وزراء ومثقفون وأكاديميون ينعون جابر عصفور: وداعا صاحب البصمات البارزة في الفكر والتنوير
إيناس عبدالدايم: الثقافة المصرية والعربية فقدت أحد أعمدتها الراسخة.. وأبوغازي: حان وقت الوداع للصديق والمعلم ومشيد الصروح الثقافية
فاروق حسني: عصفور كان مثقفاً قيماً أثرى الحياة الثقافية والأدبية.. والخشت: فقدنا واحدا من القامات العلمية الكبيرة
نور فرحات: عصفور كان مدافعا صلبا عن العقلانية والتنوير وضد التعصب والخرافة.. وإكرام يوسف: احترم الكفاءة والموهبة دون أن يعرف صاحبها
صابر عرب: فقدنا عَلَما كبيرا.. ومصطفى كامل السيد: اختفى أحد النجوم الباقية في حياتنا الثقافية
نعى العديد من الكتاب والمثقفين والشخصيات العامة والمؤسسات الثقافية والأكاديمية، وزير الثقافة الأسبق والمفكر والناقد الكبير الدكتور جابر عصفور، الذي وافته المنية صباح اليوم الجمعة، عن عمر يناهز الـ77 عاما.
ونعت الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة، والهيئات والقطاعات الكاتب والمفكر والباحث الكبير الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق الذى غيبه الموت صباح اليوم الجمعة، عن عمر يناهز 77 عاما بعد صراع مع المرض.
وقالت الوزيرة، في بيان، إن الثقافة المصرية والعربية فقدت احد أعمدتها الراسخة.
وأضافت أن الراحل وضع بصمات بارزة فى مجال التنوير وحقق الكثير من الإنجازات الخالدة به، مشيرة إلى دوره الرائد فى البحث الأكاديمي وإدارة المواقع الثقافية التى تولاها، وتابعت أنه مثل الصديق والأب والمعلم لكل من شاركه العمل، وتوجهت بالعزاء لأسرته وأصدقائه ومحبيه، داعية الله أن يتغمد الفقيد برحمته.
وزير الثقافة الأسبق الدكتور عماد أبو غازي نعى صديقه الراحل، قائلا: “حان وقت الوداع”، مضيفا: “عرفت الدكتور جابر عصفور لأول مرة من قرابة 50 سنة، في العام الدراسي 1972/1973 عندما التحقت طالًبًا بكلية الآداب جامعة القاهرة، كان وقتها شابًا قارب عامه الثلاثين، كان ضمن مجموعة من الشباب الواعد في كلية الآداب”.
وتابع: “عرفته عن بعد فلم أكن طالبًا في المجموعات التي يدرس لها؛ اللقاء الأول الحقيقي الذي تعارفنا فيه كان في عام 1988 عندما عملت معه في الاحتفال بمناسبتين كبيرتين؛ الأولى مئوية طه حسين، والثانية حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب، ومن يومها لم تنقطع الصلة، التي تحولت من علاقة العمل والتعلم من الأستاذ إلى الصداقة والمودة”.
وواصل أبو غازي: “اليوم أودع الدكتور جابر عصفور الأستاذ والمعلم والناقد والمفكر ومشيد الصروح الثقافية، لكن قبل ذلك وبعده أودع جابر عصفور الصديق والإنسان، لروحه السلام ولهالة وأحمد ولكل أسرته وأصدقائه وتلاميذه ومحبيه العزاء، لقد رحل الجسد لكن الميراث الكبير الذي تركه جابر عصفور سيحفظ ذكراه حية دوما”.
وقال وزير الثقافة الأسبق الدكتور صابر عرب إنه برحيل جابر عصفور تكون الثقافة المصرية قد فقدت أحد أعلامها الكبار، مضيفا، عبر حسابه على “فيسبوك”: “رحم الله الدكتور جابر، وتقبله بفيض محبته، خالص العزاء لكل محبيه ولكل الداعين لشيوع ثقافة إعمال العقل”.
كما نعى وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني، الدكتور جابر عصفور، قائلا: “أنعي بمشاعر الحزن والآسى، الصديق العزيز والمفكر الكبير الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، كان مثقفاً قيماً أثرى الحياة الثقافية والأدبية في مصر والعالم العربي بعلمه الغزير”.
وأضاف: “أسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، ويؤنسه برحابه، ويلهم أسرته وأصدقائه وتلامذته ومحبيه الصبر والسلوان”.
وقال رئيس جامعة القاهرة محمد الخشت، إن جامعة القاهرة فقدت اليوم واحدا من القامات العلمية الكبيرة، حيث يعد من أهم النقاد والمفكرين فى الوطن العربي، وهو صاحب مدرسة علمية في العقلانية والدرس الأدبي والفكري.
