من أجل عيون غزة.. قصة الطبيب المصري محمد توفيق الذي أجرى 33 عملية عيون لأهالي القطاع خلال يوم واحد
منذ دخوله للمرة الثانية إلى غزة أجرى توفيق أكثر من 50 عملية جراحية معقدة
الطبيب: من أكثر المشاكل التي نواجهها هي معاناة أطفال غزة الذين ولدوا بعيوب خلقية بالعين بسبب القنابل ومخلفات الحرب
طبيبة فلسطينية تنشر صورة توفيق بعد 13 ساعة من العمل المتواصل.. وتؤكد: شغل جبار جدا يعطيك ألف عافية
كتب: عبدالرحمن بدر وصحف
وسط الدمار والدماء والغارات والقصف، سجل الطبيب المصري محمد توفيق ملحمة بطولية بعد إجراء عشرات العمليات الجراحية لأهالي غزة في ساعات محدودة.
استشاري جراحة الشبكية أجرى 33 عملية مياه بيضاء بالعيون في مستشفى غزة الأوروبي خلال 13 ساعة متواصلة من العمل.
ونشرت طبيبة العيون الغزاوية، مروة رمضان، صورًا للطبيب لتوفيق، تظهر عليه علامات التعب، بعد 13 ساعة من العمل المتواصل.
وقالت مروة عبر حسابها بموقع “إنستجرام”: “33 حالة مياه بيضا في يوم واحد، في 13 ساعة شغل متواصل، من غير بريك، شغل جبار جدا، يعطيك ألف عافية”.
وخصص قسم العيون في مستشفى غزة الأوروبي، الأربعاء الماضي، لإجراء عدد من عمليات المياه البيضاء في المستشفى.
وسافر استشاري جراحة الشبكية محمد توفيق إلى قطاع غزة، منذ أيام، للمرة الثانية له منذ بداية الحرب، للمشاركة في إنقاذ أبصار أهل القطاع.
ومستشفى غزة الأوروبي هو مستشفى حكومي فلسطيني يقع في بلدة الفخاري، قرب مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، وتمتلكه وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية.
ومنذ دخوله للمرة الثانية إلى قطاع غزة أجرى توفيق أكثر من 50 عملية جراحية معقدة، خلال 8 أيام فقط.
توفيق أكد أهمية إجراء العمليات في أسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن تأخيرها قد يؤدي إلى فقدان البصر بشكل كامل؛ مما يفاقم من حجم معاناة الأهالي الذين يفتقدون الخدمات الطبية الأساسية البسيطة.
أشار الدكتور توفيق إلى أنه رغم الجهود الجبارة التي يبذلها الطاقم الطبي بالمستشفى، فإنه يواجه تحديات كبيرة تتمثل في نقص المستلزمات الطبية الضرورية اللازمة لإجراء العمليات، بحسب (الجزيرة مباشر).
وأضاف: واحدة من أكثر المشاكل التي نواجهها هي معاناة أطفال غزة الذين ولدوا بعيوب خلقية بالعين بسبب القنابل ومخلفات الحرب، مثل المياه البيضاء، وإذا لم يتم علاجهم بسرعة، فإن هؤلاء الأطفال معرضون لفقدان البصر تمامًا”.
ولفت توفيق إلى أنه يخطط لتخصيص يوم واحد بالأسبوع لعلاج الحالات المتأخرة التي قدرت بأربعين حالة على الأقل.
وحول عمله من داخل القطاع، قال: إحساس رجوع البصر للشخص هو إحساس لا يوصف، والحمد لله الذي يستخدمنا في علاج أهالي غزة، فإذا دخلت شظية بعينك أو حصل لك انفصال شبكي، يجب أن تُعالَج بسرعة، وإلا فإنك ستفقد بصرك.
وطالب الطبيب المصري بإعطاء أولوية كبرى لجراحة العيون، مضيفا: طب العيون وجراحته تحتاج إلى طوارئ بشكل عام وعاجل، لذلك إذا لم تتدخل سريعًا فسيفقد الإنسان البصر.
ويقول الطبيب: “الوضع الصحي في طب العيون كارثة، خاصة مع عدم وجود أطباء لعلاج عيون أهالي غزة، وزيادة حالات فقدان البصر الأمر الذي جعله يخاطر بحياته ويترك أسرته وأبناءه ويسافر إلى غزة ضمن فريق من الأطباء المتطوعين يتبع منظمة الصحة العالمية”.
وقال الدكتور توفيق، إن الوضع في غزة صعب للغاية بعد مرور سنة من حصار الأهالي، مشيرا إلى أن الإصابات مدمرة لعيون الأطفال، حيث تتعرض عيونهم لشظايا الأسلحة والصواريخ والقنابل ومنها حالات تعرضت لضمور كامل في العين يصعب معه التدخل الجراحي.