وزير الخارجية يتواصل مع نظيره الروسي والقاهرة وموسكو يدفعان لوقف الانفجار.. ووسائل إعلام: روسيا تتوجس من تل أبيب وتتحاشى دعم طهران

كتب – أحمد سلامة

أجرى وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً مطولاً مع نظيره الروسي سيرجي لافروف، مساء الثلاثاء، في محاولة مصرية لكبح دوامة التصعيد التي تهدد بإشعال الشرق الأوسط بالكامل، وذلك في خضمّ تصاعد نيران المواجهة بين إسرائيل وإيران.

وبحسب بيان رسمي للخارجية المصرية، فإن الاتصال جاء تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتكثيف التحركات الدولية لوقف التدهور المتسارع في المنطقة.

وأعرب الجانبان المصري والروسي عن القلق من انفلات الوضع، فقد أكد الوزيران رفضهما الكامل لأي حلول عسكرية، ودعمهما المطلق للمسار الدبلوماسي باعتباره الطريق الوحيد لإنهاء الأزمة وتفادي كارثة إقليمية.

وأكد الجانبان، أن تصعيد إسرائيل ضد إيران ينذر بنتائج وخيمة تتجاوز حدود الدولتين، وقد يشعل فتيل انفجار أوسع.. وناقشا بالتفصيل اتصالات الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع عدد من قادة الدول الكبرى بهدف وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات.

في المقابل، جاءت مواقف الكرملين على لسان المتحدث باسمه، ديمتري بيسكوف، لتكشف عن خيبة أمل روسية من سلوك إسرائيل التي “لا تبدي أي رغبة في حل سلمي”، بل وتذهب نحو تهديد مباشر بقصف رموز النظام الإيراني، في مقدمتهم المرشد الأعلى علي خامنئي، وفق ما ألمح إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وفي الوقت الذي تعرض فيه إيران لضربات إسرائيلية متتالية طالت منشآت نووية وقواعد صاروخية، وأسفرت عن مئات القتلى والجرحى، لم تطلب طهران أي دعم عسكري من موسكو، وهو ما أكدته مصادر مقربة من الكرملين لوكالة بلومبرج.

وتؤكد الوكالة أن روسيا، التي تعاني من عزلة دولية بسبب حربها المستمرة في أوكرانيا، اختارت أن تراقب المشهد الإيراني الإسرائيلي بقلق صامت، دون أي نية للتدخل المباشر.

ورغم أن موسكو عرضت وساطتها بين طهران وتل أبيب، إلا أنها تدرك، بحسب مراقبين روس، أن إسرائيل غير مهتمة بأي شكل من أشكال الوساطة حالياً، خاصة إذا كان هدف حملتها تغيير النظام في إيران.. وقد اعتبر خبراء روس أن أي دور وساطة جدي لن يكون ممكناً إلا إذا شمل الولايات المتحدة، وليس إيران وحدها.

وتتداخل الحسابات الجيوسياسية في الأزمة بشكل معقد، فروسيا ترى في استمرار الصراع فرصة لتعزيز موقعها دوليًا، بل وربما لتحسين شروطها في المواجهة مع الغرب، خصوصاً إذا أدى التصعيد إلى رفع أسعار النفط أو صرف الانتباه الدولي عن حربها في أوكرانيا. ولكن، في المقابل، فإن سقوط النظام الإيراني قد يُفقد موسكو واحداً من أهم حلفائها في الشرق الأوسط، ويهدد مشاريع استراتيجية مثل ممر النقل الروسي-الإيراني بين الشمال والجنوب، المصمم لتقويض تأثير العقوبات الغربية.

وفي هذا السياق، أشاد وزير الخارجية الروسي بمبادرة مصرية جمعت توقيع 23 دولة عربية وإسلامية على بيان مشترك يدعو إلى وقف إطلاق النار الفوري والعودة للمفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني. إشادة تعكس، بحسب مراقبين، ثقة روسية متزايدة بدور القاهرة المحوري في ضبط إيقاع المنطقة ومنع انزلاقها نحو كارثة شاملة.

وفي ظل رفض روسيا تقديم دعم عسكري لطهران، وفتورها في ممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل، تبقى القاهرة، بدبلوماسيتها النشطة، واحدة من القنوات القليلة الفاعلة في محاولة إعادة أطراف الصراع إلى طاولة التفاوض، وسط سباق محموم بين الدبلوماسية والصواريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *