المائية والري، إن 94% من أراضي إثيوبيا خضراء، في حين أن نسبة الأراضي الخضراء في مصر لا تتعدى 5%.
وأضاف أن إثيوبيا تمتلك أكثر من ١٠٠ مليون رأس من الماشية، تستهلك ٨٤ مليار متر مكعب سنوياً من المياه، تعادل حصتي مصر والسودان من مياه النيل مجتمعتين.
جاء ذلك خلال لقاء وزير الري، مع ماثيو باركس، خبير المياه بالحكومة الأمريكية، ونيكول شامبين نائبة السفير الأمريكي بالقاهرة، وممثلين عن السفارة الأمريكية .
واستعرض عبدالعاطي، خلال اللقاء، الموقف الراهن لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي، مع إجراء مقارنة بين الموارد المائية في كل من مصر وإثيوبيا.
وأضاف أن حصة إثيوبيا من المياه الزرقاء (المياه الجارية بالنهر) تصل إلى نحو ١٥٠ مليار متر مكعب سنوياً.
ونوه إلى وجود ٥٥ مليار م٣ في بحيرة تانا، و ١٠ مليارات م٣ في سد تكيزى و ٣ مليارات م٣ في سد تانا بالس، و ٥ مليارات م٣ في سدود فنشا وشارشارا ومجموعة من السدود الصغيرة.
وأشار وزير الري إلى أن هذه الكميات، تأتي بخلاف ٧٤ مليار م٣ مقرر أن يحتجزها سد النهضة.
ويبلغ متوسط كمية الأمطار التي تتساقط علي إثيوبيا نحو ٩٠٠ مليار متر مكعب سنوياً، ويصل نصيب الفرد من المياه في إثيوبيا إلى ٧٥٠٠ متر مكعب سنوياً، ولا تعتمد علي أي موارد مائية من خارج حدودها.
وتابع عبدالعاطي، أن مصر تعتمد بنسبة ٩٧% على المياه المشتركة من نهر واحد فقط، هو نهر النيل، ولا يتعدى نصيب الفرد من المياه في مصر ٥٦٠ مترا مكعبا سنوياً.
وأشار إلى تمتع دول منابع النيل بوفرة مائية كبيرة، حيث تصل كمية الأمطار المتساقطة على منابع النيل إلى (١٦٠٠ – ٢٠٠٠) مليار متر مكعب سنويا من المياه، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه كمية الأمطار المتساقطة علي مصر ١.٣٠ مليار متر مكعب سنوياً.
وأكد امتلاك بعض هذه الدول أنهارا أخرى غير نهر النيل، حيث يوجد بدولة إثيوبيا على سيبل المثال ١٢ نهرا، كما تمتلك دول الحوض عشرات الملايين من الأفدنة التى تروى مطرياً
وأكد أن التغيرات المناخية أصبحت واقعاً نشهده فى العديد من الظواهر المناخية المتطرفة، التى ضربت العديد من دول العالم، وأحدثت فيها خسائر هائلة.
وأضاف أن الندرة المائية والتغيرات المناخية تزيد من صعوبة الوضع في إدارة المياه فى مصر، وتجعلها شديدة الحساسية تجاه أى إجراءات أحادية تقوم بها دول المنابع.
أكد عبدالعاطي، أن مصر أبدت مرونة كبيرة خلال مراحل التفاوض المختلفة بشأن سد النهضة، لرغبتها في التوصل لاتفاق عادل وملزم فيما يخص ملء وتشغيل السد.
واستعرض عبدالعاطي، خلال اللقاء، الموقف الراهن لمفاوضات سد النهضة الإثيوبي، مشيراً إلى ضرورة وجود إجراءات محددة للتعامل مع حالات الجفاف المختلفة، في ظل اعتماد مصر بشكل رئيسي على نهر النيل.
وأوضح وزير الري، أن مصر قامت بمحاولات عديدة لبناء الثقة خلال مراحل التفاوض، إلا أن ذلك لم يقابل بحسن نية من الجانب الإثيوبي.
ونوه إلى أن مصر اقترحت إنشاء صندوق للبنية التحتية بالدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) ليفتح مجالاً للتعاون، ولكن لم يتم تفعيله حتى الآن.
وأضاف أن مصر طرحت فكرة ربط شبكات الكهرباء بالدول الثلاث، ولكن إثيوبيا رفضت هذا المقترح ايضاً.
وشدد على أن أي نقص في المياه بمصر، سيؤثر على العاملين بقطاع الزراعة، مما سيتسبب في مشاكل اجتماعية، وعدم استقرار أمني في المنطقة، ويزيد من معدلات الهجرة غير الشرعية.
أوضح وزير الموارد المائية والري، الأضرار التى تعرضت لها السودان، نتيجة الملء الأحادي لسد النهضة في العام الماضي.
وأكد عبد العاطي، أن الملء الأحادي في العام الماضي تسبب في معاناة السودان من حالة جفاف قاسية، أعقبتها حالة فيضان عارمة، بسبب قيام الجانب الإثيوبى بتنفيذ عملية الملء الأول بدون التنسيق مع دولتى المصب.
وأشار إلى إطلاق الجانب الإثيوبي كميات من المياه محملة بالطمي خلال شهر نوفمبر الماضي، بدون إبلاغ دولتى المصب، ما تسبب في زيادة العكارة بمحطات مياه الشرب بالسودان.
أكد الوزير تعمد الجانب الإثيوبي إصدار بيانات مغلوطة حول إدارة سد النهضة.
وأشار إلى أن محاولة تخفيف الآثار السلبية الناتجة عن الإجراءات الأحادية الإثيوبية، التي أحدثت ارتباكا في نظام النهر، يتكلف مبالغ ضخمة تقدر بمليارات الدولارات.
وتابع أن الجانب الإثيوبي يوحي بأنه مضطر لملء سد النهضة؛ باعتباره ضرورة إنشائية، وبغرض توليد الكهرباء، وهو أمر مخالف للحقيقة.
وعلل وزير الري، بأن الدليل على ذلك، هو قيام الجانب الإثيوبي بالملء خلال العام الماضي، رغم عدم جاهزية توربينات السد لتوليد الكهرباء.
وأشار إلى تكرار نفس السيناريو هذا العام، بدون توليد للكهرباء أيضاً حتى الآن، ولم يتم تشغيل توربينات التوليد المبكر بالسد.
وأكد عبدالعاطي، أن هذا الأمر يثير العديد من التساؤلات حول إصرار إثيوبيا على ملء السد، بدون توليد كهرباء.