“كنت أعتزم أن أتصل بالدكتور جابر عصفور صباح اليوم، لأسأل عن صحته، وأنقل له تمنياتي بمناسبة العام الجديد، ولكن فاجأني الخبر المحزن برحيله عن عالمنا”، يقول الدكتور مصطفى كامل السيد أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس أمناء حزب التحالف الشعبي الاشتراكي”.
ويوضح: “هكذا يختفي واحد من النجوم القليلة الباقية في حياتنا الثقافية، والذي كنا نتعلم منه ليس تحليله للأدب فقط، ولكن نظرته إلى أحوالنا من خلال رؤيته لأعمال الروائيين والشعراء”.
ويؤكد: “أحببت كثيرا ما كتبه عن شاعري المفضل صلاح عبد الصبور، كما لمست مقالاته عن تاريخ الدفاع عن استقلال الجامعة وترا حساسا في قلبي، عزائي الصادق لقرائه ومحبيه وزميلتي العزيزة وزوجته دكتور هالة فؤاد”.
ونعى الدكتور محمد نور فرحات إلى مصر والأمة العربية مثقفا رفيع القدر، وهو الأستاذ الدكتور جابر عصفور، قائلا: “نفسي والأصدقاء والتلاميذ والزملاء وعارفي فضله”.
وأوضح فرحات أن عصفور ساهم بتأثير بالغ في إثراء الثقافة العربية، وهو من تلاميذ العلمين سهير القلماوي وطه حسين، ودافع دفاعا صلبا عن العقلانية والتنوير وضد التعصب والخرافة.
وقالت الكاتبة الصحفية إكرام يوسف: “رحم الله الدكتور جابر عصفور، لم تجمعني به علاقة شخصية، ولم أقابله سوى ثلاث أو أربع مرات!! لكن لن أنسى -بعد قراءته لترجمتي كتاب “دور جامعة القاهرة في بناء مصر الحديثة” – أنه كلف مكتبه بالبحث عن “المترجم” إكرام يوسف بأي شكل، وتكليفه بترجمة كتاب “الاحتجاج الهادئ” الذي كان مطلوب ترجمته بصورة عاجلة بمناسبة الاحتفال بمئوية قاسم أمين”.
وأضافت: “اتصل المكتب للسؤال عن “الأستاذ” إكرام يوسف، وعندما ذهبت للقائه قال لي إنه اعتقد في البداية أن اسم “اكرام” لرجل، وقال كلاما طيبا جدا في تقييمه لترجمتي، لأنه كان قد قرأ الكتاب في نسخته الإنجليزية بسبب معرفته بالمؤلف”.
وتابعت: “بعدها اتصل بي ليقول إن عنده كتابا يعتقد أنني أفضل من يقوم بترجمته، وكلفني بترجمة كتاب “روح مصر القديمة” وعرفت أنه أوصى بوضع اسمي تحت تصنيف “مترجم متميز”، وأبلغني أنه يتابع أعمالي ويؤمن بقدراتي، وبعدها طلب إعادة نشر ترجمتي لكتاب أحمد عبد الله “الطلبة والسياسة في مصر”.
واستكملت: “إلى الرجل الذي احترم ما اعتبره كفاءة وموهبة من دون أن يعرف صاحبها، ولا حتى يعرف إذا كان صاحب هذه الموهبة رجلا أم سيدة، لعلها تكون في ميزان حسناته عندما يقول الناس؛ له ماله وعليه ما عليه”.
وولد عصفور في المحلة الكبرى في 25 مارس 1944، وهو كاتب ومفكر وباحث وأكاديمي، كان رئيس المجلس القومي للترجمة، وأمينًا عامًا للمجلس الأعلى للثقافة في مصر ووزيرًا للثقافة فيها.
وحصل المفكر الراحل على الليسانس من قسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة القاهرة، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف، في يونيو 1965م، وحصل على درجة الماجستير بتقدير ممتاز فى يوليو 1969، عن رسالة بعنوان “الصورة الفنية فى التراث النقدى والبلاغى”.
وشغل عصفور وظيفة معيد في القسم نفسه، في 1966، كما شغل وظيفة مدرس مساعد في 1969، وشغل وظيفة مدرس بالقسم في 1973، وعمل أستاذا مساعدا (زائرا) للأدب العربى، بجامعة وسكونسن – بالولايات المتحدة الأمريكية، منذ أغسطس 1977 إلى أغسطس 1978م.
وشغل وظيفة أستاذ مساعد بقسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة القاهرة، اعتبارًا من أكتوبر 1978، كما عمل أستاذا زائرا في جامعات صنعاء وستوكهولم، وهارفارد وغيرها.
