مستغلين التركيز العالمي على غزة.. “فورين بوليسي”: مستوطنون يهود مدعومون من جيش الاحتلال يكثفون مخطط تهجير فلسطينيي الضفة
وكالات
أشار تقرير لمجلة “فورين بوليسي”، إلى أنه في وقت ينصب فيه التركيز العالمي على ما يحدث في قطاع غزة، “يستغل بعض المستوطنين الإسرائيليين ذلك، ويحاولون إعادة رسم الخريطة في الضفة الغربية”.
وبحسب بحسب فورين بوليسي، فإن مستوطنين يهود مدعومين بقوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، يكثفون محاولات تهجير مجتمعات فلسطينية ضعيفة، في أكبر حملة تهجير قسري منذ عقود.
ومنذ عملية “طوفان الأقصى”، التي شنتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال، يستغل المستوطنون ستار العدوان الإسرائيلي من أجل إعادة رسم الخريطة الديموغرافية في الضفة الغربية”، وفق مدير ومؤسس منظمة “كيريم نافوت” التي تراقب أنشطة الاستيطان، درور إيتكس.
وأضاف لفورين بوليسي، أن “الفكرة تكمن في إجبار الفلسطينيين على الخروج من المنطقة (جيم)، ومحاصرتهم في أماكن أخرى في المنطقة (ألف)”، والمنطقة (جيم) بالضفة هي المناطق المحتلة التي ينظر إليها المجتمع الدولي على أنها أساس الدولة الفلسطينية المستقبلية.
مثل هذا الضغط على الفلسطينيين للتهجير القسري من أراضيهم ليس بجديد، لكن إيتكس، قال إن “بعض المستوطنين الإسرائيليين والمسؤولين يرون في الحرب الحالية مع حماس، فرصة لتكثيف العنف والترهيب ضد الفلسطينيين”.
وازدادت الأصوات المطالبة بتهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية إلى مصر والأردن، وهو الأمر الذي رفضته الدولتان بشدة في مناسبات عديدة، بل واعتبر الأردن في تصريحات رسمية أن تهجير فلسطينيي الضفة نحو أراضيه سيكون بمثابة “إعلان حرب”.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة (أوتشا)، بوقت سابق هذا الشهر، “إن 123 فلسطينيا، من بينهم 34 طفلا، قُتلوا على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين الإسرائيليين، كما قُتل جندي إسرائيلي على يد فلسطينيين” منذ 7 أكتوبر، وأضاف المكتب أن “ما يقارب ألف فلسطيني هُجروا قسرا من منازلهم في الضفة الغربية”، خلال تلك الفترة.
ويشمل ذلك “ما لا يقل عن 98 أسرة فلسطينية، تضم أكثر من 800 فرد، طُردت من 15 تجمعا رعويا/بدويا في المنطقة (ج)، وسط تصاعد عنف المستوطنين المكثف والقيود المفروضة على الوصول”.
وتقدر الأمم المتحدة أن “ما يقرب من 2000 فلسطيني هُجروا حتى الآن منذ بداية العام، في ظل استمرار عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة”.
وحول نفس الأمر، قال عضو الكنيست الإسرائيلي الذي كان يشغل حتى الأسبوع الماضي لجنة فرعية معنية بالضفة الغربية، موشي سولومون، إن الفلسطينيين “يمثلون تهديدا مستمرا للإسرائيليين الذين يعيشون في الضفة”.
وكانت السلطة الفلسطينية قد انتقدت، الإثنين، تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، التي دعا فيها إلى “ضرورة إنشاء مناطق عازلة حول مستوطنات الضفة الغربية”، معتبرا أن ذلك “بهدف حمايتها” من أي هجوم على غرار الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، جنوبي إسرائيل.
وأرسل سموتريتش خطابا إلى رئاسة الحكومة الإسرائيلية، الإثنين، دعا فيه إلى “حماية المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، بإنشاء مناطق عازلة حولها، لمنع دخول الفلسطينيين”، بحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بيانا لوزارة الخارجية الفلسطينية، اعتبرت فيه أن تصريحات سموتريتش “الهدف منها سرقة المزيد من أراضي المواطنين الفلسطينيين وضمها إلى المستعمرات والبؤر العشوائية القائمة لتعميق وتوسيع الاستعمار في أرض دولة فلسطين، كجزء لا يتجزأ من عمليات الضم التدريجي المعلن وغير المعلن للضفة الغربية المحتلة بما فيها القدس الشرقية”.
وأضافت الوزارة أن “الحكومة الإسرائيلية بتلك التصريحات، تكشف حقيقة سياستها التي تنفذها على الأرض، من خلال تدمير قطاع غزة وتهجير سكانه لتصفية القضية الفلسطينية”.
واعتقلت شرطة الاحتلال منذ 7 أكتوبر، حوالي 1900 فلسطيني في الضفة الغربية، بحسب “نادي الأسير”، وهي جمعية تدافع عن حقوق المعتقلين.
ويعتبر القانون الدولي المستوطنات في الضفة الغربية “غير شرعية”، كما أن الولايات المتحدة الأميركية، تعارض التوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية، وتضغط على إسرائيل لوقف تمدده.
ويرى المجتمع الدولي أن خطورة المستوطنات تكمن في أنها “تقوض حل الدولتين، وتمنع جغرافيا وأمنيا إقامة دولة فلسطينية متصلة في الضفة الغربية، كما أنها تخلق معاناة يومية للفلسطينيين”، بحسب فرانس برس.