مستوطنون يقتحمون الأقصى ويعتدون على المصلين وقوات الاحتلال تغلق جميع المداخل.. والخارجية تُحذر من خلق إجراء يؤدي للتصعيد
الاحتلال الإسرائيلي يقطع أسلاك مكبرات الصوت داخل المسجد الأقصى.. والرئاسة الفلسطينية: تصعيد خطير واستفزاز لمشاعرنا
الخارجية: نرفض هذه الانتهاكات.. والمسئولية تقع على عاتق السلطات الإسرائيلية لتوفر الحماية للمُصلين حفاظًا على الأمن والاستقرار
كتب: عبد الرحمن بدر ووكالات
اقتحم نحو 1520 مستوطنا باحات المسجد الأقصى المبارك منذ الساعة السابعة والنصف صباحا، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي، فيما لا يزال المصلي القبلي محاصرا، بعد إغلاقه بالسلاسل الحديدية، واحتجاز من بداخله، وقطع أسلاك مكبرات الصوت، بحسب وكالة وفا الفلسطينية.
وذكرت الوكالة أنه اقتحمت قوات الاحتلال باحات الأقصى من بابي السلسلة والمغاربة، واعتدت بالضرب على المصلين والمرابطين في المصلى القبلي وباحات المسجد، وأخلتهم بالقوة، قبل ان تعتقل عددا منهم.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، إن المستوطنين بهذه الأعداد الكبيرة اقتحمت الأقصى على شكل مجموعات كبيرة وتجولوا في باحاته بشكل استفزازي، برفقة المتطرفين ايهودا غليك وبن حيفر، وتلقوا شروحات عن “الهيكل” المزعوم، فيما قام بعضهم بتأدية شعائر تلموديه قبالة قبة الصخرة.
وقال شهود عيان، إن مجموعات من المستوطنين حاولت اقتحام الأقصى من بابي حطة والملك فيصل من حارة السعدية والحي الإسلامي في المدينة، إلا أن المواطنين تصدوا لهم، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال لحمايتهم وإبعادهم عن المكان.
وبالتزامن مع ما يجري من اقتحامات جماعية، فقد أغلقت قوات الاحتلال جميع مداخل الأقصى، ومنعت الدخول إليه، فيما لا تزال تحاصر العشرات من المصلين داخل المسجد القبلي.
وأضاف شهود العيان، ان قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت باتجاه المصلين، وأجبرتهم على مغادرة باحات المسجد بالقوة وتحت تهديد السلاح.
وفي تطور لاحق، قطعت قوات الاحتلال الإسرائيلي أسلاك مكبرات الصوت داخل المسجد الأقصى المبارك، في إطار سلسلة اعتداءاتها المتواصلة منذ الصباح على المسجد، لتأمين اقتحام مئات المستوطنين.
وأفادت الأوقاف الإسلامية، بأن قوات الاحتلال اقتحمت مآذن المسجد الأقصى، وقطعت الأسلاك الموصولة بمكبرات الصوت، وهو أمر مشابه لما قام به الاحتلال خلال عمليات الاعتداء على المسجد الأقصى في شهر رمضان الماضي.
من جانبها، دعت دائرة القدس في منظمة التحرير الفلسطينية، الأمتين العربية والاسلامية الى تحمل مسؤولياتهما ومساندة الشعب الفلسطيني وابناء المدينة المقدسة، الذين يشكلون خط الدفاع الاول في معركة الكرامة العربية والاسلامية في الدفاع عن مقدساتهم الاسلامية والمسيحية والمسجد الاقصى المبارك على وجه الخصوص .
وأكدت في بيان، أن سلطات الاحتلال في تسهيلاتها لاقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الاقصى واستخدام القوة في قمع المصلين العزل ومحاصرتهم واغلاق ابواب المسجد ومنع المؤمنين من اداء عباداتهم والاعتداء الوحشي على النساء، انما تحاول فرض امر واقع في تقسيم المسجد زمانيا ومكانيا.
وحملت الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينيت، مسؤولية عواقب وتداعيات سياساتها العنصرية تجاه المقدسيين وفي مقدمتها محاولات الاستيلاء على المقدسات الاسلامية والمسيحية، وسياسة التطهير العرقي في احياء المدينة المقدسة، خاصة الشيخ جراح وبطن الهوى والبستان في سلوان .
ودعت المجتمع الدولي إلى الكف عن سياسة غض الطرف عما يجري في فلسطين من انتهاكات مخالفة لكافة الأعراف والقوانين والشرائع الدولية والعمل بجدية على الزام سلطات الاحتلال بالشرعية الدولية وإحقاق الحقوق الوطنية المشروعة لأبناء شعبنا الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وفق الأسس والمبادئ التي نصت عليها الشرعية الدولية .
بدورها أدانت وزارة الخارجية المصرية، تجدُد الانتهاكات للمسجد الأقصى المُبارك من قِبل متطرفين إسرائيليين تحت حماية القوات الإسرائيلية.
وأكد السفير أحمد حافظ، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، رفض مصر الكامل لهذه الانتهاكات مُذكّرًا بأن مصر لطالما حذرت من المساس بالمسجد الأقصى الذي يحظى بمكانة عظمى لدى المسلمين في مختلف أرجاء الأرض.
كما أشار المتحدث إلى أن المسجد يُعد مكانًا لعبادة المسلمين وأنه، بما يحظى به من وضعية مقدسة، فإن المسئولية تقع على عاتق السلطات الإسرائيلية أن توفر الحماية للمُصلين حفاظًا على الأمن والاستقرار، مع الامتناع عن كل ما يُسهم في خلق أي توتر أو إجراء يؤدي إلى تصعيد. وطالب بالدفع قدماً بضرورة إحياء العملية التفاوضية على أسس المرجعيات القانونية والقرارات والشرعية الدولية المعروفة في إطار حل الدولتين.
بدورها حذرت الرئاسة الفلسطينية من التصعيد الإسرائيلي الخطير الجاري حاليا باقتحام المستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية قوات الاحتلال، وإغلاق البلدة القديمة أمام المواطنين الفلسطينيين.
وأعربت الرئاسة عن ادانتها لاستمرار الانتهاكات الخطيرة للمستوطنين، معتبرة ذلك تهديداً خطيراً للأمن والاستقرار، واستفزازاً لمشاعر الفلسطينيين، محملة الحكومة الإسرائيلية مسؤولية هذا التصعيد.
وأكدت الرئاسة، أن هذه الاستفزازات الإسرائيلية تشكل تحدياً للمطالب الأمريكية التي دعت للحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس.