نتنياهو يلتقي ترامب في زيارة غامضة بواشنطن وسط ضغوط لإنهاء الحرب ومفاوضات تهدئة في غزة
أجرى رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو زيارتين خاطفتين للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، دون أن يُعقد مؤتمر صحفي أو يتم الإعلان عن تفاصيل اللقاءين، في خطوة اعتبرها محللون خروجًا عن العرف المعتاد للزيارات الرسمية بين الجانبين. اللقاءات جاءت في ظل مفاوضات غير مباشرة بين الكيان الصهيوني وحركة حماس، تجري في العاصمة القطرية الدوحة، من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
اللقاء الذي وصفه مراقبون بأنه “لقاء الضغط الأقصى”، تميز بغياب التغطية الإعلامية الإسرائيلية، وعدم مشاركة الصحفيين المرافقين لرئيس الوزراء، كما انضمت زوجة نتنياهو إلى مأدبة العشاء التي عُقدت في الغرفة الزرقاء، دون حضور زوجة الرئيس الأمريكي، في مخالفة للتقاليد البروتوكولية.
وبحسب المحلل هيرب كينون، فإن غياب مظاهر الحفاوة الرسمية يعكس جدية اللحظة التي تمر بها العلاقة بين الطرفين، خاصة في ظل التصعيد العسكري الأخير ضد إيران والضغوط السياسية المتعلقة بغزة.
وربط كينون بين غياب الإعلام الإسرائيلي عن اللقاء وبين رغبة ترامب في السيطرة على الخطاب الإعلامي عبر أسئلة من صحفيين مختارين، معتبرًا أن اللقاء لم يكن للاستهلاك المحلي بقدر ما كان مخصصًا للعمل على ملفات حساسة، بينها التهدئة في غزة، ومستقبل الترتيبات الأمنية في القطاع، والعلاقة مع إيران.
بدوره، أشار المحلل نداف إيال إلى أن اللقاء حمل ثلاثة مستويات: الأول تمثل في إظهار الدعم المتبادل بين نتنياهو وترامب، والثاني في مناقشة ترتيبات وقف إطلاق النار في غزة، والثالث تناول مستقبل نتنياهو السياسي ومحاولاته إرضاء شركائه من اليمين المتطرف في الحكومة، عبر ضمانات باستمرار الهيمنة الأمنية على القطاع بعد أي اتفاق.
وفي السياق ذاته، كشفت مراسلة موقع “واينت” العبري أن المفاوضات التي تجري في الدوحة تتركز حول هدنة لمدة 60 يومًا تشمل الإفراج عن عشرة من الأسرى الأحياء وإعادة 18 جثمانًا، على مراحل، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين وتوسيع إدخال المساعدات إلى غزة، في حين يصرّ الكيان الصهيوني على الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية على ممر موراج الحدودي جنوب القطاع، وهو ما تعترض عليه حركة حماس.
المفاوضات، وفقًا لمصادر أمريكية، تواجه تعثرًا في نقطة واحدة تتعلق بوجود دائم لقوات الاحتلال في الشريط الحدودي مع مصر، في حين طرح نتنياهو خطة لإنشاء مدينة إنسانية فوق أنقاض رفح، لفصل المدنيين عن مقاومي حماس، بالتزامن مع استمرار الغارات الجوية وتكثيف الهجمات في مناطق متفرقة.
وكانت حركة حماس قد أعلنت الجمعة الماضية أنها قدّمت ردًا إيجابيًا على المقترح الأمريكي بشأن الهدنة، مؤكدة استعدادها للدخول في مفاوضات فورية حول آلية تنفيذ الاتفاق، بينما يماطل نتنياهو في القبول به، ما دفع المعارضة الإسرائيلية وبعض عائلات الأسرى لاتهامه باستخدام الحرب للبقاء في الحكم.
ومنذ السابع من أكتوبر 2023، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني بدعم أمريكي حرب إبادة على قطاع غزة، خلفت أكثر من 194 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من عشرة آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل تدمير واسع للبنية التحتية وغياب شبه كامل للخدمات الإنسانية.

