مقعد خال على الإفطار| رسائل أسر المعتقلين والمحبوسين قبل رمضان: “كان نفسنا يبقى معانا.. كل سنة باقول هيفطر معانا
زوجة الصحفي خالد غنيم: كنا بنحلم يبقى معانا في الشهر الكريم.. وزوجة محمد الباقر: هيقضي شهر رمضان بعيد عن بيته
زوجة الناشط محمد عادل: من 2014 بستنى محمد يخرج ويفطر معايا.. ولكن لا رمضان بيجي ولا محمد بيخرج
والدة المصورة سولافة مجدي: قلبي بيتقطع عايزة بنتي.. أخر مرة شوفتها كانت مهزوزة وتعبانة وأول مرة أشوفها كدة
كتب- حسين حسنين
“كان نفسي يبقى معانا في رمضان”.. جملة تكررت أكثر من مرة خلال الأيام الماضية خاصة مع قرارات محاكم الجنايات المختلفة بتجديد حبس عدد من المحبوسين السياسيين لمدة 45 يوما، ما يعني أنهم لن يكونوا على مقاعدهم خلال شهر رمضان.
وخلال الأسبوع المنصرم، صدرت قرارات بتجديد الحبس من محكمة الجنايات لعدد من القضايا، بينها القضية 930 لسنة 2019 أمن دولة، والقضية 1356 لسنة 2019 أمن دولة، وقضايا أخرى.
كل ده بسبب بوست؟!
“كنا بنحلم يكون معانا في شهر رمضان، كل ده وسنة حبس عشان بوست كتبه عن كورونا”، هكذا استقبلت الزميلة الإعلامية ماجدة عبد اللطيف، قرار محكمة الجنايات بتجديد حبس زوجها الإعلامي خالد غنيم.
وطالبت الزوجة، في تصريحات لـ”درب”، بتدخل نقابة الصحفيين في محاولة لإطلاق سراحه، وعدم الوقوف أمام كونه ليس عضوا بنقابة الصحفيين، على الرغم من عمله في الصحافة والإعلام منذ عام 99 وحتى حبسه، بين مواقع وجرائد وقنوات.
وبداية تفاصيل حبس الإعلامي خالد غنيم، كانت بعد تلقيه شكوى من 8 أطباء يريدون عمل مسحات خوفا من إصابتهم بـ كورونا، وقام غنيم بنشرها ثم مسحها بعد أن تم إجراء المسحات لهم.
وقالت الزوجة، إن أثناء قيام خالد بمساعدة أهالي المنطقة في تعقيم الشوارع، تلقى مكالمة من ضابط شرطة يطالبه بالتوجه إلى قسم الشرطة، وبالفعل امتثل غنيم للطلب وتوجه إلى هناك من الشارع، ثم ظهر بعدها بحوالي أسبوعين في نيابة أمن الدولة.
ومنذ ذلك الوقت وهو رهن الحبس الاحتياطي على ذمة القضية رقم 558 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، بتهمة نشر أخبار كاذبة، إساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ومشاركة جماعة إرهابية أغراضها.
كان بيحلم يبقى معانا
رسالة أخرى كانت على لسان نعمة هشام، زوجة المحامي الحقوقي البارز محمد الباقر، بعد معرفتها قرار الدائرة الثالثة بمحكمة جنايات القاهرة بتجديد حبس زوجها لمدة 45 يوما احتياطيا.
ويواجه الباقر على ذمة القضية رقم 1356 لسنة 2019 أمن دولة، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية.
وقالت نعمة هشام عقب أخر زيارة للباقر “ظاهريا كويس لكنه يبتسم على خفيف”، وقالت “مش رايق ومش بيهرج وبيهزر زي كل مرة.. وهيموت ويخرج طبعاً ويبقى معانا في رمضا.. وبكلمه عن الصيف ويحفظ الخضار فيه ازاي عشان يعيش أطول راح قالي (حرام عليكِ.. هوه أنا هكمل في الصيف)”.
وتعود واقعة اعتقال الباقر إلى نفس اليوم من العام الماضي 2019، بعدما توجه إلى نيابة أمن الدولة العليا لحضور التحقيقات مع الناشط علاء عبد الفتاح، ولكن فوجئ الباقر باحتجازه داخل النيابة، ليتم إبلاغه بعد ذلك بصدور أمر ضبط وإحضار له.
وكانت المفارقة، هي إدراج الباقر متهما على ذمة نفس القضية التي تم إدراج موكله علاء عبد الفتاح على ذمتها، والتي حملت أرقام 1356 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا.