كما عين أمينا عاما للمجلس الأعلى للثقافة من 24/1/1993 إلى 24/3/2007، وقائما بأعمال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية من 7/7/1997 وحتى 4/3/1998، وعضوا بالمجلس القومى للمرأة ومقرر لجنة الثقافة والإعلام وعضو المكتب التنفيذى بالمجلس القومى للمرأة منذ تأسيسه.
وشغل عصفور عضوية لجنة الآداب والدراسات اللغوية بمكتبة الإسكندرية منذ تشكيلها مارس 2003، ومدير المركز القومى للترجمة من 28/3/2007 إلى 30/1/2011.
وتولى عضوية اتحاد الكتاب، القاهرة.مجلس إدارة جمعية النقاد، االمجلس الأعلى لرعاية الآداب، لجنة الدراسات الأدبية، القاهرة، سكرتير عام الرابطة المصرية لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا، فضلا عن عضوية لجان تحكيم الجوائز القومية: جوائز الدولة التشجيعية، مصر. جائزة مؤسسة التقدم العلمى، الكويت. جائزة سلطان العويس، الإمارات.
وشغل منصب رئيس تحرير مجلة فصول، وعضو هيئة تحرير مجلة قضايا وشهادات 1990-1992، مستشار تحرير مجلات: المهد، الأردن ألف، الجامعة الأمريكية. عالم الفكر، وزارة الإعلام، الكويت. مجلات كلية الآداب، جامعات صنعاء واليرموك والكويت وبغداد والرياض والإمارات.
وشغل عصفور عضوية الهيئة الاستشارية لمشروع “كتاب فى جريدة” الصادر عن اليونسكو، وعضو الهيئة الاستشارية لمشروع “كتاب للجميع” الصادر عن جامعة الدول العربية.عضو الهيئة الاستشارية للمجلة العربية للعلوم الإنسانية الصادرة عن جامعة الكويت.مستشار تحرير مجلة الجسرة الثقافية الصادرة عن نادى الجسرة الثقافى الاجتماعى بقطر، ورئيس تحرير دورية نجيب محفوظ الصادرة عن المجلس الأعلى للثقافة 2008 إلى 2011.
ولدى الوزير الراحل العديد من المؤلفات منها: الصورة الفنية فى التراث النقدى والبلاغى، (الطبعة الأولى، دار الثقافة، القاهرة 1974)، مفهوم الشعر، دراسة فى التراث النقدى، (الطبعة الأولى، دار الثقافة، القاهرة 1978). المرايا المتجاورة، دراسة فى نقد طه حسين، (الطبعة الأولى، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1983).
كما كتب: قراءة التراث النقدى (الطبعة الأولى، دمشق، 1991)، التنوير يواجه الإظلام (الطبعة الأولى، القاهرة 1992). محنة التنوير (الطبعة الأولى، القاهرة 1992، دفاعا عن التنوير (الطبعة الأولى، القاهرة 1993)، هوامش على دفتر التنوير، (الطبعة الأولى، بيروت 1993)، إضاءات، الهيئة العامة لقصور الثقافة 1994، أنوار العقل، الهيئة المصرية العامة للكتاب 1996، مواجهة الإرهاب –قراءة فى الأدب الروائى –الهيئة المصرية العامة للكتاب 2003. فى محبة الأدب –الهيئة المصرية العامة للكتاب 2003، دفاعا عن المرأة –كتاب اليوم- مؤسسة الأخبار- جريدة الأخبار- مارس 2007)، وغيرها.
ومن ترجماته: عصر البنيوية، الماركسية والنقد الأدبى، والنظرية الأدبية المعاصر، اتجاهات النقد المعاصر، وسارك في ترجمة العديد من المؤلفات الأخرى.
وحصل عصفور على جائزة أفضل كتاب فى الدراسة النقدية، وزارة الثقافة – القاهرة 1984، جائزة أفضل كتاب فى الدراسات الأدبية، مؤسسة الكويت للتقدم العلمى، الكويت،1985.جائزة أفضل كتاب فى الدراسات الإنسانية، معرض الكتاب الدولى، القاهرة 1995، الوسام الثقافى التونسى من رئيس جمهورية تونس، أكتوبر 1995.
وحصل أيضا على جائزة سلطان بن على العويس الثقافية، الدورة الخامسة 1996/1997 فى حقل الدراسات الأدبية، جائزة الإبداع العربى فى مجال الآداب – مؤسسة الفكر العربى، 2007.جائزة اليونسكو للثقافة العربية – الشارقة للثقافة العربية – باريس 2008، الجائزة التقديرية فى مجال الأدب – جامعة القاهرة، 2007، جائزة التميز فى مجال الإنسانيات – جامعة القاهرة 2008، جائزة الدولة التقديرية فى مجال الآداب – المجلس الأعلى للثقافة، 2009، وسام المكافأة الوطنية من درجة قائد من ملك المغرب، فبراير 2010.