موقعة العمالقة الليلة.. ليفربول يواجه ريال مدريد في نهائي دوري أبطال أوروبا وصلاح يبحث عن «الثأر والانتقام»
وكالات
تتجه أنظار عشاق كرة القدم في التاسعة من مساء السبت إلى مدينة باريس الساحرة، والتي ستكون مسرحا لموقعة العمالقة بين ريال مدريد وليفربول، في نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، التي يستضيفها ملعب “ستاد دو فرانس” في سان دوني، بالضواحي الشمالية للعاصمة الفرنسية.
وعلى خلفية المباراة، تدور مبارزة ثنائية بين اثنين من عباقرة كرة القدم: من جهة، الفرنسي كريم بنزيمة قائد “النادي الملكي” وسلاحه الفتاك، ومن جهة أخرى نجمنا المصري محمد صلاح هداف “الريدز” الذي يتطلع للثأر شخصيا لخسارة فريقه في 2018 في كييف.
وقد بدأت ملامح الإثارة في شوارع باريس تظهر منذ الجمعة مع وصول أول المشجعين الإنكليز والإسبان إذ توقعت السلطات توافد نحو 60 ألفا من أنصار “الرديز” (أي الحمر، نسبة لزي نادي ليفربول) و40 ألفا من “السوسيوس” (مشجعو ريال مدريد)، وغالبيتهم لم يحصلوا على تذاكر لحضور المباراة، علما أن كلا من الخصمين حصلا على 22 ألف تذكرة.
وجهزت سلطات باريس ساحة كبيرة في حي فانسين (شرق) ليكون معسكرا لمشجعي ليفربول حتى الأحد، فيما سيحتشد مناصرو “النادي الملكي” في موقع تابع للحرس الجمهوري الفرنسي قرب ملعب “استاد دور فرانس”.
فالمواجهة ستكون إذا بين فريقين عريقين، عملاقين قاريين وعالميين، يتنافسان في الدور النهائي للمرة الثالثة في تاريخ البطولة. كانت الأولى في عام 1981 على ملعب “بارك دي برانس” في باريس حسمها لفريق الإنكليزي لصالحه بنتيجة 1-صفر، والثانية في 2018 بالعاصمة الأوكرانية كييف انتهت بفوز ريال مدريد 3-1.
ستكون المناسبة مواتية لنادي العاصمة الإسبانية من أجل تأكيد بسط سيطرته القارية إذ إن الفوز سيرفع عدد ألقابه في المسابقة إلى 14 أي ما يعادل عدد ألقاب جميع الأندية الإنكليزية. بالمقابل، يسعى ليفربول إلى التتويج بـ”الكأس ذات الأذنيين الكبيرتين” للمرة السابعة وسيعادل ساعتها نادي ميلان الإيطالي الذي رفع الكأس لآخر مرة عام 2007 أمام ليفربول وبقيادة كارلو أنشيلوتي المدرب الحالي لريال مدريد!
وبلغ “النادي الملكي” الدور النهائي بعد مواجهات درامية شهدت تقلبات خرافية، من ثمن النهائي إلى نصف النهائي. ففي دور الـ16، كان الفريق قاب قوسين أو أدنى من الخروج المبكر بعد تخلفه 2-صفر أمام باريس سان جرمان (بين مباراتي الذهاب والإياب) لكن ثوران قائده كريم بنزيمة سمح له من قلب التخلف والفوز 3-2.
وفي دور الثمانية، فاز النادي الإسباني 3-1 ذهابا قبل أن ينهار إيابا صفر-3 لكن البرازيلي رودريغو سجل هدف الأمل في الدقيقة 80 ليوقع بنزيمة هدف الفوز في وقت التمديد. وفعلها الريال مجددا في دور الأربعة عندما تغلب على مانشستر سيتي في وقت التمديد بعدما بدا أمره محسوما حتى الدقائق الأخيرة من مواجهة الإياب، لكن تألق رودريغو وبنزيمة أنقذه من الغرق.
من جانبه، شق ليفربول طريقه للنهائي بشيء من السهولة، عدا في ربع النهائي عندما اقترب من خوض وقت التمديد أمام أتلتيكو مدريد على أرضه.
وبالتالي، ستكون المنازلة بين فريقن بارزين، وكذلك بين مدربين موهوبين، الإيطالي كارلو أنشيلوتي من جهة والألماني يورغن كلوب من جهة أخرى. يعتبر أنشيلوتي ضمن أكبر المدربين العالميين وضمن سبع رجال فازوا بدوري أبطال أوروبا كلاعب وكمدرب إلى جانب الإسباني ميغيل مونيوز والإيطالي جيوفاني تراباتوني والهولندي يوهان كرويف ومواطنه فرانك رايكارد والإسباني بيب غوارديولا والفرنسي زين الدين زيدان.
وكان مهندس اللقب العاشر “الديسيما” لريال مدريد في 2014 أمام غريمه أتلتيكو في لشبونة (4-1)، وقد تمكن من قيادة الفريق إلى الفوز بلقب الدوري الإسباني بعد عودته إلى صفوف النادي قبل عام قادما من إيفرتون.
أما كلوب، فقد أعاد ليفربول إلى سكة الانتصارات والتتويجات، وجعل منه فريقا يثير الرعب في قلب منافسيه. فمنذ وصوله إلى رأس جهازه الفني في 2015، قاد المدرب الألماني فريق “الريدز” إلى لقب بطل دوري أبطال أوروبا في 2019 للمرة الأولى بعد أربعة عشر عاما ثم إلى لقب الدوري المحلي في 2020 لأول مرة منذ ثلاثين عاما.
واضح على ضوء هذه المعطيات أن فوز أنشيلوتي أو كلوب هذا المساء في النهائي سيعزز موقعه في تاريخ ريال مدريد أو ليفربول، وفي تاريخ كرة القدم الأوروبية أيضا.
ويدير اللقاء الحكم الفرنسي الدولي كلومان توربين وفقا لما أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وهو الحكم “المحبوب” من قبل أغلب الأندية بسبب شخصيته الهادئة، وإقباله على النقاش مع اللاعبين دون إبعادهم عنه.