وفي نهاية شهر أغسطس الماضي، تم تدوير الباقر على ذمة قضية جديدة، حيث تم إحضاره من محبسه إلى مقر نيابة أمن الدولة، والتحقيق معه على ذمة القضية رقم 855 لسنة 2020، ووجهت له نفس التهم بالقضية القديمة وبسؤاله عن اسم هذه الجماعة الإرهابية أو أدلة الاتهامات، لم يتلق أي رد.
لا رمضان بيجي ولا محمد بيخرج!
معاناة أخرى ممتدة منذ سنوات طويلة، اعتزلتها الزوجة في عبارة واحدة. حيث تقول روفيدة حمدي، زوجة الناشط السياسي المحبوس محمد عادل: “أنا من رمضان 2014 وأنا بقول لنفسي السنة الجاية هنفطر مع بعض، من رمضان 2014 ومحمد عنده أمل أن رمضان الجاي هيكون بره وهنفطر مع بعض، بس لا رمضان بيجي ولا محمد بيرجع!”.
وأضافت روفيدة: ” السنة دي مش فاكرة تحديدًا رمضان للمرة الكام اللى هروح فيه السجن، بس اهو سنين كتير ورا بعضها بروح السجن ف رمضان وف الصيف وف الشتا وف العيد، حتى فترة المراقبة ماقدرناش نفطر مع بعض ولا مرة وأغلب الأوقات أصلا عادل كان بيفطر جوا القسم!”.
ويواجه عادل في القضايا المحبوس على ذمتها، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها.
يذكر أن عادل تجاوز مدة الحبس القانوني الاحتياطي المقررة بـ24 شهرا، حيث أكمل عامين في شهر يونيو الماضي، وطالب محاميه بالإفراج عنه ولكن لم يتم تنفيذ ذلك.
كانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، قد تقدمت ببلاغ للنائب العام في 17 يونيو الماضي، للمطالبة بإطلاق سراح محمد عادل، بعد بلوغه مدة حبسه الاحتياطي سنتين كاملتين.
كما تقدمت المفوضية المصرية للحقوق والحريات، بمذكرة لنيابة جنوب المنصورة الكلية، في 18 يونيو الحالي للمطالبة بالإفراج الفوري عن عادل، لنفس السبب “إكماله عامين في الحبس الاحتياطي”.
قلبي بيتقطع، عايزة بنتي
رسالة صغيرة ومقتضبة من السيدة تغريد زهران، والدة المصورة الصحفية سولافة مجدي، بعد عام ونصف من حبس ابنتها ودخول شهر رمضان للمرة الثانية وهي بعيدة عنها وعن ابنها الطفل خالد الصياد.
تقول الأم إنها كانت في زيارة سولافة في موعدها المحدد، وكانت سولافة “منهارة نفسيا وتعبانة جسديا”، مؤكدة أن ابنتها “ليست الشخص الذي يشتكي إلا إذا كان بالفعل يعاني”.
وأضافت تغريد زهران: “لأول مره اشوف بنتي منهارة وعصبية بالشكل ده، يا رب انت أكيد مطلع على ما يحدث معها، أنا بموت في اليوم ألف مرة وعايزة بنتي معايا”.
ولكن الأسوأ هو أن تمر هذه المناسبة بقرار من المحكمة بتجديد حبسها، وسط العديد من الانتهاكات التي تتعرض لها سولافة باستمرار، بحسب محاميها الذي تقدم بأكثر من بلاغ ومذكرة تقول إن سولافة تتعرض لانتهاكات عديدة في محبسها بسجن القناطر.
وألقت قوات الأمن القبض على سولافة مجدي وزوجها المصور حسام الصياد وصديقهما محمد صلاح، منذ يوم 26 نوفمبر 2019، وتم إدراجهم على ذمة القضية رقم 488 لسنة 2019 حصر أمن دولة عليا، ومنذ ذلك الحين وهي رهن الحبس الاحتياطي.
وتواجه سولافة في القضية المحبوسة على ذمتها، اتهامات ببث ونشر وإذاعة أخبار وبيانات كاذبة، إساءة استخدام وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، ومشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها.
وعلى مدار الأشهر التي تعرضت فيها سولافة للحبس الاحتياطي، حرمت من زوجها وطفلها الصغير خالد وأسرتها وعملها، في الوقت الذي تتصاعد فيه دعوات إطلاق سراحها بسبب ظروف عائلتها وطفلها الصغير.