نهاية الأسد.. أبرز ردود الفعل العربية على سقوط النظام في سوريا: دعوات لصون مقدرات الدولة وتجنب الفوضى
مصر تدعو جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة.. والعاهل الأردني يدعو إلى تجنب أي صراع قد يؤدي إلى الفوضى
قطر تجدد الدعوة لإنهاء أزمة سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن 2254.. ومسؤول سعودي: المملكة على اتصال بكل الأطراف في المنطقة بشأن سوريا
في لحظة مزلزلة للشرق الأوسط، أعلنت الفصائل السورية المسلحة الإطاحة بالرئيس بشار الأسد بعد السيطرة على دمشق فجر يوم الأحد مما أجبره على الفرار، منهية حكم عائلته للبلاد بقبضة من حديد الذي دام نحو 50 عاما، بعد حرب أهلية استمرت ما يربو على 13 عاما.
وفيما يلي جانب من ردود الفعل العربية على الأحداث في سوريا:
قالت وزارة الخارجية المصرية فى بيان لها، إن مصر تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، وتؤكد وقوفها إلي جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها.
ودعت مصر جميع الأطراف السورية بجميع توجهاتها إلى صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي.
وأكدت مصر فى هذا السياق استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل علي إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق، جاء ذلك فى بيان صادر عن وزارة الخارجية.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن قال مسؤول سعودي قوله – يوم الأحد – إن المملكة على اتصال بكل الأطراف في المنطقة بشأن سوريا وإنها عازمة على بذل كل ما في وسعها لتجنب حدوث فوضى في البلاد.
وأضاف المسؤول “نحن على اتصال بكل الأطراف الفاعلة في المنطقة. نحن على اتصال دائم مع تركيا وجميع الأطراف المعنية” مشيرا إلى أن المملكة لا علم لها بمكان بشار الأسد.
وجددت وزارة الخارجية القطرية يوم الأحد دعوتها لإنهاء الأزمة في سوريا وفقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لعام 2015، والذي حدد خطوات لوقف إطلاق النار والانتقال السياسي.
وأضافت الوزارة – في بيان لها – أنها تتابع التطورات في سوريا باهتمام بالغ وتؤكد “ضرورة الحفاظ على المؤسسات الوطنية ووحدة الدولة بما يحول دون انزلاقها نحو الفوضى”.
ودعت الوزارة “كافة الأطياف إلى انتهاج الحوار بما يحقن دماء أبناء الشعب الواحد، ويحفظ للدولة مؤسساتها الوطنية، ويضمن مستقبلا أفضل للشعب السوري الشقيق ويحقق تطلعاته في التنمية والاستقرار والعدالة”.
أما الديوان الملكي الأردني، فقال في بيان يوم الأحد إن الملك عبد الله حث كل الأطراف في سوريا على تجنب أي صراع قد يؤدي إلى الفوضى.
وأضاف البيان أن العاهل الأردني شدد على الحاجة إلى حماية الأمن في سوريا.
وذكر البيان “الأردن يقف إلى جانب الأشقاء السوريين ويحترم إرادتهم وخياراتهم”.
وأعلنت وزارة الخارجية والمغتربين السورية، الأحد، أن صفحة جديدة تكتب في تاريخ سوريا.
وقالت الوزارة، في منشور على صفحتها بموقع “فيسبوك”، “الإخوة السوريون، تكتب اليوم صفحة جديدة في تاريخ سوريا، لتدشن عهداً وميثاقاً وطنياً يجمع كلمة السوريين، يوحدهم ولا يفرقهم، من أجل بناء وطن واحد يسوده العدل والمساواة ويتمتع فيه الجميع بكافة الحقوق والواجبات، بعيداً عن الرأي الواحد. وتكون المواطنة هي الأساس”.
وأضافت أنها و”بعثاتها الدبلوماسية في الخارج ستبقى على عهدها بخدمة كافة الأخوة المواطنين، وتسيير أمورهم، انطلاقا من الأمانة التي تحملها في تمثيل الشعب السوري، وبأن الوطن يبقى هو الأسمى”.
كانت المعارضة السورية المسلحة أعلنت سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ودخول قواتها إلى العاصمة دمشق -فجر اليوم الأحد- تتويجا لسلسلة من الانتصارات الخاطفة التي حققتها في الأيام الماضية.
وأكدت إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة المسلحة أن “الطاغية بشار الأسد هرب”، وأعلنت أن “مدينة دمشق أصبحت حرة”.
وأضافت “بعد 50 عاما من القهر تحت حكم البعث، و13 عاما من الإجرام والطغيان والتهجير (…) نعلن اليوم (…) نهاية هذه الحقبة المظلمة وبداية عهد جديد لسوريا”. ودعت السوريين المهجّرين في الخارج للعودة إلى “سوريا الحرة”.
كما أكدت مصادر من المعارضة المسلحة، انسحاب ضباط وعناصر النظام من مقر وزارة الدفاع وقيادة الأركان في دمشق، في حين أكدت مواقع سورية توقف جميع الرحلات في مطار دمشق الدولي وإخلاءه من العاملين.
وخرج السوريون إلى شوارع العاصمة السورية دمشق في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد وارتفعت أصوات الرصاص في عموم العاصمة وعلى مداخلها وكافة محاورها احتفالا بسقوط نظام الرئيس بشار الأسد.
واحتضنت ساحة الأمويين في وسط العاصمة دمشق جزءا من هذه الاحتفالات التي امتدت أيضا إلى محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون بالتزامن مع فرار قوات الجيش والأمن من مقرات عدة أبرزها قيادة الأركان ووزارة الدفاع بالعاصمة.
وأفادت تقارير إعلامية أن الكثير من جنود الجيش السوري غادروا مواقعهم العسكرية وتركوا المقرات دون أي حماية. ومن أبرز المواقع التي أخليت مقرات الاستخبارات العسكرية ومبنى قيادة الأركان في ساحة الأمويين.
وقال عدد من سكان دمشق إن الشوارع أخليت من عناصر القوات الحكومية وإن احتفالات تجري في الكثير من عموم العاصمة احتفالا بسقوط النظام بعد أنباء عن مغادرة الرئيس بشار الأسد.
وأضاف السكان أن “عددا من السيارات تجوب الشوارع ويعتقد أنها لمسلحي الفصائل بعد دخولهم إلى العاصمة”.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أن الأسد غادر دمشق على متن طائرة خاصة أقلعت من المطار الدولي عند العاشرة ليل السبت (19,00 ت غ)، من دون أن يحسم وجهتها. وأشار الى أن إقلاع الطائرة أعقبه انسحاب الجيش والقوى الأمنية من هذا المرفق الحيوي الرئيسي في البلاد، بعد ساعات من تعليق الرحلات عبره.
لم تتضح الى الآن وجهة بشار الأسد، لكن مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن تحدث عن ثلاثة احتمالات: أولها حليفته روسيا التي وفّرت له خلال النزاع دعما دبلوماسيا وسياسيا وعسكريا منقطع النظير، أو إيران التي وفرت مستشارين عسكريين إضافة الى مقاتلي مجموعات موالية لها على رأسها حزب الله، أو وجهة ثالثة يعدها الأكثر ترجيحا، هي الإمارات التي كانت من أولى الدول الخليجية التي قطعت علاقاتها مع دمشق عقب اندلاع النزاع، وأول من استأنفتها في 2018.