منظمة العفو الدولية: قوات الدعم السريع ارتكبت “جرائم مروعة” بحق نساء وفتيات في السودان

كتب – أحمد سلامة

قالت منظمة العفو الدولية إن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات جنسية مروعة ضد النساء والفتيات في السودان خلال عامين من الحرب الأهلية، بهدف إذلالهن، وبسط السيطرة، وتفكيك المجتمعات قسرًا، في سلوك يرقى إلى جرائم حرب وربما جرائم ضد الإنسانية.

وفي تقرير جديد حمل عنوان: “لقد اغتصبونا جميعًا: العنف الجنسي ضد النساء والفتيات في السودان”، وثّقت المنظمة شهادات 36 ناجية تتراوح أعمار بعضهن بين 15 عامًا، تعرضن للاغتصاب والاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي على يد مقاتلي الدعم السريع في أربع ولايات سودانية بين أبريل 2023 وأكتوبر 2024، وسط مشاهد وحشية شملت التعذيب، والقتل، والانتهاكات المتكررة في حضور مدنيين وجنود دون خوف من العقاب.

وقال ديبروز موتشينا، مدير برنامج التأثير الإقليمي لحقوق الإنسان في المنظمة، إن الاعتداءات الجنسية التي طالت النساء والفتيات السودانيات “مروعة ومنحطة أخلاقيًا”، وتكشف عن نمط متعمد لاستهداف المدنيين، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري بفرض حظر على الأسلحة الموجهة إلى السودان، وممارسة ضغط حقيقي على قادة الدعم السريع لوقف الفظائع ومحاسبة المسؤولين عنها.

وتضمن التقرير شهادات مفجعة، بينها حالة امرأة في “نيالا” تم ربطها بشجرة واغتصابها علنًا، وأخرى في “مدني” تعرضت للاغتصاب الجماعي أمام طفلتها البالغة 12 عامًا، في حين تحدثت ناجيات عن الاستعباد الجنسي لفترات وصلت إلى شهر كامل، والضرب والتعذيب وتهديدات بالقتل، وصلت حد قتل طفل يبلغ من العمر 11 عامًا أثناء محاولته الدفاع عن والدته.

وأشار التقرير إلى أن بعض النساء استُهدفن فقط بسبب الاشتباه في علاقاتهن بالقوات المسلحة، بينما تعرّضت عاملات في المجال الطبي للاغتصاب عقابًا على عدم قدرتهن على إنقاذ جرحى الدعم السريع.. فيما أفادت إحدى الممرضات بأنها تعرضت للاغتصاب الجماعي على يد 13 جنديًا بعد اختطافها من شمال الخرطوم.

ورغم هذه الانتهاكات الجسيمة، تقول العفو الدولية إن أيًا من الناجيات لم تحصل على رعاية طبية فورية، ولا تمكنّ من تقديم بلاغات للسلطات بسبب انعدام الأمن والخوف من الوصم والانتقام، مشيرة إلى أن كثيرات يعانين من مشاكل صحية خطيرة وأزمات نفسية طويلة الأمد.

وانتقدت المنظمة بشدة “تقاعس المجتمع الدولي”، مشيرة إلى أن التقليصات في المساعدات –لا سيما في برامج الصحة الجنسية والإنجابية– فاقمت معاناة اللاجئات في مخيمات اللجوء، وحرمتهن من تلقي العلاج الضروري.

واختتم موتشينا تصريحاته بالقول: “لقد خذل العالم النساء والفتيات في السودان. آن الأوان لكشف الحقيقة، ومحاسبة الجناة، وضمان تعويض الضحايا، وتوفير الرعاية الكاملة للناجيات من هذه الجرائم الوحشية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *