هنا القدس| الحكومة الفلسطينية في انعقاد دائم لمتابعة تداعيات اقتحام الأقصى.. ومنظمة العفو تطالب بمحاسبة دولية للاحتلال
قال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة “إن ما قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي من اقتحام واعتداء وحشي على المصلين في المسجد الأقصى المبارك وباحاته هو تحدٍ جديد للمجتمع الدولي، وتحديدا للجهود التي تبذلها الإدارة الأميركية.
وأكد أبو ردينة، في تصريحات، اليوم الاثنين، أن الحكومة الإسرائيلية ضربت بعرض الحائط كل هذه الجهود والتدخلات الدولية، مشددا على أن القيادة الفلسطينية وشعبنا لن يسمحوا بتمرير هذه المخططات الإسرائيلية.
قال رئيس الوزراء محمد اشتية، إن مجلس الوزراء في حالة انعقاد دائمة، من أجل المتابعة اليومية لأهلنا في مدينة القدس ودعم صمودهم.
وأضاف رئيس الوزراء في مستهل جلسة الحكومة المنعقدة اليوم الاثنين، في مدينة رام الله والتي خصصت لنقاش تطورات الأوضاع القدس، إنّ القدسَ تعيدُ اليوم وهجَ القضية أمامَ من يحاولون عبثاً طمسَ هويتِها، وتغييرَ معالمِها، وتزويرَ تاريخِها العربيِّ والإسلامييّ والمسيحي.
وأشار اشتية إلى أن ما يجري في القدس من دعوة للقتل يعبر عن روح الإجرام والكراهية التي تمارس في التربية الحزبية والتربية المدرسية ومناهج التعليم في إسرائيل.
وأوضح رئيس الوزراء أنه تم، اليوم الاثنين، توقيع اتفاقية مع نقابة الأطباء أفضت إلى إنهاء إضرابهم وعودتهم لأماكن عملهم كالمعتاد.
وقال رئيس الوزراء: “جرى صباح اليوم إغلاق البوابات على المصليين في المسجد الأقصى، وندين اقتحام قوات الاحتلال للمسجد الأقصى فجر اليوم وإصابة العشرات من المصلين بجراح تمهيدا لاقتحام غلاة اليمين المتطرف لباحاته، وأحمِّل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة إزاء ما يتعرض له المصلون في المسجد الأقصى المبارك”.
وحذر من النتائج التي ستترتب عن مثل هذه الاقتحامات، ومحاولات إخلاء أهالي الشيخ جراح أصحاب الأرض الأصليين من بيوتهم، فأهالي الحي المهددون اليوم بالتهجير من منازلهم سبق وأن هُجروا من بيوتهم في حيفا، ويافا، وعكا إبان النكبة عام 48 التي تصادف ذكراها الـ 73 هذا العام مع عيد الفطر المبارك.
ودعا رئيس الوزراء المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف تلك الانتهاكات المروعة وتوفير الحماية للمواطنين في الأراضي الفلسطينية وخاصة في مدينة القدس التي تتعرض للتطهير العرقي.
وتابع: أُحيي باسمِكُم أهلَنا في القدسِ العربيةِ، الذين أعادوا القضيةَ من جديدٍ إلى جدولِ الأولوياتِ في العالم من أجل نصرة المدينة المقدسة وفلسطين، ونشد على يد المرابطين عند أسوارِها من شبابِها، وشيوخِها، وأطفالِها، ونسائِها، الذين يحرسونَها برموشِ عيونِهِم، ونزْفِ جراحِهِم، ووجعِ معاناتِهِم. لا أولوية لنا اليوم إلا القدس، فهي المبتدأ والخبر في سمائها شع نور الهداية وعلى أرضها حفرت سطور روايتها وعز أهلها وفخرهم ونضالهم من أجل الحرية”.
