والدة سولافة مجدي تكشف تفاصيل 4 أشهر من انقطاع أخبارها: لم نتلق رسالة واحدة منها منذ مارس.. عايزة ورقة تطمني على بنتي
ابنها خالد بيسألني ماما هترجع إمتى وبطلت تبعت لي رسايل ليه.. وبخاف أبص في عينيه وأنا مش لاقية رد: قلبي محروق عليها
باروح السجن كل أربع للحصول على معلومة.. ومنعوا 3 زيارات من الدخول لها وقدمنا 5 شكاوى للنائب العام
طالبت من مسئولين بالسجن طمأنتي عليها أو حتى القول إنها بصحة جيدة ولو كذبا لكن ردهم دائما: لا جديد
مش طالبة أكتر من أنهم يطمنوني.. أو يبلغوني رسالة تقول لي يا ماما أنا كويسة.. إيه الضرر اللي هيعود عليهم؟
محمود هاشم
“4 شهور ما نعرفش عنها حاجة، من آخر زرناها يوم 8 مارس.. 115يوم بالتمام والكمال لا حس ولاخبر، ما خرجش فيهم منها ولا جواب، ولا حد يعرف عنها أي حاجة، لا المحامين يعرفوا، ولا أهالي البنات اللي معاها اللي بيخرج لهم جوابات كل مرة يعرفوا. ولا حد خالص حتى بتوع السجن ما بيردوشيقولوا كويسة. هكذا تروي تغريد زهران، والدة الصحفية سولافة مجدي معاناتها طوال 4 أشهر من الغياب التام ومنع الزيارات، والتواصل معها بأي طريقة ولو من خلال خطاب.
لم تمر الأشهر الأربعة الأخيرة على أهالي المعتقلين كغيرهم، مناسبات وأعياد غاب فيها أحباؤهم عن الحضور قسرا تاركين مقاعدهم شاغرة، بينما يواجهون هاجسين فيروس كورونا وحقيقة أوضاع بناتهم وأبنائهم داخل السجون، زيارات دورية يقضونها أمام أبواب السجون أملا في تلقي أي رسالة طمأنة من ذويهم، بعد قرار منع الزيارات، ولحظات حزن وقهر تصيبهم في طريقهم للعودة خالين الوفاض، بينما لا يملون من سلك جميع السبل مجددا أملا في انفراجة قريبة، كل هذا وأكثر تواجهه يوميا، والدة سولافة مجدي، بعد انقطاع أي وسيلة تواصل مع ابنتها طوال هذه الفترة حتى الآن.
أسرة سولافة لا تعلم شيئا عن أوضاعها داخل سجن القناطر منذ مارس الماضي – تاريخ قرار منع الزيارات – كما لم تتلق أي رسالة منها طوال هذه الفترة، بحسب ما تحكي تغريد لـ”درب”، وتضيف: “طالبت مسئولين بالسجن بمجرد طمأنتي عليها، أو حتى القول إنها بصحة جيدة ولو كذبا، إلا أن ردهم دائما إنه لا جديد في الأمر”.
8 مارس الماضي، كان آخر مرة ترسل فيها تغريد زيارة لابنتها، تضمنت حينها رسائل منها ومن شقيقتها ونجلها خالد ذي السنوات الست، بالإضافة إلى بعض العصائر والمعلبات، ومنذ حينها انقطعت كافة وسائل التواصل بينهم.
على الرغم من ذلك، تصر والدة سولافة على الذهاب إلى سجن القناطر كل يوم أربعاء، منذ قرار منع الزيارات، ومن المقرر أن تستكمل رحلتها الصعبة خلال زيارتها غدا، آملة في انفراجة قريبة في سبيل الاطمئنان على أوضاع ابنتها.
وتستطرد: “كل مرة أسأل مسئول تفتيش الزيارات عن أخبارها يقول لي المرة اللي جاية، ومش راضيين حتى يطلعوا لي ورقة يطمنوني بيها عليها، وكل مرة أجري وراه علشان أسمع منه رد مختلف، يقول لي مفيش عندنا حاجة نقولها”.
وتوضح تغريد أنها تقدمت بـ5 بلاغات للنائب العام – منذ فترة منع الزيارات – تشكو فيها من عدم قبول إدارة السجن الزيارات التي تحضرها إلى ابنتها، حيث تم منع 3 زيارات منها دون إبداء أسباب، فضلا عن حرمانها من حقها القانوني في التواصل مع أسرتها طوال هذه الفترة.
ولفتت إلى أنها حاولت التواصل مع عدد من أهالي السجينات المحبوسات معها لطمأنتها عليها، إلا أنهم أيضا خائفون من حدوث أي تعنت ضدهم أو ضد بناتهم حال إخباري بأي معلومة، حتى وإن كانت عن أوضاعها الصحية.
وتابعت: “الوضع اللي بنعيشه مفيش بشر يتحمله، أنا مش طالبة أكتر من أنهم يطمنوني على بنتي، أو يبلغوني رسالة منها تقول لي يا ماما أنا كويسة، ليه مستكترين علينا حاجة زي كده، وإيه الضرر اللي هيعود عليهم في أني أتطمن عليها وأطمن أختها وابنها الصغير، اللي كل شوية بيسألني هي ماما هترجع من السفر إمتى وبطلت تبعت لي رسايل ليه”.
واستكملت والدة سولافة: “إحنا عايشين كل يوم في 24 ساعة في قهر وظلم، وإحنا شايفين ولادنا كأنه عدد اترموا جوة السجون من غير ما حد يسأل فيهم، كل الناس قلوب أهاليها محروقة زي ما أنا محروقة، إحنا بقينا عايشين بالاسم بس، أنا بتحرك على رجليا بالعافة علشان خاطر ابنها، وبخاف أبص في عينيه وهو بيسألني عنها وأنا مش لاقية رد”.
يذكر أنه تم القبض على الصحفية سولافة مجدي من أحد الكافيهات في منطقة الدقي برفقة زوجها الزميل المصور حسام الصياد، وآخرين، بتاريخ 26 نوفمبر 2019 وتم اقتيادهم إلى قسم شرطة الدقي.
وبتاريخ 27 نوفمبر2019 تم التحقيق معها في نيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة بتهم مشاركة جماعة إرهابية ونشر أخبار وبيانات كاذبة وتم حبسها احتياطيا.