والدة سولافة مجدي في رسالة مؤثرة بعد 4 أشهر بلا تواصل: مش أنت اللي تنكسري ولا هيأس من الكتابة عنك.. عمرك ما هتكوني مجرد رقم
كل يوم بصحى على صوتك.. مش قادرة أتنفس ولا استحمل بعدك وحسام أكتر من كده .. ونفسي خالد يكبر قدام عينيكي أنت وحسام
كل يوم أربعاء عندي أمل أستلم منك رسالة.. متأكدة أنك بتكتبي بس مش بيوصلنا واللي بيعمل كده قصده يكسرنا.. #عايزين_جواب
محمود هاشم
بعثت تغريد زهران والدة الزميلة الصحفية سولافة مجدي، برسالة مؤثرة إلى ابنتها المعتقلة منذ نوفمبر الماضي، بعد 4 أشهر من انقطاع وسائل التواصل معها، عقب قرار منع الزيارات للمسجونين، في مارس الماضي.
وقالت تغريد عبر حسابها على فيسبوك: “إيه يا ست البنات، عايزة أسألك ليه ما طلعتيش رسالة، كل يوم أربعاء بيكون عندي أمل استلم منك رسالة للأسف برضه ما استلمنا رسالة منك، مع العلم ناس كتير استلموا رسايل ولما نسأل برضه نفس الجواب، بيقولو ما طلعت، هو أنتي زعلانة مني يا روحي طيب”.
وأضافت: “أنا بعمل كل اللي بقدر عليه وأنتي بالنسبة لي الحياة، عمرك ما هتكوني رقم لا أنتي ولا حسام، على فكرة عمره ما حد يقدر يكسرني أنتي عارفة ليه، علشان أنتي بنتي أنا قوية بيكي وليكي، علشان أنتي جدعة، بس أنا اللي صعبان عليا بعدك عن لولو وسؤاله عليكي باستمرار حتى حفظ يوم الأربعاء لازم يوصله جواب”.
وتابعت تغريد، التي توجهت لزيارة ابنتها اليوم في سجن القناطر للاطمئنان على أوضاعها، دون تلقي رد من إدارة السجن: “أنا متأكدة أنك بتكتبي لنا بس مش بيوصلنا، واللي بيعمل كده قصده يكسرنا، أنا أكتر واحدة في الدنيا عارفاكي، مش أنتي اللي تتكسري، ولا أنا هيأس من الكتابة عنك ولا هستسلم”.
وتصر والدة سولافة على الذهاب إلى سجن القناطر كل يوم أربعاء، منذ قرار منع الزيارات، آملة في انفراجة قريبة في سبيل الاطمئنان على أوضاع ابنتها.
وواصلت والدة سولافة: “أنتي عارفة ليه علشان أنا مؤمنة بيكي وبجدعنتك، ونفسي لولو (خالد) يكبر يوم بعد يوم قدام عنيكي أنتي وحسام، أنا دايما بقول له ماما وبابا دول أجدع وأحسن حد في الدنيا، علشان كده هما سافروا، وأتمنى ما طولش فترة الغياب علشان قلبي موجوع قوي قوي”.
واستكملت: “بصي يا حبيبتي أنا مش بكتب علشان أصعب على حد لا علشان لما تيجي بالسلامة، تعرفي قد إيه أنتي مهمة ليا أنا ولولو والحياة من غيرك أنتي وحسام مش حياة، أنتي عارفة كل يوم بصحى الصبح على صوتك وحشتيني يا نور عيني ووحشتني كلمة يا توتو منك، أنا مش قادرة اتنفس من غيرك، يلا تعالي والله يا ماما أنا تعبت مش قادرة استحمل بعدكم خلاص كفاية كده، بحبك يا بنت عمري”.
يذكر أنه تم القبض على الصحفية سولافة مجدي من أحد الكافيهات في منطقة الدقي برفقة زوجها الزميل المصور حسام الصياد، وآخرين، بتاريخ 26 نوفمبر 2019 وتم اقتيادهم إلى قسم شرطة الدقي.
وبتاريخ 27 نوفمبر2019 تم التحقيق معها في نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة بتهم مشاركة جماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة وتم حبسها احتياطيا.
وقالت والدة سولافة في تصريحات لدرب أمس ” إن أسرة سولافة لا تعلم شيئا عن أوضاعها داخل سجن القناطر منذ مارس الماضي كما أنها لم تتلق أي رسالة منها طوال هذه الفترة، وتضيف: “طالبت مسئولين بالسجن بمجرد طمأنتي عليها، أو حتى القول إنها بصحة جيدة ولو كذبا، إلا أن ردهم دائما إنه لا جديد في الأمر”.
وتستطرد: “كل مرة أسأل مسئول تفتيش الزيارات عن أخبارها يقول لي المرة اللي جاية، ومش راضيين حتى يطلعوا لي ورقة يطمنوني بيها عليها، وكل مرة أجري وراه علشان أسمع منه رد مختلف، يقول لي مفيش عندنا حاجة نقولها”.
وتوضح تغريد أنها تقدمت بـ5 بلاغات للنائب العام – منذ فترة منع الزيارات – تشكو فيها من عدم قبول إدارة السجن الزيارات التي تحضرها إلى ابنتها، حيث تم منع 3 زيارات منها دون إبداء أسباب، فضلا عن حرمانها من حقها القانوني في التواصل مع أسرتها طوال هذه الفترة.
ولفتت إلى أنها حاولت التواصل مع عدد من أهالي السجينات المحبوسات معها لطمأنتها عليها، إلا أنهم أيضا خائفون من حدوث أي تعنت ضدهم أو ضد بناتهم حال إخباري بأي معلومة، حتى وإن كانت عن أوضاعها الصحية.
وتابعت: “الوضع اللي بنعيشه مفيش بشر يتحمله، أنا مش طالبة أكتر من أنهم يطمنوني على بنتي، أو يبلغوني رسالة منها تقول لي يا ماما أنا كويسة، ليه مستكترين علينا حاجة زي كده، وإيه الضرر اللي هيعود عليهم في أني أتطمن عليها وأطمن أختها وابنها الصغير، اللي كل شوية بيسألني هي ماما هترجع من السفر إمتى وبطلت تبعت لي رسايل ليه”.
واستكملت والدة سولافة: “إحنا عايشين كل يوم في 24 ساعة في قهر وظلم، وإحنا شايفين ولادنا كأنه عدد اترموا جوة السجون من غير ما حد يسأل فيهم، كل الناس قلوب أهاليها محروقة زي ما أنا محروقة، إحنا بقينا عايشين بالاسم بس، أنا بتحرك على رجليا بالعافة علشان خاطر ابنها، وبخاف أبص في عينيه وهو بيسألني عنها وأنا مش لاقية رد”.
Pingback: Egypt: Apparent Covid-19 Outbreaks in Prisons – Human Rights Watch