مقعد شاغر على مائدة رمضان| عامان من الحبس الاحتياطي للصحفي خالد غنيم.. وزوجته: عمره يتآكل خلف القضبان.. تعبنا من فقدان الأمل
ما أصعب الانتظار على أهالي السجناء والمحبوسين، الذين يعيشون على أمل خروج ذويهم بعد أشهر وسنوات من المعاناة في غيابهم، بينما يأتي شهر رمضان وتتوق إليهم مقاعدهم الفارغة على موائد أسرهم، لتعود معها البهجة الغائبة، في الوقت الذي تنشغل الأيدي بالابتهال لعودتهم، وإعداد وجبات الإفطار لتسليمها لهم بوجوه تكسوها الحسرة، في أقرب زيارة لها خلف القضبان.
“ما أزال أنظر للباب في انتظار رنة الجرس، في انتظار طلوع شمس حياتنا، ما أزال أنتظر خروجك وعودتك لنا، فات رمضان ورمضان، وعيد وعيد وعيد، وأتمنى خروج عيدنا”، بهذه الكلمات عبرت الزميلة ماجدة عبداللطيف عن معاناتها وأسرتها في ظل غياب زوجها الصحفي والإعلامي خالد غنيم، الذي تخطى عامين في الحبس الاحتياطي حتى الآن.
737 يوما، تعادل 17688 ساعة، قضاها غنيم محبوسا احتياطيا على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 أمن دولة، حيث يتجدد قرار حبسه منذ تاريخ القبض عليه في 12 أبريل 2020.
بداية تفاصيل حبس غنيم، كانت بعد تلقيه شكوى من 8 أطباء يريدون عمل مسحات خوفا من إصابتهم بـفيروس كورونا المستجد، حينها نشره غنيم ثم مسحها بعد أن تم إجراء المسحات لهم.
تحكي زوجته أنه في أثناء مساعدة غنيم أهالي المنطقة في تعقيم الشوارع، تلقى مكالمة من ضابط شرطة يطالبه بالتوجه إلى قسم الشرطة، وبالفعل امتثل للطلب وتوجه إلى هناك من الشارع، ثم ظهر بعدها بحوالي أسبوعين في نيابة أمن الدولة
ويواجه غنيم في القضية اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، واستخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها.
في بداية أغسطس الماضي أتم عامه الـ49 داخل السجن، بينما استقبلت زوجته ذكرى عيد ميلاده بتجديد المطالب بإخلاء سبيله وإنهاء معاناته ومعاناة أسرته المستمرة، خاصة مع تأكيدها على أنه لم يرتكب أي جرم.
“سنتين حبس احتياطي بسبب كورونا، موجة وراء موجة، تجديد وراء تجديد، سنة بعد سنة وإحنا زي ما إحنا”، تصف ماجدة مأساة أسرتها في غياب زوجها، وتضيف متأثرة: “عمره يتآكل خلف الجدران من دون أسباب سوى أنه حبها قوي وخاف عليها، عمر منه ومننا”.
تستطرد: “بقيت وأولادي بنخاف نسأل بعض عنه، لأن الدموع دايما تسبق الكلام، بقينا بنخاف نقول لبعض إنه اتجدد له، بقينا عايشين على أمل الخروج في أي وقت، فكرة الـ٤٥ يوما أننا تعودنا عليها إحساس مميت وأسئلة كتيرة وبعدين وإيه الهدف وعمل إيه”.
“مع كل زيارة لوالده المريض أهرب من سؤاله، أصبح الكلام محفوظا، وجملة خايف أموت وابني الوحيد مياخدش عزائي كلمات وحروف عاجزة عن التعبير عن وجع وقهر وألم مستمرين منذ عامين”، متسائلة: “فين الأخبار الكاذبة في الخبر، تعبنا من الكلام والانتظار وفقدان الأمل مع كل تجديد”، تستكمل زوجة غنيم.
وعمل خالد غنيم في العمل الصحفي منذ عام 1997 في صحف عدة جرائد مثل صوت الأمة واللواء العربي، ثم اتجه للعمل الإعلامي منذ ٢٠٠٢، وكان مديرا لحملة الرئيس عبد الفتاح السيسي في منطقة العجمي بمحافظة الإسكندرية.
تواصل الزوجة مناشداتها لجميع الجهات المعنية، وتطالب بتدخل نقابة الصحفيين في محاولة لإطلاق سراح غنيم، وعدم الوقوف أمام كونه ليس عضوا بنقابة الصحفيين، على الرغم من عمله في الصحافة والإعلام منذ عام 99 وحتى حبسه، بين مواقع وجرائد وقنوات.
وتختتم: “أمنيات أسرة طال غياب عائلها أن يكون معنا هذا العام، أملنا في الله وفي انتظار فرجه، وكلي ثقة في عدله ورحمته”.
في نوفمبر الماضي، أرسلت طفلة الإعلامي المحبوس خالد غنيم، رسالة بالفيديو بشأن والدها المحبوس، وطالبت بعودة والدها إلى أحضانها بعد غياب أكثر من عام ونصف منذ القبض عليه وحبسه احتياطيا.
وقالت الطفلة جنة خالد غنيم، في رسالة إلى والدها عبر “درب”: “يا بابا أنت وحشتني أوي، كل ما أبص لأصحابي أشوف معهم أباهتهم، بعيط أوي، أنا نفسي أشوفك، ومش بقدر أعيش من غيرك”.