مقعد شاغر على مائدة رمضان| الصحفية منال عجرمة رهن الحبس الاحتياطي منذ نحو 5 أشهر ومطالب بالإفراج عنها لترعى والدتها المسنة
ما أصعب الانتظار على السجناء والمحبوسين، وما أقساه على ذويهم الذين يعيشون على أمل خروج ذويهم بعد أشهر وسنوات من المعاناة في غيابهم، بينما يأتي شهر رمضان وتتوق إليهم مقاعدهم الفارغة على موائد أسرهم، لتعود معها البهجة الغائبة، في الوقت الذي تنشغل الأيدي بالابتهال لعودتهم، وإعداد وجبات الإفطار لتسليمها لهم بوجوه تكسوها الحسرة، في أقرب زيارة لها خلف القضبان.
نحو 5 أشهر قضتها الصحفية منال عجرمة، خلف القضبان رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 1893 لسنة 2022 حصر أمن دولة؛ وها هي تقضي أول رمضان لها في السجن وسط مطالب بإطلاق سراحها.
وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على منال عجرمة، نائب رئيس تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون، من منزلها بالتجمع الخامس، في 1 نوفمبر 2022، فيما ظلت مختفية حتى ظهورها في النيابة لاحقا (3 نوفمبر).
وتواجه عجرمة اتهامات بالانتماء إلى جماعة إرهابية وتمويلها، التحريض على ارتكاب فعل إرهابي، الاشتراك في اتفاق جنائي الغرض منه ارتكاب فعل إرهابي، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في جريمة الترويج لفعل إرهابي.
وفي 10 فبراير الماضي، توفى والد الزميلة الصحفية المحبوسة منال عجرمة. وعلى إثر ذلك، طالب أكثر من مئة صحفي بالإفراج الكامل عن الزميلة حتى تتمكن من رعاية والدتها التي لم يتبقى لها غيرها في هذه الحياة.
ودعا الصحفيون في بيان لهم – مفتوح للتوقيع – جميع أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين بالتضامن مع “عجرمة” ومع هذا البيان، لافتين إلى أن الزميلة تمثل حالة خاصة تستوجب التضامن معها في ظل الظروف التي تمر بها بعد وفاة المغفور له بإذن الله السيد والدها رحمه الله برحمته الواسعة واسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
وأعرب الموقعون على البيان عن تقديرهم لخطوة الموافقة على خروج الزميلة بشكل مؤقت لتلقي واجب العزاء في وفاة والدها، ولكنهم أكدوا أن هذا الإجراء “غير كاف في ظل ظروف الزميلة الأسرية والتي أصبحت هي الوحيدة القادرة على رعاية والدتها المسنة التي تعيش بمفردها بعد وفاة والدها”.
وطالب الكاتب الصحفي كارم يحيى، في وقت سابق، بإطلاق سراح الزميلة منال عجرمة لافتا إلى أن “زميلتنا منال (61) سنة تحتاجها والدتها ( 90سنة) بعد رحيل الأب / الزوج في 11 فبراير الماضي، وأتمنى مما تبقى من ذوي الضمائر الانسانية والمهنية والنقابية عند الصحفيين المصريين أن يرفعوا أصواتهم عاليا ويتدخلوا .. مرشحين لانتخابات هذا الربيع وجمعية عمومية”.
وأشار يحيى إلى أن “منال مازالت تشكو من حبسها في زنزانة مع الجنائيات (غير السياسيات المحبوسات مثلها في قضايا نشر ورأي)”.
واستطرد: “كما تشكو من الاستمرار في تعنت كل من سجاني القناطر الخيرية (نساء) ورجال هذه النيابة بالامتناع عن تسليمها بعض الأدوية والمستلزمات اللازمة لحالتها الصحية، وبخاصة آثار عمليات جراحية خطيرة في العمود الفقري والساق ..وكذا بعض الملابس الضرورية و كتب للمطالعة وراديو للاستماع”.
يذكر أن 5 صحفيات – بينهن منال – يقبعن في السجون المصرية من أصل 25 صحفيا خلف القضبان. ويواجه الصحفيون المحبوسين اتهامات ببث ونشر أخبار كاذبة وإساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أهدافها، وذلك رغم اختلاف القضايا المحبوسين على ذمتها.