وقال اشتية: “اليوم يجتمع مجلس الأمن الدولي للبحث في الاعتداءات التي تتعرض لها مدينة القدس والتهجير القسري الذي يتعرض له سكان حي الشيخ جراح، كما يعقد غدا اجتماع لمجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، واجتماع لمنظمة التعاون الإسلامي للتباحث في الخطوات الواجب اتخاذها إزاء ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك وكنيسة القيامة من استهداف، وما يواجهه المصلون من مضايقات واعتداءات ما زالت مستمرة أدت لإدخال المئات منهم حتى الآن الى المستشفيات بسبب تعرضهم لإصابات، وأطالب سلطات الاحتلال بالإفراج الفوري عن المعتقلين الذين تم اعتقالهم منذ بدء الهجمة الإسرائيلية على المسجد الأقصى”.
وأدان عزمَ سلطاتِ الاحتلال بناء 392 وحدةً استيطانيةً جديدةً على أراضي الخضر والظاهرية ورامين في طولكرم، إضافةً إلى شقّ شارعٍ التفافيٍّ بالساوية في نابلس، وهي مخططاتٌ لاستكمال برامج الاستعمار الاستيطاني، في إطارِ السجالِ الدائرِ بينَ الأحزابِ اليمينيةِ المتطرفةِ لتشكيلِ الحكومةِ الإسرائيليةِ الجديدة.
وشكر الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان وطاقم مكتب رئيس الوزراء ووزارة الصحة على قيادة الحوار مع النقابة من أجل الوصول لهذه الاتفاقية.
ويناقش مجلس الوزراء: قضية واحدة، هي القدس وتعزيز صمود أهلها، والحراك الدولي الداعم لحقنا في المدينة المقدسة.
أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، شوارع مدينة القدس المحتلة أمام المواطنين المقدسيين، ومنعتهم من الدخول عبرها، تمهيدا لمسيرات المستوطنين الاستفزازية.
وبدأ آلاف المستوطنين، مسيراتهم الاستفزازية التي انطلقت قرب باب العامود، وشارع صلاح الدين، وشارع الواد، وفي الحي الإسلامي في الطريق الى حائط البراق، بالقدس القديمة.
واندلعت مواجهات عنيفة قرب باب العامود، خلال تصدي المواطنين لمسيرة المستوطنين، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة صوب المواطنين.
وقال مراسلنا، إن حالة من التوتر الشديد تسود منذ ساعات الصباح في المسجد الأقصى والبلدة القديمة، واندلعت مواجهات عنيفة بين الاحتلال والمواطنين الذين يتصدون لمحاولة الاقتحام الجماعي للمستوطنين للأقصى، أسفرت منذ الصباح عن إصابة 305 مواطنين.
أكد البطاركة ورؤساء كنائس القدس، أن ما يحدث من تطورات تتعلق في المسجد الأقصى، أو في حي الشيخ جراح، تنتهك حرمة المقدسيين والقدس كمدينة للسلام.
وأعربوا في بيان لهم، اليوم الإثنين، عن قلقهم العميق إزاء الأحداث الأخيرة في القدس الشرقية، مؤكدين أن الأعمال التي تنال من سلامة المصلين وكرامة الفلسطينيين الذين يتعرضون للإخلاء من منازلهم هي أعمال غير مقبولة.
وأوضحوا أن الطابع الخاص للقدس، المدينة المقدسة، في ظل الوضع الراهن، يجبر جميع الأطراف للحفاظ على الوضع الحساس في المدينة، كما أن التوتر المتزايد، والمدعوم بشكل رئيسي من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة، يعرض الواقع الهش في القدس وما حولها للخطر.
ودعا البطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، المجتمع الدولي وجميع أصحاب النوايا الحسنة التدخل لوقف هذه الأعمال الاستفزازية، ومواصلة الصلاة من أجل سلام القدس.
ودعت منظمة العفو الدولية لوقف الانتهاكات التي تُرتكب في القدس الشرقية المحتلة، موضحة أنها شهدت من خلال تواجدها على الأرض استخدام القوة المفرطة على أيدي القوات الإسرائيلية ضد المحتجين والمارة.
وتابعت: يجب أن تضع إسرائيل حدًا لاستخدام القوة غير القانونية ولعمليات الإخلاء القسري بحق الفلسطينيين، ويجب على المجتمع الدولي محاسبة إسرائيل”.