مناورات البحر الأسود| تدريبات مصرية بالسفن والطائرات قرب إسطنبول.. وتركيا تختبر S-400 على مقاتلاتها (روسيا العامل المشترك)
بات البحر الأسود منطقة محتملة لاستعراض القوى بين مصر وتركيا في الفترة الأخيرة، بعد إعلان وزاة الدفاع الروسية إجراء مناورات مشتركة به بالتعاون مع القاهرة، في الوقت الذي تختبر أنقرة منظومة الدفاع الروسية S-400 على مقاتلاتها، في المحيط ذاته.
والخميس الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان عن التحضير لإجراء مناورات بحرية مشتركة لأول مرة بين الجيشين الروسي والمصري في البحر الأسود.
وبحسب البيان الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية على موقعها الرسمي، عقد وفدا البحرية الروسية والبحرية المصرية في نوفوروسيسك مؤتمرا لمدة 3 أيام حول إعداد وعقد مناورات جسر الصداقة المشترك -2020″، وأضاف أن البلدين سيضعان “خطة التدريبات التي ستجرى في البحر الأسود للمرة الأولى”.
وأوضح البيان أنه خلال المناورات، ستتدرب السفن الحربية التابعة لأسطول البحر الأسود التابع للبحرية الروسية والبحرية المصرية، بدعم من الطائرات، على الدفاع عن الممرات البحرية ضد التهديدات المختلفة، وتابع “سيتم نشر القوات لتنظيم الاتصالات وإعادة الإمداد في البحر وسيجري المشاركون في المناورات تفتيشا للسفن المشبوهة”.
وأشار البيان إلى أن “البحارة الروس والمصريين سوف يمارسون إجراءات تحت قيادة المقر المشترك للتدريبات لتنظيم جميع أنواع الحماية والدفاع في البحر وتنفيذ إطلاق الصواريخ والمدفعية باستخدام أسلحة محمولة على السفن”.
وأكد البيان أن “التدريبات تهدف إلى تعزيز وتطوير التعاون العسكري بين القوات البحرية المصرية والروسية بما يخدم الأمن والاستقرار في البحر، وتبادل الخبرات بين الأفراد من أجل إحباط التهديدات المختلفة في مجالات الملاحة المكثفة”.
يذكر أن البحر الأسود عبارة عن بحر داخلي يقع بين الجزء الجنوبي الشرقي لأوروبا وآسيا الصغرى يتصل بالبحر المتوسط عن طريق مضيق البوسفور التركي وبحر مرمرة، وتطل على البحر الأسود كل من تركيا وأوكرانيا وروسيا وجورجيا وبلغاريا ورومانيا.
ويتعين على البحرية المصرية المرور عبر مضيق البوسفور وبحر مرمرة للوصول إلى البحر الأسود، حيث ستمر السفن الحربية المصرية قرب إسطنبول المطلة على البحر المتوسط والواقعة على مدخل مضيق البوسفور الذي تتحكم فيه تركيا بشكل كبير.
وقال الباحث بمعهد “الشرق الأوسط” للدراسات السياسية، بالعاصمة الأمريكية واشنطن، محمد سليمان، إن هذه هي المرة الأولى التي ترسل فيها مصر قطع بحرية عسكرية للبحر الأسود.
وأشار الباحث إلى أن المشاركة المصرية في مناورات البحر الأسود، تنطوي على رسالة لتركيا، مفادها “أن التواجد التركي في ليبيا أو تفاهماتها مع إثيوبيا، يواجهه تفاهمات مصرية أمنية مع العراق أو مناورة بحرية مع روسيا قرب المناطق التركية”.
وبالتزامن مع الإعلان عن المناورات، قال موقع “ديفنس نيوز”، إن تركيا أرسلت أول دفعة من نظام الدفاع الروسي S-400 إلى منطقة قرب البحر الأسود خلال 5 و6 أكتوبر، من أجل إجراء اختبارات.
ومن المقرر إرسال النظام الروسي إلى ميناء مدينة سينوب، حيث سيتم تجريبه في المدينة، وقد حذرت السلطات جميع الرحلات بارتفاع أقل من 25 ألف قدم بين سينوب وأونيم، شرق موقع الاختبار.
وتم نقل بطاريات النظام إلى سينوب باستخدام سيارات عسكرية بثماني عجلات، كما تم إرسال دفعة من مسيرات “بانشي” البريطانية، حيث سيتم تجريبها هناك أيضا.
وأفاد “ديفنس نيوز”، بأن تركيا قد اختبرت لأول مرة نظام S-400 على مقاتلات أمريكية الصنع من طراز F-16 في نوفمبر الماضي. بعدما تسلمت أنقرة الدفعة الأولى من النظام في يوليو 2019.