نادي الأسير: قرار “كاتس” بمنع الصليب الأحمر من زيارة الأسرى محاولة للتستر على جرائم الاحتلال داخل السجون وغطاء لعمليات القتل البطيء
كتب – أحمد سلامة
قال نادي الأسير الفلسطيني إنّ قرار ما يُسمّى بوزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، يوآف كاتس، الاستمرار في منع طواقم اللجنة الدولية للصليب الأحمر من زيارة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بذريعة “أمنية”، يشكّل غطاءً إضافيًا لمنظومة السجون الإسرائيلية لمواصلة جرائمها والتستر عليها، بما في ذلك عمليات القتل البطيء التي يتعرّض لها الأسرى.
وأوضح النادي أنّ القرار يأتي في وقتٍ تتزايد فيه المطالبات المحلية والدولية بالسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر باستئناف زياراتها، التي أوقفها الاحتلال منذ بدء الحرب على غزة، ومع تنامي الكشف عن جرائم وانتهاكات غير مسبوقة ارتكبت بحقّ الأسرى، خصوصًا بعد صفقة التبادل الأخيرة.
وأشار نادي الأسير إلى أنّ القرار صدر قبيل ساعات من جلسة مقررة للمحكمة العليا للاحتلال للنظر في التماسٍ بشأن استئناف زيارات الصليب الأحمر، وهو التماس أجّل الاحتلال النظر فيه عشرات المرات منذ بدء الحرب، بذريعة استمرار احتجاز أسرى إسرائيليين في غزة.
وبيّن النادي أنّ المحكمة العليا والجهاز القضائي الإسرائيلي يتحمّلان مسؤولية مباشرة عن استمرار الجرائم ضد الأسرى، بعد أن تحوّلا إلى أدوات بيد المنظومة الاستعمارية في تنفيذ حرب الإبادة، بما يشمل الإبادة داخل السجون عبر التعذيب والتجويع والحرمان من العلاج والاعتداءات الجنسية، إلى جانب الإعدامات الميدانية التي طالت عشرات الأسرى بعد الحرب، ما جعل من المرحلة الحالية الأكثر دموية في تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية.
وأضاف أنّ القرار الجديد يأتي بعد فترة وجيزة من مصادقات تمهيدية في لجان الكنيست على مشروع قانون يسمح بـإعدام الأسرى الفلسطينيين وإنشاء محاكم خاصة تفتقر إلى أي ضمانات قضائية لمحاكمة أسرى من قطاع غزة.
ولفت نادي الأسير إلى أنّ شهادات الأسرى المحرّرين، سواء ممن أنهوا محكومياتهم أو أُفرج عنهم ضمن الصفقة الأخيرة، تكشف عن مستوى غير مسبوق من الجرائم والانتهاكات، فيما أظهرت جثامين الشهداء الذين جرى تسليمهم مؤخرًا آثار تعذيب وإعدامات ميدانية منظمة بحق معتقلي غزة، ما يستدعي فتح تحقيقٍ دولي عاجل ومستقل في هذه الجرائم استنادًا إلى الأدلة المتوفّرة.
وجدّد النادي، ومعه المؤسسات الحقوقية المختصة، تأكيده أنّ ما يجري داخل السجون الإسرائيلية امتدادٌ مباشر لحرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، وأنّ الأرقام المعلنة لشهداء الأسرى لا تعكس سوى جزء يسير من حجم الجريمة المستمرة داخل السجون والمعسكرات.
ودعا نادي الأسير المجتمع الدولي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في الجرائم المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين، بما في ذلك القتل العمد والإعدامات الميدانية، مطالبًا بالضغط الفوري على سلطات الاحتلال للسماح للجنة الدولية للصليب الأحمر باستئناف زياراتها، كما دعا اللجنة إلى اتخاذ موقف علني وواضح إزاء القرار الإسرائيلي، في ظلّ استمرار حرمان عائلات الأسرى من زيارة أبنائهم منذ بدء الحرب وحتى اليوم.

