هجوم حوثي ثالث على الإمارات تزامنا مع زيارة الرئيس الإسرائيلي.. أبو ظبي: اعترضنا صاروخا بالستيا.. و”أنصار الله”: حققنا أهدافنا
وكالات
أعلنت الإمارات، الاثنين، أنها اعترضت ودمّرت صاروخا بالستيا أطلقه المتمردون في اليمن “الحوثيون” باتجاه أراضيها، في ثالث هجوم من نوعه هذا الشهر، وتزامن مع زيارة الرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوج الأولى الى الدولة الخليجية.
وأعلنت وزارة الدفاع الإماراتية في بيان “اعتراض وتدمير دفاعها الجوي صاروخا بالستيا أطلقته جماعة الحوثي الإرهابية تجاه الدولة”، وأضافت “لم ينجم عن الهجوم أي خسائر”، مشيرة الى سقوط “بقايا الصاروخ البالستي خارج المناطق المأهولة بالسكان” من دون أن تحدّد هذه المناطق.
على جانب آخر، أعلنت جماعة أنصار الله اليمنية “الحوثيون” ضرب أهداف “نوعية وهامة” في دولة الإمارات بالصواريخ الباليستية والمسيّرات، لافتةً إلى أن العملية حققت أهدافها.
وقال المتحدث العسكري للحوثيين يحيى سريع، اليوم الاثنين، إن “القوات المسلحة اليمنية نفذت عملية عسكرية نوعية – إعصار اليمن الثالثة- استهدفت عمق دويلة العدو الإماراتي.. وضرب أهداف نوعية وهامة في إمارة أبو ظبي بعدد من الصواريخ الباليستية”، وأضاف أن “تم ضرب أهداف حساسة في إمارة دبي بعدد من الطائرات المسيرة نوع – صماد 3- وحققت العملية أهدافها بنجاح”.
وتابع أن “القوات المسلحة اليمنية تؤكد أن دويلة العدو الإماراتي ستظل غير آمنة طالما استمرت أدوات العدو في شن العدوان على شعبنا”.
ولاحقا، أعلنت الوزارة تدمير المنصة التي أطلِق منها الصاروخ في اليمن، وقالت “نجحت قواتنا الجوية وقيادة التحالف في تدمير موقع ومنصة الإطلاق في اليمن بعد النجاح في تحديد المواقع المعادية”، مشدّدة على أنّها “على أهبة الاستعداد والجاهزية للتعامل مع أي تهديدات، وأنها تتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الدولة من الاعتداءات”.
ونفذ التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم الاثنين، سلسلة غارات جوية على العاصمة صنعاء وسط اليمن.
وذكر تلفزيون “المسيرة” المتحدث باسم جماعة “أنصار الله”، أن “طيران العدوان الأمريكي الإماراتي – في إشارة إلى التحالف العربي- شن 5 غارات على الإذاعة القديمة في منطقة الحصبة – شمال العاصمة- وسط الأحياء السكنية، وأضاف أن “طيران العدوان الأمريكي الإماراتي استهدف بـ 3 غارات أخرى محيط مبنى التلفزيون في مديرية الثورة – شمال العاصمة- “.
وتشارك الإمارات في التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن دعما للحكومة اليمنية ضد الحوثيين. وقد سحبت في 2019 قوّاتها من البلد الفقير الغارق في نزاع مسلّح منذ 2014، لكنّها لا تزال لاعبا مؤثرا فيه.
وبدأت الحرب في اليمن في 2014 بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران الذين سيطروا على مناطق واسعة في شمال البلاد وغربها وكذلك على العاصمة صنعاء. وتدخل التحالف العسكري بقيادة السعودية لدعم القوات الحكومية اعتبارا من 2015.
وأكد المتمردون الحوثيون على لسان المتحدث العسكري باسمهم يحيى سريع أنهم أقدموا على “ضرب أهداف نوعية وهامة في إمارة أبوظبي بعدد من صواريخ ذوالفقار البالستية، وأهداف حساسة في إمارة دبي بعدد من طائرات صماد 3”.
ولم تؤكد السلطات الإماراتية موقع الاستهداف.
