من هو الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك سلمان الذي تم اعتقاله بتهمة التخطيط لمحاولة انقلاب؟
احتجزت السعودية اثنين من كبار أفراد الأسرة الحاكمة وهما الأمير محمد بن نايف ابن شقيق الملك سلمان، والأمير أحمد بن عبد العزيز الشقيق الأصغر للعاهل السعودي.
وقالت وكالة «بلومبرج» نقلا عن مصدر، إن الديوان الملكي السعودي أبلغ أعضاء مجلس المبايعة أن الأميرين أحمد بن عبد العزيز (78 عاما) ومحمد بن نايف (61 عاما) كانا يخططان لمحاولة انقلاب.
وتعتقد «بلومبرج» أن اعتقالات الجمعة ستهز التسلسل الهرمي في المملكة بشكل كبير، لا سيما وأن الأمير أحمد هو شقيق الملك سلمان وهو آخر الأبناء المتبقين على قيد الحياة للملك المؤسس للمملكة العربية السعودية عبد العزيز آل سعود، وكان ينظر إليه على أنه مرشح محتمل للعرش، كما أنه عضو بارز في مجلس المبايعة.
فيما يلي نوضح لكم أبرز المعلومات حول الأمير أحمد بن عبد العزيز، أحد المعتقلين مؤخرا في السعودية بتهمة التخطيط لمحاولة انقلاب.
من هو أحمد بن عبدالعزيز؟
ولد الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود عام 1942 ،وهو الابن الحادي والثلاثين من أبناء الملك عبد العزيز.
وينتمي الأمير إلى الجناح السديري الأكثر نفوذا في العائلة المالكة السعودية، وهم أبناء الملك عبد العزيز آل سعود من زوجته حصة بنت أحمد السديري، والذين يطلق عليهم «السديريون السبعة»
و«السديريون السبعة» هم كل من؛ الملك فهد وووزير الدفاع وولي العهد السابق سلطان وعبدالرحمن وووزير الداخلية والنائب الأول لرئيس الوزراء السابق نايف ونائب وزير الدفاع السابق تركي والملك الحالي سلمان ووزير الداخلية السابق أحمد بن عبدالعزيز.
يحمل الأمير درجة الماجستير في العلوم السياسية وظل نائبا لوزير الداخلية مدة 37 عاما وقضى 4 سنوات مسؤولا عن المواقع المقدسة في مكة وتولي منصب وزير الداخلية في السعودية في الفترة من 18 يونيو 2012 حتى 5 نوفمبر 2012.
وقد تمت إزاحته عن ترتيب العرش مرتين الأولى عندما قدم الملك الراحل عبد الله، عليه أخيه الأصغر الأمير مقرن بن عبد العزيز، والثانية عندما قرر الملك الحالي سلمان نقل السلطة إلى جيل الأحفاد متمثلا في الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السابق الذي صار وليا للعهد نحو عامين، ونجله الأمير محمد بن سلمان الذي صار وليا لولي العهد قبل أن يصبح هو نفسه وليا للعهد.
وكان الأمير أحمد بن عبد العزيز قد غادر السعودية في نوفمبر الماضي، قبل حملة اعتقالات طالت نحو 11 أميرا سعودياً أبرزهم الوليد بن طلال والعشرات من الوزراء ورجال الاعمال السعوديين حينها.
ومعروف عن الأمير أحمد أنه متدين باعتدال ومنفتح ومشهور بحبه للصحراء والجبال والبحر والصيد.
وظهر الأمير أحمد بن عبد العزيز في سبتمبر من العام 2018، في مقطع فيديو وهو يتفاعل مع متظاهرين خارج السفارة السعودية في بريطانيا، ويقول إن شقيقه الملك وابنه ولي العهد، هما فقط المسؤولين عن إدارة البلاد، وذلك ردا على هتافات المحتجين الذين ينتقدون العائلة المالكة بأكملها.
وأضاف بن عبدالعزيز ردا على إدانة المحتجين للحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن، أن عليهم التوجه بالطلب لولي العهد محمد بن سلمان، الذي يشغل أيضا منصب وزير الدفاع، لإنهاء الحرب.
