هل يمهد للترشح للانتخابات الرئاسية؟ قائد الجيش الليبي خليفة حفتر يعلق مهامه العسكرية
فرانس 24
علق المشير خليفة حفتر قائد “الجيش الوطني الليبي” مهامه العسكرية رسميا، تمهيدا لترشح مرجح للانتخابات الرئاسية المقررة في ديسمبر في ليبيا.
وأعلن حفتر (77 عاما) الرجل القوي في شرق ليبيا، تعيين خلف موقت له حتى 24 ديسمبر موعد الانتخابات الرئاسية، في قرار صدر بعد أسبوعين من إقرار قانون انتخابي أثار جدلا، يتيح له الترشح ثم تولي منصبه العسكري مجددا في حال عدم انتخابه.
وصادق رئيس مجلس النواب عقيلة صالح المتحالف مع حفتر على القانون بدون أن يطرحه للتصويت، ما أثار استياء واسعا في غرب ليبيا.
وسيشغل الفريق أول عبد الرزاق الناظوري “مهام منصب القائد العام لفترة ثلاثة أشهر تبدأ من 23/09/2021 وتنتهي بتاريخ 23/12/2021″، وفق نص القرار.
وأثارت المادة 12 من قانون الانتخابات الرئاسية أشد الانتقادات، وهي تنص على إمكان ترشح شخص عسكري بشرط التوقف “عن العمل وممارسة مهامه قبل موعد الانتخابات بثلاثة أشهر، وإذا لم يُنتخب فإنه يعود لسابق عمله”.
وفي حلقة جديدة من التوترات، صادق مجلس النواب الليبي في شرق البلاد الثلاثاء على حجب الثقة عن حكومة عبد الحميد دبيبة التي تتخذ مقرا لها العاصمة طرابلس، ما يهدد بإفشال الانتخابات الحاسمة لمستقبل البلاد.
وفي السياق، قال الخبير في منظمة “المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية” عماد الدين بادي في تويتر إن “حفتر عيّن رئيس أركانه الناظوري في منصب القائد العام للجيش الوطني الليبي وسيأخذ إجازة حتى 24 ديسمبر في ما يبدو أنه إعلان غير رسمي عن نيته الترشح للرئاسة”.
وفي حال ترشحه، سيسعى العسكري إلى انتزاع السلطة من خلال صندوق الاقتراع بعد الفشل الذريع لهجومه على طرابلس، مقر حكومة الوفاق الوطني السابقة عام 2019، وصدت القوات الموالية للحكومة هجومه بدعم عسكري من تركيا بعد أشهر من القتال، فيما استفاد حفتر من دعم غير معلن من الإمارات ومصر وروسيا وفرنسا.
وتوقف القتال في 2020 وتم إبرام اتفاق وقف لإطلاق النار بين طرفي النزاع في أكتوبر من نفس السنة، وشكلت إثر ذلك حكومة انتقالية موحدة برئاسة رجل الأعمال عبد الحميد دبيبة في مارس لاستكمال الانتقال السياسي المتعثر منذ عشر سنوات.
وجاء تأليف الحكومة بعد حوار سياسي رعته الأمم المتحدة، لكنه أفسح المجال تدريجيا لإعادة ظهور الانقسامات، ما يلقي ظلالا من الشك على إجراء الانتخابات.
في غضون ذلك، التزم حفتر التكتم مع بروز المسار السياسي على حساب النزاع العسكري، لكنه يعيد تهييء نفسه تدريجيا بلعب الورقة السياسية هذه المرة في أفق الانتخابات.
وبرز خليفة حفتر في بداية انتفاضة 2011 التي شارك فيها بعد خروجه من المشهد لأعوام، وشارك في 1969 في الانقلاب الذي أطاح بنظام الملك إدريس السنوسي وأوصل القذافي إلى سدة الحكم.
كما قاد حفتر القوات الليبية في الحرب ضد تشاد (1978-1987) لكنه أسر في معركة وادي الدوم على الحدود مع الجارة الجنوبية، قبل أن يعلن انشقاقه عن نظام القذافي ويطلق سراحه.
وجاء الإفراج عنه بمبادرة من الولايات المتحدة في عملية لا يزال يكتنفها الغموض، وقد منحته حق اللجوء السياسي على أراضيها، وانضم حفتر في الولايات المتحدة إلى المعارضة الليبية، ثم عاد بعد عشرين عاما من المنفى إلى بنغازي في مارس 2011 مع انطلاق الثورة.
ولا تزال ليبيا غارقة في فوضى ودوامة عنف وصراعات بين القوى المتنافسة في شرق البلاد وغربها منذ سقوط نظام معمر القذافي في 2011.