مفاجأة.. دراسة ليبية حذرت من فيضانات مدمرة في درنة قبل عام من إعصار دانيال وأوصت بإجراءات فورية لتفادي الكارثة
الباحث زار درنة ووجد بعض المساكن مبنية داخل حوض وادي درنة ما يجعل السكان مهددين في حالة الفيضانات.. وأوصى بصيانة فورية للسدود
كتب: صحف
سلطت وسائل إعلام ليبية الضوء على دراسة ليبية منذ عام، حذرت من فيضانات مدمرة قبل إعصار دانيال الذي خلف آلاف القتلى والمصابين في أسوأ كارثة منذ 40 عامًا بليبيا.
الدراسة التي أعدها الباحث عبدالونيس عبدالعزيز رمضان عاشور من كلية الهندسة جامعة عمر المختار بالبيضاء، حذرت «كارثة» ستلحق بدرنة في حال حدوث فيضان ضخم، إذا لم تبدأ السلطات في إجراءات فورية لصيانة السدود وحماية سكان المنازل التي تقع في مجرى وادي درنة، جاءت تلك التحذيرات قبل أن تضرب العاصفة «دانيال» المدينة مخلفة أضرارًا ودمارًا بالغين.
بحسب بوابة الوسط الليبية، زار الباحث وادي درنة، حيث وجد بعض المساكن مبنية داخل حوض وادي درنة ما يجعل سكانها مهددين في حالة الفيضانات، وهو ما حدث بالفعل حين جرفت مياه السيول والفيضانات الناتجة عن «دانيال» المناطق القريبة من مجرى الوادي، وخلَّفت مئات الوفيات إضافة إلى فقدان الآلاف ونزوح الكثير من سكان المدينة.
وأفادت أن الوضع القائم في حوض وادي درنة يحتم على المسؤولين اتخاذ إجراءات فورية بإجراء عملية الصيانة الدورية للسدود القائمة، لأنه في حالة حدوث فيضان ضخم فإن النتيجة ستكون كارثية على سكان الوادي والمدينة، داعية إلى ضرورة إيجاد وسيلة لزيادة الغطاء النباتي لتقوية التربة ومنعها من الانجراف.
وتلقى الباحث بيانات جغرافية مهمة من الأستاذ المساعد بكلية التربية جامعة عمر المختار الدكتور مهدي محمد مهدي يعقوب، كما توصل إلى تقدير الجريان السطحي في حوض وادي درنة عبر تقنيات الاستشعار عن بُعد ونظم المعلومات الجغرافية من خلال تطبيق نموذج الأرقام المنحنية للجريان السطحي، وذلك تبعًا للغطاءات الأرضية ومجموعات الترب الهيدرولوجية، وكذلك بمعرفة قيم الأمطار للعواصف المطرية المسجلة في محطات الرصد (سنويًا(.
وانتهت الدراسة إلى عدة نتائج منها: «بناء قواعد بيانات تفصيلية للخصائص الهيدرولوجية وغطاءات الأرض واستعمالها بدقة بواسطة برنامج (10.2.2 ArcMap)، حيث كانت أغلب ترب الحوض ضمن المجموعة الهيدرولوجية D بنسبة 70%، فيما كان الصنف السائد لغطاءات الأرض هو صنف المراعي حيث شكل نسبة 78.37%.
وحصل الباحث على «قيم (CM) لحوض الدراسة باعتبار أن الحالة المسبقة لرطوبة التربة هي الحالة المعتدلة، حيث بلغت القيمة 81.30، وهذا يعطي انطباعًا أن سطح الحوض يميل نحو الجريان السطحي حينما يتعرض إلى كميات من أمطار أكبر من 11.72 ملليمتر.
واستندت الدراسة في تقدير حجم الجريان السطحي السنوي في الحوض إلى متوسط هطول الأمطار خلال فترة الرصد بين العامين 1960 و2000، إذ بلغ 138.51 مليون متر مكعب في السنة، وهذا يؤكد وجود كمية كبيرة من مياه الجريان السطحي في أوقات وفرة الأمطار وأنها ذات قيمة هيدرولوجية إذا جرى استغلالها بالشكل الأمثل.
وبلغ حجم الجريان السطحي الناتج عن أعلى عاصفة مطرية سُجِّلت في الحوض قبل العاصفة «دانيال» قيمة 53.36 مليون متر مكعب في اليوم، أي ما نسبته 40% من حجم الجريان السطحي السنوي، فيما سجل حجم الجريان عند وقوع العاصفة المطرية خلال الفيضان العام 1986، 14.8 مليون متر مكعب من المياه.
ما هو الجريان السطحي؟
الجريان السطحي هو مفهوم يصف تدفق المياه أو المطر أو الثلج أو السوائل الأخرى على الأرض، وتشير الدراسة إلى أنه من المكونات الهيدرولوجية المهمة في تقييم الموارد المائية.
وأفادت الدراسة أن هناك العديد من الطرق لتقدير الجريان السطحي الناتج عن الأمطار، ومع ذلك تظل طريقة حفظ وصيانة الترب الأميركية «SCS-CN» الأكثر شيوعًا واستخدامًا، إذ أن رقم منحنى الجريان السطحي «CN» هو عامل حاسم في هذه الطريقة، ويعتمد على استخدام الأرض أو غطاء الأرض «LU/LC» ونوع التربة وحالات رطوبة التربة «AMC» في تقدير الجريان السطحي.
وذكر الباحث إلى تطبيق هذا النهج بالتكامل مع نظم المعلومات الجغرافية «GIS» لتقدير حجم الجريان السطحي لحوض وادي درنة، وذلك عبر معالجة خرائط التربة وتصنيفها إلى مجموعات ترب هيدرولوجية «HSG» والدمج بين الطبقتين «HSG» و«LULC» لحساب قيم المنحنى الموزون «CN» لكل حالة من رطوبة التربة«AMC» .
ومن خلال تطبيق هذه الطريقة، جرى تقدير متوسط حجم الجريان السطحي السنوي لمدة أربعين عامًا وأيضًا خلال العاصفتين المطريتين في العامين 1945 و1986، حين بلغ متوسط هطول الأمطار 145.7 و64.14 ملم على التوالي.
يشار إلى أنه ستمرت، اليوم الأربعاء، عمليات انتشال ونقل جثث الضحايا التي خلفتها العاصفة المتوسطية «دانيال» في مدينة درنة شرق ليبيا.
وأظهر مقطع فيديو سيارات إسعاف ونقل موتى في أثناء نقلها جثامين الضحايا، وذلك في وقت أفاد فيه الناطق باسم جهاز الإسعاف والطوارئ، أسامة علي، إلى وكالة «فرانس برس»، أمس الثلاثاء، بمقتل أكثر من 2300 شخص جراء الفيضانات الناجمة عن العاصفة.