وفسرت بعض وسائل الإعلام وبعض الحسابات الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي المعارضة للسلطات السعودية، تصريحات أخو الملك بأنها تعني أنه ينأى بنفسه عن الملك وولي العهد، إذ يلقي باللائمة عليهما في الصراع الدائر في اليمن.
وبشكل مفاجئ عاد الأمير أحمد بن عبد العزيز من لندن إلى الرياض، نوفمبر 2018، وأشارت تقارير إعلامية آنذاك إلى أنه ربما عاد ليقوم بمباحثات على مستوى رفيع في المملكة بسبب أزمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي والضغوط التي يواجهها ولي العهد محمد بن سلمان .
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال قد نقلت عن مصادر لم تسمها أن الحرس الملكي اعتقل في وقت مبكر من يوم الجمعة، الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود، شقيق الملك سلمان وابن شقيق الملك الأمير محمد بن نايف من منزليهما، بعد اتهامهما بالخيانة.
وتحرك الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية لتعزيز سلطته منذ توليه ولاية العهد بعد استبعاد ابن عمه الأمير محمد بن نايف في 2017 . واحتجز الأمير محمد العديد من أفراد الأسرة الحاكمة في حملة لمكافحة الفساد في وقت لاحق من ذلك العام.
ويُنظر إلى بن سلمان على أنه الحاكم الحقيقي للمملكة منذ مبايعته بولاية العهد في 2016.
وقال مصدران مطلعان على الأمر لوكالة رويترز، إن الأمير محمد بن سلمان أثار استياء بين بعض الفروع البارزة للأسرة الحاكمة بسبب تشديد قبضته على السلطة وتساءل البعض عن قدرته على قيادة البلاد عقب قتل الصحفي البارز جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول في 2018 وتعرض البنية التحتية النفطية السعودية لأكبر هجوم على الإطلاق العام الماضي.
وأضاف المصدران، أن بعض أفراد الأسرة الحاكمة سعوا لتغيير ترتيب وراثة العرش معتبرين أن الأمير أحمد أحد الخيارات الممكنة الذي يمكن أن يحظى بدعم أفراد الأسرة والأجهزة الأمنية وبعض القوى الغربية.
وقال سعوديون مطلعون ودبلوماسيون غربيون إن من غير المرجح أن تعارض الأسرة الحاكمة ولي العهد أثناء حياة الملك سلمان (84 عاما) مدركة أن من غير المحتمل أن ينقلب الملك على ابنه.
ويشار إلى أن العاهل السعودي فوض معظم مسؤوليات الحكم إلى نجله ولكنه ما زال يرأس الاجتماعات الأسبوعية لمجلس الوزراء ويستقبل الضيوف الأجانب.
ولم يظهر الأمير أحمد بن عبد العزيز بشكل كبير منذ عودته إلى الرياض في أكتوبر عام 2018 بعد شهرين ونصف الشهر في الخارج.
وخلال هذه الرحلة بدا أن الأمير أحمد الأمير أحمد بن عبد العزيز ينتقد القيادة السعودية أثناء رده على محتجين خارج مقر إقامة بلندن كانوا يهتفون بسقوط أسرة أل سعود.
وقالت مصادر في وقت سابق إن الأمير أحمد كان من بين ثلاثة أشخاص فقط في هيئة البيعة، التي تضم كبار أعضاء الأسرة الحاكمة، عارضوا تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في 2017.
وأضافت المصادر أنه تم فرض قيود ومراقبة تحركات الأمير محمد بن نايف منذ ذلك الوقت.
وتأتي عملية الاحتجاز الأخيرة في وقت تزايدت فيه حدة التوتر مع إيران ومع تنفيذ الأمير محمد بن سلمان إصلاحات اجتماعية واقتصادية طموحة من بينها طرح أولي عام لشركة أرامكو السعودية النفطية العملاقة في البورصة المحلية في ديسمبر كانون الأول الماضي. وترأس السعودية حاليا أيضا مجموعة العشرين.
ولاقى الأمير محمد إشادة في الداخل لتخفيفه القيود الاجتماعية في المملكة وفتح الاقتصاد. ولكنه تعرض لانتقادات دولية بسبب الحرب المدمرة في اليمن وقتل خاشقجي واحتجاز نشطاء يدافعون عن حقوق المرأة في إطار حملة على المعارضة.