وداعا “ماما جميلة” رحيل جميلة كامل رائدة أدب وصحافة الطفل ورئيسة تحرير “مجلة سمير” وصاحبة مشروع تمصير حكاياتها
كتب- محمود هاشم:
توفيت الكاتبة الصحفية الكبيرة ورئيسة تحرير مجلة سمير سابقا، جميلة كامل، وفق ما أعلنت نجلها أحمد الراعي، ابن الرائد المسرحي الراحل د. علي الراعي، صباح اليوم الأحد.
وتعد جميلة كامل، المعروفة باسم “ماما جميلة” من أبرز رائدات أدب الأطفال وصحافة الطفل في مصر، حيث يعرفها الكثيرون من سلسلة “أولاد وبنات” مع دار المعارف، ورأست تحرير مجلة سمير فى فترة قصيرة خلال فترة السبعينيات.
ونعى د. علاء عوض أستاذ الكبد بمعهد تيودر بلهارس ماما جميلة قائلا ” الأستاذة جميلة كامل، واحدة من رائدات صجافة الطفل فى مصر، ورئبسة تحرير مجلة سمير سابقا، والتى ساهمت فى بناء وجدان العديد من أطفال هذا الجيل، وزوجة الرائد المسرحي المثقف الكبير الراحل د. علي الراعي ووالدة صديق عمري د. أحمد الراعي والصديقة ليلى الراعي ود. لميس الراعي، وشقيقة المناضل الاشتراكى الراحل سعد كامل، وداعا يا أيتها الجميلة ماما جميلة.. خالص العزاء لكل الأسرة ولكل محبيها”
في حوار سابق مع مجلة “نصف الدنيا”، حكت جميلة عن تجربة لم تنسها يوما من بالها، قائلة: “فى عام 1966 جاء الأستاذ أحمد بهاء الدين إلى دار الهلال رئيسا لمجلس إدارتها، وأنشأ قسمأ خاصأ لكتب الأطفال برئاسة السيدة نتيلة راشد، أما مجلة سمير فقد أسند لى رئاسة تحريرها، ومنذ البداية وقف فى صف فكرة الاستغناء عن المسلسلات الأجنبية (الكوميكس الأجنبية) لتكون مجلة سمير مجلة عربية، ورأى كذلك أهمية أن يكون الكتاب والرسامون مصريين ليعبروا بصدق عن وطنهم”.
أضافت: “عدت إلى البيت فى ذلك وأنا مهمومة ومشغولة البال، بارك الجميع لى بالمنصب الجديد، وفرح أولادى أشد الفرح بعدما عرفوا بهذا الخبر السعيد، لأنهم يتابعون مجلة سمير منذ البداية، ال’ن سوف يطالبون بمزيد من المفآجات والهدايا التى كانت المجلة تقدمها مع كل عدد، وسوف يطالبون كذلك باعادة نشرالقصص والمغامرات التى أحبوها، مسئولية جديدة وخطيرة صرت أحملها فوق أكتافى، كيف يمكننى أن أتخلى عن نشر القصص الأجنبية والكوميكس التى طالما أحبها وتعلق الصغار بأبطالها؟ الموضوع ليس سهلا ويحتاج الى وقت طويل حتى نبتكر أبطالا مصريين يحبهم أطفالنا”.
عادت جميلة في غد اليوم التالي إلى دار الهلال، وعقدت اجتماعا بالمحررين والفنانين، وتوضح: “كانت أمامنا على الطاولة العديد من القصص والكوميكس الأجنبية المعدة للنشر والجاهز للطباعة، لكننى وضعتها جانبا، وحدثت فريق العمل عن المشروع الجديد وأهميته بالنسبة لمصروخطورة الاستمرار فى نشر القصص الأجنبية لما ترسبه من مفاهيم غريبة ومختلفة عن مجتمعنا، علاوة على الأبطال الذين يشكلون خطرا على عقول الأطفال مثل الرجل الخارق الذى ليس له أساس علمى ولا واقعى، فضلا على أنه يشجع ثقافة العنف والقوة والفهلوة، ويبعد أطفالا عن التفكيرالواقعى الذى نحتاجه فى الحقيقة”.
وتابعت: “لدهشتى وجدت المحررين والفنانين متحمسين لهذا المشروع، وكانت سعادتى كبيرة عندما اكتشفت أن عندنا قمم من الفنانين يرغيون فى خوض التجربة، أذكر منهم الفتات القدير محيى اللباد، بهجت عثمان، حجازى، الشاعر فؤاد حداد، وعدلى رزق الله، ومجدى نجيب، وسمير عبدالباقى، وآخرين”.
قدمت هذه التوليفة على صفحات المجلة قصصا متنوعة مثل: عنترة بن شداد، تنابلة الصبيان، سمير وتهته، دندش وكراوية، زغلول أفندى والشاويش بركات، واهتمموا كذلك بقصص التراث، وحرصنا أيضا على تقديم الفكاهة والكوميكس التى تبعث البهجة والضحك، أما الهدايا فكانت ركنا أساسيا مهما بالنسبة لنا، وكانت فرصة للبتكار والابداع من جانب فريق العمل، ولم يتراجع التوزيع بعد عملية التمصير هذه كما كنت أخشى”.
واستكملت: “ابتكرنا فى مجلة سمير أبطالا قوميين، ونافست سلسلة أولاد وبنات قصص الألغاز، كما أسعدنى أن تسير ابنتى ليلى الراعي على الدرب نفسه الذى سرت فيه، وتصبح مثلى رئيس تحريرمجلة أطفال وتنجح فى عملها، فالعمل فى مجال الأطفال له خصوصية مختلفة عن أى صحافة أخرى، فكل كلمة نكتبها وكل قصة نحكيها للطفل هى بمثابة نور يساعده على النمو الصحيح، فأى مهمة نبيلة تلك التى شرفت بها”.