مطالبات بلجنة تحقيق مستقلة في مقتل الناشط الفلسطيني نزار بنات والاعتداءات على مسيرات التضامن معه
“مدى”: احتجاز واعتداءات جسدية ومصادرة معدات 5 صحفيين أثناء تغطيتهم المسيرات.. و”ائتلاف حرية التعبير”: انتكاسة خطيرة لحرية التعبير في فلسطين
كتب- محمود هاشم:
طالب المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية (مدى) والائتلاف المدني لحماية حرية التعبير والحقوق الرقمية في فلسطين، بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جريمة قتل الناشط السياسي نزار بنات، والاعتداءات على الصحفيين والمواطنين أثناء المسيرات السلمية، التي خرجت احتجاجا على مقتله.
وقال مركز “مدى”، إن الاعتداءات على المواطنين، والصحفيين/ات خلال الأيام الماضية على أيدي الأجهزة الأمنية الفلسطينية، في أثناء تغطيتهم للمسيرات السلمية التي اندلعت في مناطق متفرقة من أنحاء الضفة احتجاجا على جريمة قتل نزار بنات، بعد اعتقاله من أجهزة امن فلسطينية، ويرفض مدى وبشكل قاطع التعديات على حريات الصحفيين الإعلامية أثناء تأدية واجبهم وعملهم في الميدان.
وقال المركز، في بيان له، إنه ينظر بخطورة بالغة للتدهور الخطير في حرية التعبير، والتي باتت تتعرض لانتهاكات خطيرة من جهات أمنية يفترض أن توفر الحماية للمواطنين وللصحفيين/ات والعاملين في الحقل الإعلامي لا أن تنتهك حقهم.
كانت اعتداءات الأجهزة الأمنية خلال الأيام الماضية طالت ما لا يقل عن 5 صحفيين، وتنوعت بين احتجاز كما حدث مع الصحفي أحمد الصرفندي مساء يوم الخميس، ومصادرة معدات، واعتداءات جسدية تمثلت بالضرب كما حدث مع مراسلة شبكة قدس الإخبارية نجلاء زيتون التي تعرضت للاعتداء لمرتين متتاليتين، وشذى حماد وغيرهن.
وأكد “مدى” ضرورة حماية حق المواطنين في التعبير عن آرائهم بحرية، وجدد المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة في جريمة قتل نزار بنات، والاعتداءات على الصحفيين والمواطنين اثناء المسيرات السلمية، وصولا لتحقيق العدالة ورد الحقوق لأصحابها، منعا لإمكانية تطور الأحداث لما لا تحمد عقباه.
واستنكر الائتلاف المدني لحماية حرية التعبير والحقوق الرقمية في فلسطين جريمة قتل الناشط السياسي والحقوقي نزار بنات، الذي أُعلنت وفاته بعد نحو ساعتين من اعتقاله من الأجهزة الأمنية الفلسطينية فجر الخميس الماضي، وفقا لما ذكرته عائلته، التي لم يتم التواصل معها من الجهات الرسمية والأمنية بصورة مباشرة وإبلاغها بوفاته في حينها.
وأكد البيان الذي الذي تلاه مدير عام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان عمار الدويك، أثناء المؤتمر الصحفي الذي عقدته الهيئة ومؤسسة الحق، أن الوفاة “غير طبيعية”، حيث جاء فيه أن مشاهدات التشريح أكدت وجود إصابات تتمثل في كدمات وتسحجات في مناطق عديدة من الجسم، بما في ذلك الرأس والعنق والكتفين والصدر والظهر والأطراف العلوية والسفلية، مع وجود آثار تربيط على المعصمين وكسور في الاضلاع.
كما تشير نتائج التشريح الأولية، حسب طبيب الهيئة وطبيب العائلة، أن الوفاة غير طبيعية، لكن تحديد سبب الوفاة الرئيسي من الناحية الإكلينيكية يتطلب الانتظار لحين ظهور النتائج المخبرية من انسجة”.
ووفقا لما أعلنته عائلة بنات، اقتحم نحو 27 عنصرا وضابطا من أجهزة الأمن الفلسطينية المنزل الذي كان ينام فيه برفقة اثنين من أبناء عمه عند حوالي الثالثة والنصف من فجر الخميس، بعد أن حطموا الأبواب والنوافذ وانهالوا عليه بالعتلات التي استخدموها في تحطيم الأبواب والنوافذ لاقتحام المنزل وضربوه بشدة على رأسه بالعتلات والهروات وسحلوه ونقلوه إلى جهة غير معلومة، وبعد نحو ساعتين أعلن عن وفاته عبر بيان أصدره محافظ الخليل.
وأكد ائتلاف حرية التعبير أن نزار بنات تعرض لسلسلة من الاعتقالات والاعتداءات ارتباطا بتعبيره عن رأيه إزاء قضايا فلسطينية عامة، وتلقى تهديدات بغية إسكاته، كان آخرها قبل نحو شهرين، حين أطلق مسلحون النار على منزله.
وتابع: “ما جرى يمثل انتكاسة خطيرة لحرية التعبير في فلسطين، ويندرج ضمن عمليات الاغتيال والتصفية على خلفية التعبير عن الرأي والموقف السياسي، وهذا يمثل انعطافة خطيرة في المسيرة الفلسطينية وتحمل السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية كامل المسؤولية عن ذلك، لذا نطالب بلجنة تحقيق محايدة للوقوف على حيثيات ما جرى، ومعاقبة كافة الجهات والأفراد الذين تورطوا في ذلك”.