“هيومن رايتس” تطالب بتحميل قطر مسئوليتها عن تعويض “ضحايا المونديال”: كأس عالم تلطخه انتهاكات العمال الوافدين
كتب- درب
طالبت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، السلطات القطرية بتحمل مسئوليتها عن تعويض ضحايا بناء ملاعب كأس العام من العمال الذين فارقوا الحياة خلال السنوات الماضية، بعد اتهامات بسوء ظروف العمل في قطر واتهامات أخرى بشأن القوانين المنظمة.
وقالت المنظمة، إنه “إلى أن يحصل الرجال والنساء الذين غادروا ديارهم للعمل في قطر وجلبوا هذه البطولة المحبوبة عالميا إلى منطقتنا على تعويض عادل عن الانتهاكات التي تعرضوا لها، وإلى أن تُفكك أنظمة الكفالة التي تؤدي إلى سوء المعاملة والاستغلال، يجب ألا نترك قطر تتفادى مسؤوليتها لمجرد أنها أول دولة عربية وذات أغلبية مسلمة تستضيف كأس العالم”.
وقالت هبة زيادين، الباحثة بالمنظمة لشمال أفريقيا والشرق الأوسط: “كأردنية، أردتُ أن أفتخر بأن دولة عربية وذات أغلبية مسلمة تستضيف كأس العالم 2022، لهذا الحدث التاريخي أهمية كبيرة للجماهير في جميع أنحاء الجنوب العالمي، إلا أن البطولة أثارت تدقيقا عالميا غير مسبوق، لا سيما بسبب معاملة العمال الوافدين، ومجتمع الميم، والنساء”.
وأضافت الباحثة: “من الهام أن ندرك أن إرث أول كأس العالم في منطقتنا مبني على نظام عرقي لإدارة العمل ويتيح انتهاكات واسعة ضد العمال الوافدين، الذين ساعدوا في بناء وإنجاز الحدث الضخم والذين جرى استغلالهم دون عقاب لمستغليهم أو تعويض لهم”.
وتابعت: “على مدى السنوات العديدة الماضية، عملت بالبحث والمناصرة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في قطر ومنطقة الخليج الأوسع. عندما أرى مجتمعي يتجاهل الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها العمال الوافدون، بمن فيهم من الشرق الأوسط، لجعل كأس العالم ممكنا، لا يسعني إلا أن أتذكر أصوات ووجوه كثير من العمال الذين أخبروني عن أحلامهم التي دمرت، وعن استغلال عملهم، وأشعر بالعار بدل الفخر”.
وقالت: “بدل تجاهل النقد العالمي لسجل قطر الحقوقي باعتباره مجرد هجمات ذات دوافع عنصرية، علينا أن نفكر بكيفية معاملة العمال الوافدين في جميع أنحاء منطقتنا. سلّط كأس العالم الضوء على نظام الكفالة المنتهِك، الذي يمنح أصحاب العمل سيطرة مفرطة على العمال الوافدين، ما يسمح لهم باستغلالهم وإساءة معاملتهم مع الإفلات من العقاب. أجرت قطر إصلاحات مهمة على نظام الكفالة في السنوات الأخيرة، لكن هذه الإصلاحات ببساطة لم تكن كافية للتصدي للانتهاكات المتفشية”.
وتصاعدت خلال الأشهر الماضية وقبل انطلاق بطولة كأس العالم في العاصمة القطرية الدوحة، تقارير حول ضحايا بناء الملاعب والتجهيزات المتعلقة بكأس العالم، فيما قالت منظمة العفو الدولية في تقرير صادر نهاية 2021 إن هناك قرابة 15 ألف أجنبي توفوا في قطر في الفترة بين 2010 وحتى 2019.