وجدد المتمردون تحذيرهم “للمواطنين والمقيمين والشركات بالابتعاد عن المقرات والمنشآت الحيوية كونها عرضة للاستهداف خلال الفترة المقبلة”.
زيارة إسرائيلية
وتزامن الهجوم مع زيارة هيرتسوج إلى الإمارات هي الأولى التي يقوم بها رئيس إسرائيلي لدولة خليجية. وأكّد مكتب الرئيس عقب الهجوم أنّ الزيارة التي تشمل جولة في معرض إكسبو في دبي الاثنين “ستتواصل كما هو مخطط لها”.
وتتبادل الإمارات وإسرائيل الزيارات على مستوى رسمي منذ تطبيع علاقاتهما في أغسطس 2020، ودانت الولايات المتحدة الهجوم الأخير.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس في تغريدة على “تويتر”، “ندين الهجوم الصاروخي الحوثي الأخير على أبو ظبي. بينما يقوم رئيس إسرائيل بزيارة الى الإمارات لبناء الجسور وتعزيز الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، يواصل الحوثيون إطلاق هجمات تهدد المدنيين”.
والاثنين الماضي، أعلنت أبوظبي أنّ دفاعاتها اعترضت ودمّرت صاروخين بالستيين أطلقهما الحوثيون المدعومون من إيران. ووقع الهجوم بعد أسبوع على مقتل ثلاثة أشخاص في هجوم بطائرات بدون طيار وصواريخ على أبوظبي. وكان ذلك أول هجوم دام على أراضي الإمارات أكد الحوثيون مسؤوليتهم عنه وأعلن عنه الإماراتيون.
وتأتي الهجمات الحوثية على أبوظبي بعد سلسلة خسائر تعرّض لها المتمردون في أرض المعركة في اليمن على أيدي قوات درّبتها الإمارات.
ويبلغ عدد سكان الإمارات عشرة ملايين، تسعون في المئة منهم أجانب. وفرضت الدولة الغنية بالنفط نفسها مركزا ماليا وللأعمال، بفنادقها الفخمة وأبنيتها الحديثة وأبحاثها في مجال التكنولوجيا وسعيها الى اقتصاد يقوم على تنويع مصادر الطاقة، وطموحاتها الفضائية.
وأعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في بيان أن الحركة الجوية في الدولة “تسير بالشكل المعتاد وتجري عمليات تشغيل جميع رحلات الطيران بشكل طبيعي ولا يوجد تأثير على الرحلات والمطارات نتيجة اعتراض الصاروخ البالستي”.
ويستهدف المتمردون بشكل متكرر منذ سنوات المملكة السعودية المجاورة لليمن، ما تسبّب في مقتل وإصابة مدنيين وألحق أضرارًا بالبنية التحتية بما في ذلك المنشآت النفطية والمطارات السعودية.
وأكّد مسؤول إماراتي رفيع لوكالة فرانس برس الخميس أنّ تهديد المتمردين اليمنيين لدولة الإمارات لن يصبح “الواقع الجديد”، في وقت تسعى الدولة الخليجية الثرية إلى تعزيز قدراتها الدفاعية.
وقال المسؤول الذي تحدّث مشترطا عدم كشف هويته “لن يصبح هذا الواقع الجديد في دولة الإمارات. نحن نرفض الانصياع لخطر الإرهاب الحوثي الذي يستهدف شعبنا وطريقة عيشنا”.
وأضاف “الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها موطناً لأكثر من 200 جنسية، تقف على أهبة الاستعداد للدفاع عن نفسها. ما زلنا واحدا من أكثر البلدان أمانا في العالم، وقد عزّزت الهجمات الأخيرة التزامنا بالحفاظ على رفاهية سكاننا”.
وطلبت الولايات المتحدة التي ساعدت قواتها الموجودة في الإمارات في اعتراض هجوم الأسبوع الماضي، من مواطنيها الأربعاء إعادة النظر في السفر إلى الدولة الحليفة “بسبب التهديد بشن هجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة”.
لكن المسؤول الإماراتي شدّد على قدرة بلاده على التصدّي لأي هجوم، وسعيها إلى تعزيز قدراتها الدفاعية باستمرار.
وقال “تمتلك الإمارات قدرات دفاعية بمستويات عالية وتسعى باستمرار لتحديثها”.